Tuesday 30th december,2003 11415العدد الثلاثاء 7 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

للرياضيين فقط للرياضيين فقط
من سيفوز بكأس الخليج؟؟
د. صالح بن أحمد العبود

انطلقت مساء يوم الجمعة الماضي في العاصمة الكويتية مباريات كأس الخليج العربي لكرة القدم في بطولتها السادسة عشرة وهي المرة الثالثة التي تزور فيها البطولة مدينة الكويت على ضفاف الخليج العربي الذي لا تكدر أمواجه الهادئة سوى الصراعات السياسية الهائجة والأحداث الدموية اليومية التي تشهدها دولة العراق الشقيقة التي جاء منها بطل كأس الخليج ثلاث مرات والغائب الوحيد في البطولة 16 والذي نتمناه هو عودة الأمن والأمان لهذا البلد الشقيق وعودة مشاركاته الخليجية ليكتمل العقد الرياضي الخليجي.. انطلقت هذه البطولة وكلنا ثقة بأن هذه البطولة ستحقق أهدافها المختلفة في ظل دعم واهتمام قادة مجلس التعاون بالرياضة والرياضيين والإيمان بالدور الذي تلعبه الرياضة في تقريب وجهات نظر أبناء هذه الدول وخلق فرص مواتية للتعاون والإخاء وتبادل الخبرات بين شعوب المنطقة.. ستنجح هذه البطولة بإذن الله لإيماننا بأن هذه البطولة كانت الشرارة التي أضاءت بريق الكرة الخليجية ونجومها وكانت هي منطلق تحقيق بطولات آسيا والعرب والتأهل لنهائيات كأس العالم، وهذه البطولة هي البطولة الأم للبطولات الخليجية الرياضية الأخرى فهي نبراس رياضي للاهتمام بالألعاب الرياضية الأخرى المختلفة حيث تنضم سنوياً في هذه الحقبة من الزمن أكثر من 20 أو 30 بطولة رياضية سنوية بين أبناء مجلس التعاون سواء على مستوى المنتخبات الخليجية أو الأندية وعلى مختلف المراحل العمرية.. وبعيداً عن التعصب الرياضي وتمسكاً بالروح الرياضية وبغض النظر عمن سيفوز بهذه البطولة، فالتنافس الشريف داخل ميادين فروسية كرة القدم جزء لا يتجزأ من طبيعة التنافس الرياضي، والسؤال التقليدي الذي يطرح نفسه عند بدء كأس أو بطولة هو من سيكون البطل هذه المرة؟ هل يحافظ منتخبنا الوطني على كأس البطولة ولقبها ويحتفظ به لسنتين أخريين قادمتين.. أم يعود برازيل الخليج المنتخب الكويتي الشقيق لإحراز اللقب.. أم يفعلها العنابي مرة أخرى.. أم تكون هناك ولادة لبطل خليجي جديد ينضم إلى قائمة الذهب.. ولمحاولة الإجابة عن هذا السؤال دعنا عزيزي المتابع نقوم بقراءة سريعة وخاطفة لأوراق البطولات السابقة لعلنا نستطيع التوصل إلى مؤشر معقول يدلنا ويساعدنا على التنبؤ ولو بنسبة محدودة من الاحتمالية بمن سيكون البطل لأن تحديد ذلك أمر صعب في ضوء تقارب المستويات وكون كل مواجهة بين أي فريقين خليجيين تعد في حد ذاتها مباراة «ديربي» Derby game، وخلال قراءتنا السريعة سنطرح سؤالاً ونحاول الإجابة عنه ونرى ان كان عاملاً مساعداً في عملية التنبؤ أم لا:
* أول هذه الأسئلة الذي دائماً يتبادر إلى الذهن هو عامل الأرض أو هل الفريق المنضم للبطولة ومستضيفها هو الفريق الأكثر حظوظا للفوز بهذه البطولة؟ البطولات السابقة تشير إلى ان احتمالية فوز الفريق المنضم للبطولة هي 33% فقط حيث نجحت أربعة فرق في الفوز باللقب على أرضها 5 مرات في حين لم يتحقق ذلك في 10 بطولات، فالكويت فازت باللقب مرتين على أرضها في البطولتين التي استضافتهما «الكأس الثالثة والعاشرة» في حين فاز بها المنتخب العراقي والقطري ومنتخبنا «الخامسة والحادية عشرة والخامسة عشرة على التوالي»، والفريقان الكويتي والعراقي هما فقط اللذان لم يخسرا اللقب على أرضهما وبذلك تصبح نسبة فوز الكويت في البطولة المقامة على أرضها هي 100% عند الأخذ بالاعتبار عاملي الأرض والجمهور.
* السؤال الثاني الذي نطرحه هو: كم مرة احتفظ فيها البطل باللقب؟ وعند الإجابة عن هذا السؤال نجد ان المنتخب الكويتي نجح في المحافظة على اللقب 3 مرات من البطولة الأولى حتى الرابعة، ومن ثم مرة أخرى حقق المنتخب الكويتي ذلك في البطولة الثالثة عشرة والتي تلتها، والجدير بالذكر هنا هو ان الكويت استطاعت الاحتفاظ باللقب عند غياب المنتخب العراقي فقط!.. وبهذا تصبح احتمالية محافظة أي فريق على لقبه هي 27% وهذا يصعب من مهمة منتخبنا للفوز باللقب إذا أخذنا بالاعتبار نسبة الأرض التي يتميز بها الفريق الكويتي.
* بما أن معظم لقاءات الفرقة تعتبر مباريات «ديربي» بسبب تقارب المستويات وان تميزت بعض المباريات بشدة تنافسية أكبر وضغوط نفسية خاصة، يصبح السؤال المهم.. هل يؤثر ترتيب معين للمباريات على احتمالية تحقيق البطولة أو بمعنى آخر هل هناك نمط معين لترتيب المباريات يفضله فريق معين أثناء البطولة، بين تحليل النتائج عدم وجود نمط معين لترتيب المباريات يؤثر على تحقيق البطولة، علماً بأن مباريات المنتخب الكويتي والسعودي كلها انتهت بالتعادل عندما كان لقاؤهما أول مباريات الفريقين، إلا مرة واحدة في البطولة الثامنة في البحرين عندما فاز الكويت 3/1.
* في ضوء هذه القراءة السريعة.. تتضح لنا صعوبة التنبؤ بالبطل وإن كان الفريق الكويتي هو اقرب الفرق للفوز باللقب على الرغم من تحقيق منتخبنا الفوز الأول في البطولة وتصدره الفرق، ولكن هذه البداية فقط والمشوار طويل، ولكننا نثق جيداً في قدرات منتخبنا لتقديم الأفضل وتحقيق إنجاز جديد في الكويت وكسر الاحتمالات السابقة ولغة الأرقام والاحتفاظ باللقب والعودة للرياض بكأس الخليج إن شاء الله.. كما نؤكد أيضاً ان فوز أي فريق من الفرق المشاركة بالبطولة هو فوز للجميع وان جميع الدول تعد فائزة والرياضة وسيلة وليست غاية في منتهى المطاف.. والله من وراء القصد.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved