Wednesday 14th January,200411430العددالاربعاء 22 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مثلث الموت مثلث الموت
محمد عابس

الإرهاب والغلو والتطرف مثلث للموت ضرب بأضلاعه بين ظهرانينا منذ مطلع القرن الهجري الحالي «الخامس عشر»، ولكنه تنامى واستشرى مع مطلع العام الحالي عبر عدد من الأعمال الدموية التي اغتالت الطهر والبراءة لصالح اعداء الحياة وطيور الظلام..
ولعل رجال الأمن البواسل «وان كنا كلنا كذلك» قد استطاعوا التعامل مع هذه الظاهرة المريضة والشاذة عبر عدد من الإنجازات الأمنية المتلاحقة مؤكدة وقوفنا جميعاً حكومة ومواطنين في وجه هذا الطوفان الأهوج، من احباط للعديد من العمليات الى القاء القبض على مجموعة من المنتمين الى هذا الفكر الظلامي، مروراً باكتشاف كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والتجهيزات.
ولعل ما تم اعلانه يوم الاثنين دليل جديد على جدية وكفاءة رجال الأمن في ملاحقة رموز الارهاب والمنتسبين لخلاياه في بلادنا الغالية من ناحية وعلى التخبط والجهل من ناحية اخرى الذي يمثله هؤلاء الافراد الذين جرَّهم الغلو والتطرف الى قتال اهلهم وذويهم وارضهم ارض الطهارة ومهبط الوحي ومهوى افئدة المسلمين في شرق الكون ومغربه.
ومن المهم في هذا السياق الاشارة الى ان الحرب على الارهاب والغلو والتطرف لا بد ان تتحقق عبر استراتيجية واضحة المعالم لتجفيف منابعه والقضاء على التربة الفاسدة التي نما فيها وترعرع باسم الدين الذي يدَّعون الانتماء اليه.
لا بد من المصارحة والمكاشفة والشفافية في التعامل مع هذا الفكر المنحرف الذي غذَّى هؤلاء الشرذمة ومولهم مادياً ومعنوياً.
هؤلاء المرتزقة الضالون ما هم الا تروساً في دولاب الارهاب الفكري والرأي الواحد، والمصادرة لآراء وحقوق وافكار الآخرين وتوجهاتهم.
هؤلاء الذين قتلوا كل معاني الحضارة والتسامح والحوار مع الأنا والآخر لصالح الموت والجهل والاستبداد لا يكفي القبض عليهم للتغلب على فتنتهم العمياء، بل لا بد من المحاربة الواضحة لافكارهم وتوجهاتهم وعقلياتهم المغرر بها ليعطلوا التطور والتنمية في بلادنا، لا بد من محاكمة من يمولونهم فكرياً عبر الاشرطة والكتيبات ومواقع الانترنت، لا بد من فضح وتعرية المداهنين في الضوء والموالين لهم في الظلام والمتعاطفين معهم بأي شكل كان.
بلادنا في معركة كبرى وامام تحديات عظيمة لا بد من وقوفنا جميعاً للتصدي لها وكسب هذه المعركة لصالح الوطن والانسان والحياة، وهزيمة دعاة التخلف والجهالة وخفافيش الظلام، والعودة الى سماحة الدين وتنقيته من الاشكال والافكار الفاسدة التي تنسب اليه.
لا بد من فضح هذه التوجهات الجوفاء، والاستفادة من تجارب الآخرين في هذا السياق، وخير لنا ان نبدأ ولو كنا متأخرين من ان لا نبدأ ابداً.
ان من الواجب علينا اتخاذ آليات وانماط جديدة تعليمية وإعلامية واجتماعية في التعامل مع الشباب وهم غالبية المجتمع وفتح مجالات حياتية وثقافية عامة لينخرطوا فيها في الضوء وامام الجميع في اجواء واضحة ونقية يسودها المشاركة والحوار والتسامح حتى يمكن نبذ الغلو والتطرف بكافة الاشكال.ولا بد من الاشادة بالأدوار الرائدة لرجال الأمن ودعمهم والتعاون معهم حتى يمكن لمركب الوطن ان يبحر وسط هذه اللجج المتلاطمة من كل مكان.وحفظ الله وطننا ارضاً وانساناً.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved