تقف الكلمة قاصرة عن بلوغ الهدف..
عن الوصول بالمعنى المراد منه..
عن الكمال في التعبير..
والدقة في الإيضاح..
لكنها لن تُشعِر بالإحباط، والضعف، والعجز..
بل تدفعنا لمزيد من البحث الجاد والمضني في بحرها المتلاطم الأمواج.. ويمّها الثائر؛ لإدراكنا أن للكلمة مسؤولية ليست بالهينة، أو السهلة - كما يعتقد البعض.
مسؤولية الكلمة المكتوبة والمنطوقة على حد سواء، وقد تفضل كلا الكاتبين (عبد الله الكعيد) الكاتب في جريدة الرياض، والدكتور (علي الموسى) الكاتب في جريدة الوطن، تفضلا بإيضاح قضية لم تنقصهما الجدية والجرأة في إيضاحها هي قضية (مسؤولية الكلمة المكتوبة) وكيف أن القارئ يريد، وإرضاء كافة القراء صعب، ولن تدفعنا الصعوبة إلى إغفاله وتسفيهه، بل تلمّس بعض من رضاه، بجانب إرضاء النفس، والجهات المعنية باتزان دون مبالغة، ومحاباة، أو طغيان أحدهم على الآخر..
وكما أن للكلمة المكتوبة علينا مسؤولية، فإن للمنطوقة المسؤولية ذاتها لا ينقص من قدرها قيد أنملة..
وللإذاعة والتلفزيون نصيب من هذه المسؤولية، كما للبشر في تعاملهم كمواطنين أو موظفين في أي دائرة كانت - حكومية أو أهلية -.
فالكلمة حينما نصوبها علينا ألا نخطئ الهدف أو قريباً منه، ولا يبقى القصد الشوشرة وإثبات الوجود وفرض الرأي والتخبط وعشوائية التوجيه، كتلك التي دعتني إلى إيقاف (بلا تردد) والاستعاضة عنها بما هو خير، كما لو أنني أدعو لرزية أو رذيلة والعياذ بالله.
عندما دعتني إلى ذلك ذيّلت دعوتها وإيميلها بثلاثة أحرف متباعدة، فهل حياء العذراء في خدرها صوّر لها أن اسم المرأة عورة فاكتفت بحرف منه ؟؟!!
كلمة مكتوبة وجهتها (وما أكثر الكلمات التي نتلقاها) وأراها مجانية بلا ثمن ولا قيمة.
البعض يريدوننا مبرّئين من كل عيب ونقص، ويتصيدون الأخطاء والعثرات، وعلى أساسها يحكمون.. ويطلقون كلماتهم المجانية.. ولأنهم ليسوا على ثقة بما كتبوه فإنهم لم يجرؤوا على الإفصاح عن هويتهم، بل يكتفون بحروف قد لا تمت لأسمائهم بصلة.
كذلك من يفتعل مشاعر الحب والودّ والإخلاص تجاه فرد من الناس تأتي كلماته قاصرة قصور المعدم والفقير عاطفياً والفاقد لما يفتعله من مشاعر؛ فلا تتجاوز كلماته حلمة أذن السامع.. ولا تقترب من فؤاد المعني بها..!!
بيد أن الصادق في مشاعره تغني عن كلماته نظرة عين، أو لمسة كف، أو ضمة صدر، أو قبلة تطبع على أقرب وأعمق منطقة إحساس تفجر لواعج حب تقصر الكلمات عند وصفه أو الجهر به.
إذاً فإن الكلمة المقروءة والمكتوبة المؤثرة تحدث تبدلاً في لحظة غير متوقعة متى ما اقشعر لها البدن وخفق لأجلها القلب واقتنع بها الفكر، على أننا لا نستطيع إنكار نعمة منّ الله بها على فئة من خلقه، وحرمها من فئات عدة، هي نعمة سحر البيان والمنطق في الإقناع والتأثير والتسييس وجذب الآخرين بقوة أشد من قوة المغناطيس.. فصدق من قال: إن من البيان لسحرا.
بيت من الشعر:
|
لو نست غيمة مواصيلك سماي
ما تموت من العطش نبتة غلاك |
فاكس:8435344-03
ص ب 10919 - الدمام 31443
|