* الثقافية - سعيد الدحية الزهراني:
في الحوار العلمي ما بين (الأحكام.. ونقد الروايات) الذي تم مع الشيخ صالح بن سعد اللحيدان في (الندوة المركزية) بجامع الروضة تحدث فضيلته عبر محاور مهمة تلتقي عندها كافة الأفكار، ومن ذلك قال:
أولاً: لا يحسن بعالم من العلماء أو داعية ما أن يطلق حكماً شرعياً ما لم يَبْنِ هذا على نص صحيح سالم من المعارضة.
ثانياً: لا يجوز لعالم ما أو داعية أو محقق أن يقطع بحكمٍ ما فيه (خلاف)، بل يحسن به أن يقول: (حسب علمي) أو (حسب ما ظهر لي) أو (لعله الصواب).
ثالثاً: في عملية الترجيح بين الأقوال، من ضرورة الأمانة العلمية لا بد من طرح كافة الأقوال بدليلها أو تعليلها، ثم الترجيح بعد ذلك دون تعصب أو بتر.
رابعاً: لا بد حال الاستشهاد من بيان حال صحة النص أو ضعفه.
خامساً: لا بد من أمانة النظر في حال قراءة الآثار والوقوف على ضابط ذلك، خاصة النسخ والتقييد.
وخلص بعد ذلك إلى قوة القراءة الواعية المتكئة على بصيرة ناقدة بعيداً عن الإعجاب والتفرد.
وأضاف فضيلة الشيخ اللحيدان قائلاً: إن غالب روايات كتب التاريخ والسير والأخبار (غالبها) فيها روايات ضعيفة، فلا يحسن النقل منها أو الاستشهاد إلا بعد بيان حقيقة الرواية. ونحا باللائمة على بعض الكتاب والمثقفين الذين يكتبون وينتقدون بمجرد النقل أو الاستشهاد دون دراية للمراد المطروح إلا من وجه ضيق.
وعن الغذامي قال الشيخ: هو أديب وناقد جيد، لولا أنه يقحم نفسه بمناقشات نقدية تحتاج الى التأصيل طويل النفس مع ذكر أسماء الذين يريد نقدهم، لكن يكفيه حكاية ذات الأمر المُنْتَقَد (بفتح القاف) دون إيراد اسمٍ ما، خاصة (والغذامي) في مطارحاته فيه جرأة قد تقوده إلى حال عكسية منتكسة خلال الأيام، لا سيما دخوله فيما هو في غنًى عنه، أصلح الله شأنه، ورفع قدره.
وعن (أراكون) قال: محمد أراكون كاتب مهاجر يسير وفق إيدلوجية رآها من خلال فهمه وما تلقاه من مصادر غير صحيحة وموثوقة، وقد وقع في أتونٍ لعله يصعب عليه الخروج منه، خاصة وهو يفقد آلية ضابط البحث الصحيح المتجرد، ومع أنه ذو اطلاع على آداب بعض الأوروبيين وثقافتهم فلم يعطه هذا جسراً للوقوف عند هذا الحد وكفى، بل طبق نظريات ما قرأ على الفكر والثقافة الإسلامية، فوقع في خلل كبير يصعب عليه الخروج منه ما لم يبادر بفهم جيد لأصول التوحيد ونواقصه من خلال الكتاب والسنة.
|