|
|
| |
بعض الناس توليه المعروف وتغدق من أفضالك عليه اغراقاً. أقله الشفقة عليه والسعي لنفعه والوقوف الى جانبه لسد احتياجاته، ثم يبدو لك إليه حاجة لا تمس جيبه ولا جهده البدني وإنما هو مطلب معنوي يناصر به حقا لك وهو على علم ودراية بأحقيتك له، فلا تجد منه عونا ولو ببنت «شفة» ينبسُ بها لنصرة حقك المضاع وإذا ما لمته على ذلك يغضب من لومك له ويناصبك العداء ويجعل معروفك الذي أسبغته عليه أشبه ما يكون بالصيَّب الذي إذا أصاب أرضا سبخاً وسبسباً من الرمل الذي ينقصه عنصر الدماثة. لا ينبت فيه الكلأ الذي يجعل أديمه أخضر تستطاب رؤيته. ولكون هذه الصورة تكثر بين الأقرباء في مجتمعنا وتتأصل في النفوس تأصلا يبلغ معه استفحال القطيعة بين الأقرباء ويأخذ مدى بعيداً ينافي الأدب والسلوك وذلك مثل الذي يكون قلبه أشد قسوة من الصخر كأن يمتنع عن مصافحة قريبه ويرفض أن يمد يده مسلماً عليه. |
![]()
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |