Sunday 15th February,200411462العددالأحد 24 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

هكذا نخفف من الزحام على رمي الجمرات هكذا نخفف من الزحام على رمي الجمرات
د. عبدالعزيز محمد الحقباني/الأستاذ المشارك بكلية الملك خالد العسكرية

لقد ساهمت سرعة تدخل قوات الأمن المشاركة في حج هذا العام - ولله الحمد والمنة- في التقليل من الخسائر البشرية خلال حج هذا العام، وبالذات حول رمي الجمرات، كما أن سرعة اتخاذ حكومة خادم الحرمين الشريفين خطوات تطويرية لم تكن مستغربة، فقد بذلت حكومة خادم الحرمين الشريفين الغالي والنفيس في سبيل تطوير مشاعر الحج وكذلك مدينة الرسول المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم وحتى لا تتكرر مثل هذه الحوادث كان لابد من اتخاذ خطوات عاجلة من قبل المسؤولين الذين لهم جهود مشكورة في إدارة حملات الحج، ومهما فعلت الدولة من خطوات في سبيل الحد من حوادث الازدحام فلا بد من إدخال خطوات فعالة في تفويج الحجاج، وهذا لن يتأتى إلا إذا تضافرت الجهود.
فمما هو معلوم أن عدد الحجاج الذين وقفوا في صعيد عرفات هذا العام يقارب المليونين ونصف المليون، ولا شك أن كل واحد منهم كان يسعى أن يكون الواصل الأول إلى منى وإلى الجمرات ومن ثم إلى الحرم، وهذا قد كان بلا شك سبباً في إلحاق الضرر بالحجاج ولا سيما الضعفاء وكبار السن. فمن أجل الحد من هذا التدافع أقترح الآتي:
- تقسيم الحجاج إلى أفواج عند التوجه إلى الجمرات وإلى الحرم بحيث يكونون على شكل دفعات، فيقسم الحجاج - مثلا - إلى خمس مجموعات، كل مجموعة تعطى لوناً مميزاً، وهذا اللون يعطى للحاج عند وصوله إلى المملكة، إما في الميناء الجوي أو البحري أو عن طريق حملات الحج الداخلية، ويفضل أن تقسم الألوان بأعداد متساوية على جميع الحملات قل عددها أو كثر، فمثلاً حملة حج داخلية عدد حجاجها ألفا حاج، يقسم حجاجها على خمسة ألوان بواقع 400 حاج لكل لون. وهذه الألوان تحدد موعد توجهها إلى الجمرات في ساعات معينة، يُوضح ذلك على لوحات ضوئية الكترونية توضح موعد أداء المنسك، وتعطى إشارات بذلك وإعلان بمختلف اللغات، وهذه الألوان يتم التحكم فيها من قبل رجال الأمن ومن على مسافات متباعدة، ويلزم كل مسؤولي الحملات بعدم السماح للحجاج التابعين لهم بالتحرك إلا في الوقت المحدد لهم.
- فلو تم تقسيم الحجاج بحيث يعطى كل لون مدة زمنية مقدارها ساعتان وكل فترة زمنية تخصص لخمسمئة ألف حاج لاستطعنا تفويج مليوني حاج في ثماني ساعات ولا أعتقد ان الحاج يحتاج إلى أكثر من نصف ساعة لرمي الجمرات ومن ثم يتوجه هذا الفوج إلى الحرم لإكمال أركان الحج، فيكون هناك تتابع منظم تجنباً للحوادث والكوارث التي تحل بنا.
- ومن أجل تنفيذ ذلك يجب أن يكون مسؤولو حملات الحج على وعي كبير بالدور المناط بهم، كما أن الدول الإسلامية يجب أن تسهم في الحملات التوعوية التي تسبق وصول الحاج إلى الأماكن المقدسة، كما يجب على رجال الأمن الحرص على تطبيق التفويج، وذلك بعدم السماح للحاج بدخول المناطق القريبة من الجمرات إذا لم يكن الوقت مخصصاً له، وهذا يتضح من لون السوار الذي يوضع على يد الحاج فور وصوله إلى المملكة ويكون هذا السوار مشتملاً على كامل المعلومات عن الحاج، اسمه وعمره وبلده والحملة التي يتبع لها، كما توضع العلامة الدالة على الوقت إحرام الرجل وعلى رأسه المرأة وبهذا تسهل عملية مرورهم على بوابات المراقبة.
- أما الحاج الذي يتأخر عن الوقت المحدد له فيجب عليه الانتظار حتى الوقت الإضافي الذي يستحسن أن يكون بعد انتهاء الأوقات الأصلية لكل لون، مثلا بعد العصر حتى منتصف الليل، ويستخدم هذا الأسلوب في أيام التشريق بعد تغير وقت اللون فاللون الأخضر الذي رمى في الصباح يوم العيد بإمكانه أن يرمي العصر في اليوم الثاني وبهذا تتحقق العدالة في الوقت.
- وإذا تأكدنا من تطبيق التفويج بشكل صحيح ووضعت العلامات للإرشاد على المباني والجبال ووضعت الإرشادات بكل اللغات وفي أوقات مختلفة ضمنا بإذن الله حركة مرنة وسلسة للحجاج سواء أكان ذلك في الجمرات أو في الطواف أو في السعي.
إنني أجزم لو أن مسؤولي وزارة الداخلية وقطاعات الدولة المساهمة في الحج درسوا هذه الفكرة لخرجنا بحلول جيدة وكفيلة بتسهيل حركة الحجاج على أفضل طريقة. وفي الختام أدعو الله العلي القدير أن يحفظ لهذه البلاد أمنها واستقرارها ويحفظ الحجاج في حلهم وترحالهم وأن يوفق القائمين على خدمة الحجاج من قيادة هذا البلد. والله ولي التوفيق.. وكل عام وأنتم بخير.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved