* رؤية تركي بسَّام:
(ماذا يقصد هؤلاء)
الفنان محمد عبده قال هنا ذات حوار خاطف (15) أغنية عملية تجارية، وهي تربك المستمع.
- في أحد اللقاءات الحديثة التي أجريت له مؤخراً قال الفنان راشد الماجد: لا يوجد فنان يستفزني لتحقيق أعمال أفضل من التي أقدمها، وأنا أحزن لأني وحدي، وبعض المطربين (خرفوا) ولم يعد لديهم جديد وألبوماتهم تمر مرور الكرام.
- ويقول رابح صقر أيضاً في حوار هنا نشر قبل أيام: أنا الأفضل وأنا الأكثر توزيعاً في روتانا، وهذا الفنان يحمل صوتاً جميلاً فقط، (طبعاً يشير الى عبد المجيد.. وأنه يعتمد على جمال صوته فقط).
- وقد سألت بعض أصحاب الاستديوهات عن شريط عبد المجيد عبد الله (ليالينا) كي تكون الرؤية التي أكتبها على وضوح أكثر.. وسألت عن الإقبال الجماهيري على ألبوم عبد المجيد وكانت الإجابة (موحَّدة) أنه في أول الأيام كان الإقبال لا بأس به.. لكنه توقف فجأة بعد انحدار في المبيعات..
- عدد من المستمعين الذين يحرصون على الاستماع لأي ألبوم سألتهم: أي الأغاني أعجبتكم؟ (أغلبهم قال: نسينا.. فـ(15) أغنية.. متعبة، وصراحة... لم نحفظ شيئاً..
- مرة سألني عبد المجيد بعد أقل من 24 ساعة من طرح الألبوم: هاه كيف الألبوم..؟ قلت له: والله يا بو عبد الله.. (لفّيت) الرياض ثلاث مرات عشان أسمع الألبوم كاملاً.. وما قدرت وبكرة أسمع البقية.
كل هذا كان مقدمة للتأكيد على أن ألبوم عبد المجيد جاء حاملاً كماً كبيراً من الغموض الذي يريده عبد المجيد، لسبب واحد أن اختلاف الآراء في الألبوم سيسعد (أبو عبد الله) بغض النظر عن أن يكون الرأي إيجابيا فكون الآراء اختلفت بالذات في هذا الألبوم يبدو أنه نجاح ل(عبد المجيد) وانتصار يعتقده لأن العالم كله والدنيا كلها أجمعت على فشل ألبوم (أعز الناس) الذي أدخل عبد المجيد في حالة من (الاكتئاب الفني)، بينما الواقع يقول إن عبد المجيد الفنان الوحيد الذي كتب نهايته الفنية بيده، فمن يسمع لألبوم (ليالينا).. يمسك رأسه.. فبعض القصائد تتساءل: كيف وافق عبد المجيد على أدائها، ولماذا كرر ألحاناً سبق أن غناها، ولماذا حشر خمس عشرة أغنية في ألبوم واحد... ولماذا أدخل أغنية (يوم آخر) التي نجحت في المسلسل الرمضاني وخصوصاً أن هناك مثلاً يقول: (الاعتماد على نجاح سابق.. فشل) ولماذا لم يؤد عبد المجيد أغلب الأغاني بإحساسه المعهود، ولماذا كان التسجيل (غير صافٍ)، والمكساج كان سيئاً.
عدد من الأسئلة تقفز إلى رأس كل من يعرف تاريخ هذا الصوت الجميل وأغانيه التي بقيت في ذاكرة التاريخ ولن ينساها محبو عبد المجيد.
تخبط واضح
في ألبوم (ليالينا) كان عبد المجيد (يتخبط) يميناً وشمالاً، يغني أي كلام، يؤدي دون إحساس، وكأني به يقول إن المستمع لا يفقه شيئاً، ولا يعرف الأغاني الجيدة من الرديئة، ويعتقد أن (سلق البيض) هو الأفضل لهذا الجمهور الذي لا يعرف ماذا يريد.
يقول عبد المجيد ذات حوار (الجمهور غريب لا تتنبأ بردة فعله، ولو كان الجمهور يعرف الألبوم الجميل، لكان ألبوم (أعز الناس) هو أفضل ألبوماتي، لكنهم حكموا عليه بالفشل.. إنه جمهور غريب).
وأنا أقول.. يا عبد المجيد إذا كان الجمهور غريب لا يعني أن نقدم لهم (أي كلام) في ألبوم لا طعم له ولا لون ولا رائحة، عبد المجيد الذي كان يربك السوق عندما يطرح ألبوماً أصبح الآن... (يمر مرور الكرام).. على هذا الجمهور الذي نسي الألبوم من أول (عشرة أيام) بعد طرحه، فهو ألبوم لا يبقى في الذاكرة رغم أنه يحمل هذا الكم من الأغاني...
غريب بالفعل عبد المجيد الذي كنا نردد أغانيه ونحفظها عن ظهر قلب لم نحفظ له ولا كلمة واحدة من جديده.. ( معقول)؟!
يبدو أن عبد المجيد يكفيه نجاحاً أن يطرح ألبوما في السوق.. ويبدو أيضاً أنه سيقف في الصف مع الفنانين الذين نذكر أسماءهم.. ولكن لا نعرف أغانيهم.
ويبدو ل(عبد المجيد) أنه أقنعه وأرضاه أن يصفق له (البعض) على هذا النجاح الذي يغار منه محمد عبده وراشد الماجد حسب مفهومهم وهذا النجاح الذي باع فيه ألبومه أكثر من رابح صقر وكاظم الساهر، وهذا النجاح الذي سيجعله يحصل على جائزة (موناكو) الدولية لأكثر الفنانين العرب توزيعاً وينافس فيها (عمرو دياب) و(سميرة سعيد).
عبد المجيد.. يخسر كل شيء.. حتى في قرارة نفسه هو مقتنع أن ما قدمه إنما هو البوم.. لن يخلِّده التاريخ..
وسينساه الجمهور من أول مرة يسمع الألبوم فيها، ولن يسمعه مرة أخرى.
في هذه الرؤية سنلقي الضوء على أهم الأغاني:
بداية التراجع
( وينك): كلمات عبيد الدبيسي.. ألحان صلاح الهملان..
تقليد واضح لأسلوب الفنان رابح صقر الذي عُرف به، موسيقى صاخبة، كلمات ليست (ستايل) عبد المجيد بل هي دخيلة عليه، على طريقة الكلمة البسيطة ولأول مرة يغني عبد المجيد أغنية بهذا الشكل، وطرق لوناً ليس له، لذلك لم يستسغها الجمهور ولم يهضمها.
(وينك بغيت أحط واحد بديلك)...
ركِّز يا بو عبد الله.. شوي... لتعرف مدى المشكلة التي تعاني منها..
عودة الثنائي
(قلَّه): كلمات: تركي.. ألحان: طارق محمد:
هذه الأغنية يراهن عليها عبد المجيد، ويبدو أن الجمهور مقتنع بها، الثنائي تركي وطارق يصنع النجاح لأي فنان.
علي أنا؟
كلمات: علي الفضيلي، ألحان: صلاح الهملان:
أيضاً هي ثوب ليس لعبد المجيد.. وهي أغنية تعتمد على الفلاش.. (علي أنا هذا الكلام).. وهي الجملة التي قد يرددها الجمهور في وجه عبد المجيد وكلما رأوه.. ويقولون له ( علينا.. هذا الكلام.. هل هذا البوم يا عبد المجيد).
مكانك هنا
كلمات: سعود بن عبد الله
ألحان: ممدوح سيف
كلمات جميلة... وألحان عادية
أداء أقل من عادي.
ليالينا
كلمات (شاعر) - ألحان (منذر) لحن رومانسي جميل.. لكنه لم يكتمل الأداء..
وضاعت وسط زحمة الأغاني على الرغم من أنها أجمل أغاني الألبوم ولو غناها عبد المجيد بإحساسه المعروف لكانت أفضل أغاني الموسم وربما مواسم قادمة...
فراغ العاطفة
كلمات تركي - ألحان طارق محمود..
هذه هي الأغنية الوحيدة التي أستمع إليها بشكل مستمر، فالكلمات عظيمة، واللحن أيضاً متميز، أداء الكورال كان أفضل بكثير من أداء عبد المجيد الذي تحسن نسبياً في هذه الأغنية.
كل يوم
أغنية نجحت.. وتسربت في كاسيتات.. إذاً لماذا أعادها عبد المجيد في شريطه وخاصة في اللحظات الأخيرة ألهذه الدرجة لا يملك الثقة في الأغاني الباقية.. ربما كان الخوف الفارس الذي داهم عبد المجيد.. وجعله في غيبوبة فنية...
(عطيني وعد)
كلمات: فارس العياضي
ألحان: نواف عبد الله
أغنية مرتبكة من أولها حتى آخرها، حيث الموسيقى التي لا تحمل ملامح... وفجأة.. وفي آخر (كوبليه) من الأغنية يكتشف الملحن والموزع الموسيقي أن الأغنية بدأت تسير في خط متوازٍ لكن الأغنية تنتهي.. ولو ركَّز الموزع الموسيقي أكثر لكان لهذه الأغنية شأن لا بأس به.
المرة الأخيرة
كلمات: عبد الرحمن الحوتان
ألحان: صالح الشهري
الحوتان شاعر جيد ومتجدد... لكن اللحن لم يكن مناسباً.. والأداء كان متواضعاً وبلا إحساس..
(من سألني)
من سألني: كلمات: عبد الرحمن الحوتان
ألحان: منذر..
لحن.. مسروق 100%، وعبد المجيد يعرف ذلك جيداً، وعلى منذر ألا يرتكب إجراما في حق الألحان، فهي ليست ناقصة، وعلى عبد المجيد أن لا ينجرف بسرعة ويعتمد مبدأ (قفل الألبوم... حينزل للسوق) لأن أي لحن محسوب على أبو عبد الله.
نقاط من الألبوم:
*عبد المجيد .. كتب في خلف غلاف الألبوم شكراً لعدد من الأسماء ووزع الألقاب لكن أكثر شيء أعجبني الشكر الخاص ل(ممدوح سيف) الذي وصفه عبد المجيد (برفيق الدرب المبدع دائماً).. طبعاً (ممدوح) لا يلحن ولا يوزع إلا لعبد المجيد، أنا شخصياً أتوقع أن يشكرني عبد المجيد في ألبومه القادم.. فأنا واحد من الذين يستقطعون وقتهم لسماع ألبوم عبد المجيد ونقده... ألا أستحق شكراً.
*عبد المجيد قام بتسجيل أغلب الأغاني في الأستديو الخاص به الذي أنشأه مؤخراً، ويبدو أن هذا الاستديو سيكون وبالاً على عبد المجيد، فلأول مرة تخرج أغاني عبد المجيد بهذه الشوائب، وعدم الوضوح، وإن كان لا يميزها إلا الفاهمون، لكن عليه أيضاً أن يلتفت إلى هذا الموضوع.
*لماذا هذا التعامل الجاف مع الشعراء بالذات.. فحينما صرح الشاعر مساعد الشمراني بأنه سيتعاون مع عبد المجيد.. قام الأخير بحذف التعاونات كلها وفي اللحظات الأخيرة التي سبقت طرح الألبوم في الأسواق..
*عبد المجيد ما زال مقتنعاً بألبوم (أعز الناس) وداخلياً غير مقتنع ب(ليالينا).. لكن قاعدة الجمهور (عاوز كده) هي التي ساعدت عبد المجيد في التعثر..
*السؤال الأهم.... هل سيبقى هذا الألبوم في الذاكرة أم لا....؟ كل الدلائل تقول: لا... وهنا مكمن المشكلة.
*هذه هي الرؤية التي من خلالها لا نبحث إلا عن المصداقية، بعيداً عن أي أمور أخرى... ولنا لقاء قادم بإذن الله في ألبوم قادم ل(عبد المجيد).... (إذا ما صار شي) على رأي دريد لحام.
|