* جدة - صالح عبدالله الخزمري:
الإبداع لُحمة واحدة لا يمكن الفصل بين أجزائه، وإن كان لكلٍ محبوه وعشاقه، هذا دور الجهات المتخصصة في رعاية الإبداع التي تحرص على أن تكون الثقافة جزءا لا يتجزأ.
هذا ما كان بجمعية الثقافة والفنون مساء الاثنين 25-12 حيث أبدع نادي القصة والذي يشرف عليه القاص عبده خال بعد أن سلمه الراية د. حسن النعمي المتعدد المواهب.
-كان المساء إبداعاً قصصياً في بدايته حيث قرأ القاص الشاب عبدالعزيز عسيري ثلاثا من قصصه هي: وجه أمي، عيال عبد القوي، باتجاه الجنوب.
-قرأ بعد ذلك الشاعر مسفر الغامدي نماذج من أشعار الشاعر الواعد سفر عبدالله السفر: الجنز الأزرق، وإنسيُّ القط.
وللمعلومية فالشاعر عمره سبعة عشر عاما ويدرس بالصف الثالث الثانوي.
-الشاعر عيد الخميسي شكر الحضور والجمعية لهذا العمل الذي اثبت أن الثقافة جنس واحد، والأجناس الإبداعية تتحاور وتتشارك وتوجد في مساحة واحدة.
وتحدث عن الفنان التشكيلي مهدي جريبي صاحب المعرض المصاحب للأمسية فقال: الحديث صعب عنه كونه صديقي، لهذا سيكون حديثا موضوعيا ومنحازا، وقال إن معرضه هذا (جدل) عرضه في أربع دول بدأه عام 2000م في جدة ونقل تجربته إلى باريس ثم عاد إلى القاهرة ثم كوريا، يعمل على تجربة أخرى مغايرة، وإن كانت تعمل في ذات السياق، وتعامله مع التشكيل غير عادي، عرض هذه التجربة مهم لأنها تطرح مستويات جريئة.
المداخلات
-القاص سحمي الهاجري قال: أحب أن أهنئ أنفسنا وأهنئ الأستاذ عبده خال فقد ألهم الكثيرين بروحه المبدعة ليقدموا هذا التنوع الإبداعي وأكاد أعتقد أنه لأول مرة تقدم عدة فنون إبداعية في سياق واحد الليلة ابتداء من معرض مهدي جريبي ومرورا بشعر سفر عبدالله السفر وانتهاء بقصص عبدالعزيز عسيري.
أعجبت بهذه القصص رغم أني لم أقرأها لذلك سأكتفي بالاستمتاع بما سمعته بهذه الحميمية بالمكان والناس وهذا الإلقاء الرائع حيث تجلت موهبة العسيري فأثر في الجميع، فلقد أبعد حروف الربط والعطف ليلتحم مع موضوعه، والأستاذ العسيري مفاجأة لي هذه الليلة.
-الأستاذ أيمن يسري قال: تعرفت على القاص من خلال ورشة المسرح التجريبي بالطائف.
-الأستاذ أحمد الشدوي قال: نهنئ أنفسنا اليوم بالأستاذ عبدالعزيز وأحب أن أبدأ بالقول لسحمي الهاجري أن حروف العطف موجودة حيث أورد حرف الفاء خمس مرات في سبعة أسطر.
استمتعت بقراءة هذه المجموعة وأتمنى له التوفيق، وملاحظتنا في القصة القصيرة تهتم بالبداية والنهاية فإذا ضاعت إحداهما وجد الخلل.
والقصص تباينت في بداياتها، وأغلب القصص كانت قفلاتها جيدة ولكن بداياتها ضعيفة، وعلى كل حال أحسست بالفخر عند قراءتها لوجود كاتب بهذا المستوى.
-كامل صالح أديب وصحفي بجريدة عكاظ قال: كل قصة لها نفس مختلف، وفيها صياغة ركيكة وأخطاء إملائية وأتمنى تأخير طباعتها ويبقى المستوى على نفس الإبداع، ويغلب على القصة الأخيرة الرمزية ويغلب على الأولى السرد.
أما نثريات سفر فلا أستطيع أن أصفها بالشعر حيث تغلب عليها اللغة النثرية وعدم تكثيف اللغة الشعرية وهي تجربة ممتازة وأتمنى له التوفيق.
وبالنسبة للوحات مهدي أعجبتني كثيرا وعندما يقف المرء أمامها تعود به الذاكرة إلى الطفولة والمدرسة وأراد مهدي أن يفاجئ كل امرئ بذكرياته الجميلة.
-الأستاذ محمود عبدالله شكر عبده خال وعيد الخميسي وتمنى أن تستمر هذه المسيرة الرائعة، أما عن المجموعة القصصية فقال لم أقرأها وتعليقي:
القصة الأولى: وجه أمي تزدحم بالأمكنة والشخوص وثقت للقصة حياتها المبنية لاسترجاعها لحياة الأم ويكمن نجاحها أنها لم تقلد قصة قبلها وجاءت لتنسخ من أذهاننا ما يسمى بالنموذج السابق.
وكذلك الإلقاء يثبت أن القصة فن شفوي كما عرفناه من جداتنا وعلى رأسهن شهرزاد، والقصة تمثل قولا تحولا نحو التجديد في القصة.
أما فكرة المعرض المصاحب فقال إنها مذهلة وأجمل ما فيها هو تراكم الأثر الإنساني عبر أكثر من 25 سنة.
-الفنان التشكيلي عوضة الزهراني قال: نحن التشكيليين لغتنا صامتة، وقال: يعنيني طرح هذا المعرض (جدل) لمهدي جريبي، جدل من حيث الرؤيا والحضور والمضمون، وأضاف: اني لا أستطيع أن أتغافل الأثر الذي بدأت فيه مسيرة الفنان.
-عبدالعزيز أحمد شاعر مصري يتساءل عن مسؤولية الكتابة عن المهمشين لأن التاريخ يتناساهم فتصبح مسؤولية الكتاب إظهارهم، وأحسست في القصص أن القضية للمكان وليس للإنسان وتمنى أن يعلي القاص من شأن المهمشين.
-جابر الدبيشي قال: الإطار العام للقصة يمثل الإطار الواقعي، والزمن يسير ببطء في القصة، وحركته الدرامية بطيئة وحضور الأمكنة حضور طاغ في القصة.
|