30-3-1391هـ الموافق 25-5-1971م العدد 344
الأطباء يقولون في بيتنا ذئب..!

هو ذئب بغير ناب وظفر ولا يرتاد مراعي الأغنام، إنه مكروب السل الذي يربض في صدور بعض أهل الدار ولا سيما الأجداد والجدات متربصاً للفتك بالأطفال، فإذا علمت أن أحداً من أهل بيتك الذين يعايشونك يسعل سعالاً مزمناً ومستمراً مع هزال يزداد بمرور الأيام وقلة اشتهاء للطعام وجب عليك أن تفكر في داء السل وهو داء وبيل شديد الفتك ولاسيما في الأطفال خلال الطفولة الأولى وكم يحسن بالوالدين، بل ويجب عليهم أن يتركوا عادة مضغ بعض الطعام كالتمر وسواه ثم تلقيمه صغار الأولاد، انهم يلقمون الطفل السم الزعاف، بل الموت الزؤام ومثل ذلك عادة التقبيل على الفم إنها عادة قديمة يجب أن نتقزز منها ونستهجنها ونكتفي بالمصافحة بالأيدي فذلك أنظف وأليق ووسيلة ناجعة لتجنب العدوى بالسل وغير السل.
والسل الذي كان حتى عهد قريب من أشد الأدواء الاجتماعية خطراً يعتبر اليوم من الأمراض التي سيطر عليها العلم، بل قهرها ويوشك أن يخلص البشرية منها، اعرض مريضك الذي يسعل سعالاً مزمناً على طبيب مختص بأمراض الصدر في عيادته الخاصة أو في المستشفى وستجده دائماً مستعداً لتقديم سائر الخدمات والمساعدات من كشف واستخراج صور اشعاعية وتحليل البصاق إلى أن يشخص مرضك أو مرض قريبك ويحسم بالأدوية الداء قبل استفحاله.
والسل الذي كان حتى الأمس القريب الرعب الأكبر صار مرضاً قابلاً للشفاء السريع خصوصاً إذا تعاون المريض مع طبيبه، لقد آن للناس أن يؤمنوا بالعلم وأن يقيموا حياتهم على أسسه ولا عذر لهم يعتذرون به بعد أن يسرت الحكومة الكشف والعلاج وجعلته بالمجان وبعد أن توفر المختصون في سائر المستشفيات.