Wednesday 14th January,200411430العددالاربعاء 22 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

احذروا دعاة الفتنة احذروا دعاة الفتنة
سليمان بن ناصر المصبّح /وزارة الشؤون الإسلامية

بالرغم من الجهود الكبيرة التي تبذل في هذه الأيام من قبل علمائنا الأجلاء ودعاتنا الفضلاء ومن المفكرين والتربويين والناصحين؛ لتجنيب هذه البلاد الفتن - العظيمة - التي حدثت، بسبب وقوع التفجيرات المستنكرة «في مدينة الرياض»، إلا أننا نجد فيما يسمى «بالإنترنت» وبعض القنوات الفضائية من يحاول أن يبرر وجود مثل هذه التفجيرات، بل أصبحوا يدعون إلى المزيد منها!!
إن اللسان والقلم يعجزان عن وصف الآثار السيئة التي حدثت بسبب هذه التفجيرات، التي وقعت بأيدي بعض شباب هذا الوطن، الذي كان من المفترض عليهم أن يكونوا من أول المدافعين عنه!
لقد زعزعوا الأمن في بلد الحرمين «مهوى أفئدة المسلمين»، وأقلقوا دولتهم «حاملة راية التوحيد والسنة»، صاحبة اليد الطولى في نشر الإسلام والدفاع عن قضايا المسلمين.
إنني في خطابي هذا لا أخاطب دعاة الفتنة، فهم قد صمّت أسماعهم وعميت أبصارهم عن قبول نصيحة وتحذير العلماء والناصحين، ولكنني في كلامي هذا أخاطب الشباب الذين قد يغترون بمثل هذه الدعوات، فأقول لكم: أيها الشباب! إني - والله - مشفقٌ عليكم وناصح لكم من سلوك هذا المسلك المشين الذي لا يقره دين ولا يؤيده عقل سليم.
إني أحذركم من اتباع أصحاب هذه الدعوات المغرضة، فأصحاب هذه الدعوات ليس هدفهم الإصلاح بل هدفهم زعزعة الأمن وإشاعة الفوضى، ولم يجدوا طريقا إلى ذلك إلا استخدام الدين؛ لكي يبرروا أفعالهم المشينة!!
يا أيها الشباب! إن الله - سبحانه وتعالى - قد أعطاكم عقولاً تميزون بها بين الخير والشر، والنافع والضار، فلا تؤجروا عقولكم لمن يريد أن يضع فيها ما يريد من فتن وشبهات، حتى ولو كان هذا «المستأجر» يدعي أنه من المصلحين، فالمصلح الحقيقي هو: الذي يجمع الأمة ولا يفرقها، ومن يحث الناس على لزوم جماعة المسلمين والسمع والطاعة لولاة الأمور، وأن يجعل نصب عينيه هذا الحديث: «ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي من تشرف لها تستشرفه، فمن وجد منها ملجأ أو معاذاً فليعذ به» أخرجه البخاري في صحيحه.
وإنني أقول لكم: يا أيها الشباب! إذا أشكل عليكم شيء أو اشتبهت عليكم بعض المسائل، أو أفتاكم أحد في مسائل خطيرة، فعليكم بسؤال علمائنا فسوف تجدون عندهم - إن شاء الله - الجواب الكافي والدواء الشافي لما يحوك في صدوركم من شبهات أو إشكالات؛ فعلماؤنا قد جمع الله لكثير منهم أموراً «قلت أن تجتمع في غيرهم» منها: التقوى وصحة المعتقد وسلامة المنهج «ولا نزكي على الله أحداً».
وعليكم أيها الشباب بمراعاة المصالح والمفاسد في إنكار المنكرات واحذروا من الحماس غير المنضبط بضوابط الشرع، وإياكم تحكيم العواطف بدلاً من الشرع والعقل، وانظروا في قول العلامة الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله - بخصوص هذا الأمر: «إن العاطفة إذا لم تضبط أصبحت عاصفة!!».


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved