*حوار - ياسر المعارك
في الأيام القليلةالقادمة سوف يهل علينا موسم الحج وكما هو معلوم أن الحج يأتي إليه الناس من كل مكان لأداء شعائرهم الدينية قال تعالى:« وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعى كل ضامر يأتين من كل فج عميق».
وفي الغالب أن من يقومون بأداء فريضة الحج هم من الأشخاص البالغين والمتقدمين بالعمر من بعد الأربعين تقريباً حيث إن الإنسان في هذا العمر يكون معرضاً للإصابة بالأمراض المزمنة بنسبة عالية حيث إن الدراسات الأخيرة أثبتت أن معدل الإصابة بمرض السكري في هذه السن تبلغ نسبته ما بين 10 - 15% على مستوى العالم أما في المملكة ودول الخليج فهذه النسبة تتعدى هذه النسبة بسهولة أي أن أكثر من ربع الحجاج يكونون مصابين بداء السكري. لهذا السبب التقينا بالدكتور صالح بن جاسر الجاسر استشاري أمراض السكري عضو اللجنة الوطنية لمكافحة داء السكري فكان لنا الأتي:
هل يستطيع مريض السكري أن يقوم بأداء الحج؟
مريض السكري يعتبر إنساناً طبيعياً إذا حافظ على استقرار مستوى السكر ولا يوجد أي محظور لمريض السكري من أن يقوم بالحج ومريض السكري إذا تعامل مع مرضه تعاملاً منطقياً يمكن أن يؤدي شعائر الحج مثل أي إنسان طبيعي.
* هل هناك تعليمات محددة لمستخدمي الإنسولين؟ وما هي الحالات التي يستخدم فيها الأنسولين؟
- من المعروف أن مرض السكري ينقسم إلى نوعين أساسيين ، النوع الأول وهو الذي يصيب صغار السن عادة فيعتمد على الأنسولين لعدم إفراز الجسم لهرمون الأنسولين.
أما النوع الثاني فهو الذي يكون فيه إفراز الأنسولين بشكل كافٍ لكن لا يستفاد من الأنسولين الذي يقوم الجسم بإفرازه في النوع الأول يجب أن يستعمل المريض الأنسولين دائماً وفي النوع الثاني قد يحتاج إلى استعمال الأنسولين في أوقات محددة من إصابته بالمرض.
ويجب على مريض السكري المستخدم للأنسولين أن يحافظ على الأنسولين في درجة حرارة لا تتعدى 25 درجة مئوية لذلك يجب أن يحفظ الأنسولين في حافظات مخصصة لذلك ففي الغالب وعندما يستقر به المقام في مشاعر الحج يقوم بحفظ الأنسولين في ثلاجة معتدلة البرودة بحيث تحفظ بدرجة حرارة لا تقل عن 25 ْ درجة مئوية.
مريض السكري عندما يقوم بأداء شعائر الحج يجب أن يقوم بإجراء التحاليل الدورية للسكري باستخدام الجهاز المخصص لقياس السكر في الدم ويجب أن يضبط جرعة الأنسولين حسب نتائج التحليل.
وهذا يكون بالتنسيق مع طبيبه المعالج، وفي السنوات الأخيرة انتشرت حملات الحج المختلفة وفي كل حملة يوجد طبيب مرافق مع حملة الحج فيجب التنسيق مع طبيب الحملة وإخباره بالمعلومات الصحية عن مريض السكر لضبط الجرعة واستخدامها، وعندما يقوم المريض بأداء شعائر الحج فإن المجهود البدني في الغالب يكون أكثر من المعدل الطبيعي لذلك يجب أن ينظم جرعة الأنسولين وأيضاً جرعات العلاج المختلفة حسب المجهود البدني، فالمجهود البدني العالي يؤدي إلى انخفاض السكر في الدم إذا لم يتم تنظيم الجرعات حسب المجهود البدني لذا ننصح بقياس نسبة السكر بالدم قبل بداية الحج وتنظيم الجرعة المناسبة من الأنسولين قبل بدء المشاعر بالتنسيق مع طبيب الحملة المرافق.
دكتور هل تحدثنا عن تأثير الحج على مرضى السكري؟
أولاً: كما أسلفت يقوم الحاج بأداء شعائر الحج فينتقل بين عرفات ومزدلفة ومنى ثم رمي الجمرات، هذه الشعائر تؤدي إلى القيام بمجهود بدني عالٍ يستهلك كمية كبيرة من السعرات الحرارية وتكون هذه السعرات على حساب جرعات العلاج التي يستخدمها المريض لذا يجب ضبط جرعات العلاج من أنسولين وحبوب وغيرها لضبط السكر.
ثانياً: يختلف في الحج نوعية الغذاء التي تعود عليها مريض السكري اختلاف المكان واختلاف الزمان حتى طبيعة الأكل تختلف وهذا يؤدي إلى اختلاف نسبة السكر في الدم لذا يجب ضبط هذه النسبة بعمل التحاليل الدورية.
دكتور صالح ما هي التعليمات التي توجهها لمرضى السكر من الحجاج؟
سؤال جيد .. من المعروف أن الحاج يبذل جهداً بدنياً كبيراً عند أداء مناسك الحج وبالتالي بفقد سوائل عديدة ويكون هذا تأثيره أكبر على مريض السكري من الشخص العادي لذا ننصح دائماً بالإكثار من شرب السوائل القليلة للسعرات الحرارية مثل الماء والتقليل من العصيرات.
* هل تحدثنا بإيجاز عن علاقة مرض السكري بتطعيمات موسم الحج؟
- في موسم الحج يأتي الحجاج من مختلف بلدان العالم وفي بعض البلدان تنتشر الأمراض المعدية مثل «التهاب السحايا الدماغية والحمى الصفراء وغيرها..» وفي الآونة الأخيرة انتشر مرض السارس، لذا يجب أن يأخذ مريض السكري التطعيمات المناسبة مثل أي إنسان آخر. لأنه في الغالب تكون المناعة الذاتية لدى مريض السكر أقل من الشخص الطبيعي.
* دكتور صالح هل من كلمة أخيرة؟
- هناك نقطتان أساسيتان لمريض السكري الراغب في الحج.
النقطة الأولى يجب على مريض السكري أن يصطحب معه شخصاً آخر لديه معرفة كاملة بظروفه الصحية ولديه القدرة على التعامل مع المشاكل الصحية التي تطرأ عليه.
النقطة الثانية:
يجب على مريض السكري أثناء الحج أن يحمل بطاقة تعريف عن حالته الصحية تحتوي على نوعية المرض ونوعية الدواء وفي حال لا قدر الله انخفضت نسبة السكر وأدى ذلك إلى إغماء فإن المسعفين سيطلعون على حالته وبالتالي سيقدمون له الخدمة العلاجية المناسبة.
| 
