|
|
|
قيل: اتفق العرب على ألا يتفقوا.. وفي المثل الشعبي: قال: «يا كثر كلام العرب»، قال: من ترديده.. هذان مثلان سائران ربما لا يجدر أن ينطبقا في مجال الحديث عن مناهج التعليم على القائمين على تطويره وابتكاره، إلا أنهما ينطبقان على ما دون أولئك في جل شرائح المجتمع الذين لا يفرقون بين العلاقة بين التربية والتعليم، ومدى تأثير هذه العلاقة على صياغة المنهج. ولا ريب أن مناهجنا في تطور مستمر بفضل الجهود المبذولة في سبيل ذلك، ولكن لم تصل إلى ربط جميع المحاور المبتغاة منه في أفكاره ووسائله. وقبل أن أدخل في إطار موضوعي أرى أن كم الحديث والآراء من غير المتخصصين إنما هو إهدار للوقت والجهد من عامة الناس ومثقفيها، فلو فتح لهؤلاء قناة لعرض آرائهم وأنعم عليهم بالهدوء عند فعل ذلك لكان خيراً. ومن ثَمَّ تفرز هذه الآراء وتحلل من قبل المتخصصين الذين لا يفتقرون إلى بعد النظرة المستقبلية وشمولية المعرفة وثاقبيتها، فقد يحدث بذلك تذكير أو ابتكار قد يُطوِّر ويُقدم.. وهذا ما دعاني لسياق تجربتي في المرحلة الابتدائية فيما يخص مواد اللغة العربية. ولعلي أبدأ بنقطة أولى وهي توازن طرح الموضوعات على الصفوف العليا. فعلى سبيل المثال، في تلك الصفوف نجد أن مادة القواعد غير متوازنة الطرح حيث نجد أن الصف الخامس الابتدائي أشد الفصول صعوبة من خلال عدد الموضوعات وطبيعتها على نقيض منهجي الصف الرابع والسادس. ولعل هروب مدرسي اللغة من هذا الصف تحديدا عند توزيع الجداول في أول العام خير دليل على ذلك. ولست أرى فرقاً عمرياً بين تلك الصفوف يخول الضغط على هذا الصف دون سواه، فلو يستثنى موضوع (علامات التأنيث) ويدرج تحت منهج الصف الرابع لسهولته ويحذف موضوع (المبتدأ والخبر) لأنه قائم في كل موضوع فلا حاجة إليه لكان خيراً للطالب وتخفيفاً للمعلم ليركز على تلك الموضوعات الصعبة. أما النقطة الثانية فتختص بمؤلفات الكتاب، ولا أقصد بذلك الوقوف عند أخطائهن لرفع المضاف إليه وجعله خبرا كما في الصفحة (119) من كتاب قواعد الصف الخامس، إنما أقصد لكون المؤلفات نسوة، فإن الطالب سيرفض الكتاب، حيث إن أسماءهن بلا وجود الجنس الآخر جعل الطلاب يرفضون الكتاب كما حدث مع طلابي، خصوصاً أنهم قد درسوا الكتاب السابق لمدة تجاوزت الأسبوعين، وكانت المقارنة متاحة. وهذا يسوقني إلى جانب آخر وهو تجاهل المشرفين التربويين لهذه النقطة فلم ينتبهوا لها، وإلا لتكلموا عن شيء من التهيئة للطالب قبل الخوض في غمار المنهج الجديد الذي يرفضه، وربط المؤلفات بمعلمات تاريخيات أو صحابيات جليلات أو بقريباتهن والأمهات ليتقبل المنهج ويُزال الحاجز الذي لن يتيح له الاستفادة من الكتاب، هذه فقرة أولى. |
![]()
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |