مصطلح الرأي العام من المصطلحات الحديثة التي استدعت انتباه الدارسين فاستولت على اهتمام الكثير من الأمم والشعوب بل ومعاهد الدراسة والتحصيل لتتفاوت نظرات الناس لها من حيث مكوناته ومؤثراته ومقاييسه.
من هذا المنطلق أصدرت دار الحضارة عملاً جاداً يتطرق إلى قضية غائبة عن الدراسة طويلاً، ودخلت منها المكتبة الإسلامية عقوداً طويلة - قضية الرأي العام الإسلامي الذي يستمد مواقفه تجاه القضايا والأحداث من الإيمان بالله الواحد الأحد، ومن المصلحة الحقيقية الضرورية للأمة الإسلامية، ومن كينونته المتميزة ووعيه الراشد.
العمل يطرح دراسة تأصيلية لهذه القضية من خلال كتاب الله وأقوال مشاهير المفسرين التي تبين أسباب نزول ومعاني ما جاء من الآيات بخصوص هذا المصطلح من خلال الرجوع إلى كتب الحديث والسير والمغازي والعقيدة والفقه وأصوله والتراجم والتاريخ للتعرف على حقيقة المصطلح وأهميته في حياة الأمة ومدى اهتمام الرسول- صلى الله عليه وسلم- وصحابته بمفومه.
والكاتب هو إعلامي متميز وأكاديمي بارز أستاذ جامعي، فقد استغل خبرته في البحوث والدراسات ليرصد طبيعة تلك القضية بداية عن استخدام المنهج التاريخي والمنهج المقارن ومرورا بالتحليل الدقيق للوصول إلى معرفة علمية لمصطلح الرأي العام في إطاره النظري والتطبيقي، ونظراً لتعدد القضية وفروعها المتشعبة، فقد لجأ المؤلف بذكاء ودقة إلى التطرق للدراسة من خلال فهرسة وترتيب دقيقين فيرصدها في 5 فصول هي:
* في الفصل الأول تبادل مفهوم الرأي العام بين النظم الوضعية والإسلام.
* في الفصل الثاني: تم تحديد المقومات الأساسية التي أجمعت تعريفات الباحثين عليها مع التركيز على الرأي العام الإسلامي.
* في الفصل الثالث: تم تخصيصه للإطار والدراسة التطبيقية للرأي العام الإسلامي، فيتناول نماذج من قضايا الرأي العام في عهد النبوة والخلافة الراشدة مع رصد دقيق على أهم مظاهر الرأي العام الإسلامي.
* الفصل الرابع: يتطرق فيه الكاتب إلى عرض موجز لضوابط الرأي العام الإسلامي وخصائصه ليرصد الضوابط التي تحكم الرأي العام الإسلامي وتحكم عليه.
* الفصل الخامس: يتناول قواعد مخاطبة الرأي العام الإسلامي ووظائفه.
الكتاب يمثل محاولة جادة ومخلصة نحو تأصيل إسلامي للرأي العام -مفهومه وعوامل تكوينه.. خصائصه وقواعد مخاطبته من خلال الرجوع إلى الكتاب والسنة، وإلى ما كانت عليه في عهد النبوة والخلفاء الأربعة ليمثل نموذجاً ومرجعاً أصيلاً لقضية الرأي العام الإسلامي في إطاره الفكري والتطبيقي وليصبح مرجعاً شاملاً ينهل منه الباحثون والدارسون.
|