Wednesday 14th January,200411430العددالاربعاء 22 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

صوت القارئ صوت القارئ
بين مقتل ذكرى والقبض على صدام.. إعلامنا على نياته!!

قد يتفق معي الكثير من الأخوة أن أبرز خبر هز الساحة الفنية مؤخراً هو خبر اغتيال الفنانة ذكرى.. فقد حرك هذا الخبر الجمود الذي تشهده بعض الصحف وجعل من وفاة المغنية الشهيرة وجبة دسمة لكثير منها.. فأخذت كل صحيفة تصوغ خبر الجريمة حسب ما تراه صحيحاً.. ووجدتها بعض الأقلام فرصة سانحة لمغازلة مقالاتها عقول الجمهور الذي شعر أن المسألة تعدت كونها جريمة قتل لشخصية عامة تعدتها لتحولها إلى «فريسة» لذيذة لكل من هب ودب من المحسوبين على الصحافة!!
والآن وبعد مرور شهر أو أكثر انقضى على مقتل الفريسة ذكرى أعاد لنا الإعلام بمختلف وسائله هذا السيناريو من جديد ولكن هذه المرة عن إحدى الشخصيات السياسية وهي نبأ اعتقال الرئيس السابق صدام.. الذي تعد مسألة اعتقاله أهم حدث سياسي هذه الأيام.. فقد أشعل خبر اعتقاله النار على الأوضاع السياسية الراهنة المشتعلة أساساً فقد تناولت رؤوس بعض الأقلام هذا النبأ بأنه جاء نتيجة طبيعية لنهاية كل ظالم بينما رأى الآخر منها بأن عرض رئيس عربي بهذه الصورة على شاشات التلفزيون هو إهانة لكل العرب وحركة مقصودة من القوة المحتلة!! إذن مسألة القبض عليه حرك المياه الراكدة تجاه هذا الرئيس الذي كانت نهايته كالجرذ!! بعد أن صبغت حياته كل مظاهر الترف والنعيم أثناء حكمه.. وفي هذا الصدد اسمحوا لي أن أبتعد عن موضوع الإعلام قليلاً في تناوله لحكايات المشاهير لأتحول إلى التغيرات الحياتية المترتبة على حياة الناس العاديين تجاه أي تطور يحدث للمشاهير، فنجد مثلاً أن وفاة ذكرى أسهم في رفع مبيعات ألبومها الأخير!! كذلك القبض على الرئيس السابق ساهم في حدوث فوضى عارمة في الشارع العربي بين مؤيد ومعارض لدرجة أنني قرأت في إحدى الصحف أن سيدة عربية وافتها المنية فور عرض صورته وهو يظهر كالحمل الوديع في يد الأعداء!! كذلك تم صنع دمى تجسد شخصيته وهو ملتحٍ بعد اعتقاله.. لتجد هذه الدمى طريقها للرواج حالها كحال دمى محمد الصحاف!! الذي أصبح أثناء وبعد الحرب أشهر رجل إعلام في العالم قاطبة!! بل لست مبالغاً إذا صنفته ضمن قائمة مشاهير العالم حالياً!! بالعودة لموضوع الإعلام أقول ما يحدث للشخصيات العامة يستغله البعض لترويج بضاعتهم على حسابه، ويتناوله الإعلام أيضاً حسب ما يخدم مصلحته وأقصد هنا القضايا السياسية على وجه التحديد، وأقرب مثال على ذلك عرضت لنا إحدى القنوات العربية صورة الفرحة التي عمت بعض المدن العراقية بعد إعلان القبض على الطاغية بينما أصابها الخرس حيال الذين سقطوا صرعى في مواجهة القوة المحتلة بسبب اعتقاله!! بصراحة ليس غريباً على هذا الإعلام هذا النهج خصوصاً إذا عرفنا أنه لا يؤيد إطلاق تسمية «العراق بلد محتل» يرزح تحت وطأة جنود غاصبين لأرضه ومهيمنين على مقدراته!!

حسين الطويل


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved