حبيبَنا .. بدرُ مدَّ القلبُ أفئدةً
من الوفاء فكانت مشهداً عجبا
سارت تَحُفُّ بك الركبان راجلةً
ما بين مُسبلِ دمع أحرق الهُدُبا
أو من محاجِره غاضت مدامعُها
بالدمع حتى كأن الدمعَ ما انسكبا
سار الوفاءُ وسار الحبُّ خاشعةًَ
قلوبُهم حوله تستمطر العَتَبَا
غفرانَ مَنْ كلُّ حي بين رحمته
وعفوه وإلى رُحمَاهُ قد رغبا
حبيبَنا ودّعَتكَ العينُ باكيةً
والقلبُ من حزنه قد فارق الطربا
وأنتَ بالله في فضل وقد خَرجَتْ
تلك الجموعُ ومدّت للرجا سببا
تزف بدراً إلى عفو ومغفرة
وتسأل الله أن يُرْضيك منقلبا
ألستَ في لغة الأحباب قافيةً
من الوفاء وحباً خالط العصبا
عزاؤنا فيك هذا الحب تخزنه
تلك الجموع فمن ماشٍ ومَنْ ركبا
كأنما جمعهم قد سار في فرح
من كثرة غير أن الحزن قد غلبا
رحلتَ ضيفاً إلى رب الضيوف ومن
قِرَاهُ أكرم ممن ضاف أو وهبا