Wednesday 10th March,200411486العددالاربعاء 19 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مكتبة الملك فهد الوطنية تتبنى معرض (الرياض.. وثائق وتاريخ) مكتبة الملك فهد الوطنية تتبنى معرض (الرياض.. وثائق وتاريخ)
الصوينع: تم رصد تاريخ الرياض من (مليوني وثيقة) استفاد منها الباحثون وطلاب الدراسات العليا

* الثقافية - علي سعد القحطاني:
تبنت مكتبة الملك فهد الوطنية معرض (الرياض.. وثائق وتاريخ) وهذا المعرض يتحدث عن التاريخ المحلي لمدينة الرياض وقد دعم بالمصادر المتوافرة بالمكتبة مما يشتمل عليه من وثائق وصور ومخطوطات وكتب مطبوعة وقد التقت (المجلة الثقافية) بسعادة الأستاذ علي بن سليمان الصوينع أمين عام مكتبة الملك فهد الوطنية الذي تحدث عن هذا المعرض (الرياض.. وثائق وتاريخ) وامتيازه بتفرده في امتلاك العديد من الوثائق التاريخية والمخطوطات المحلية التي تلقي الضوء على تاريخ العاصمة ومنطقة الرياض وتتناول هذه الوثائق نشأتها منذ أوائل السبعينيات الهجرية في القرن المنصرم وبدأت المكتبة تفرز تلك الوثائق التي يربو عددها على مليوني وثيقة وقد استفاد منها عددٌ من الباحثين وطلاب الدراسات العليا فيما يختص بدراسة تاريخ مدينة الرياض، وقد تمت إعادة ترتيب تلك الوثائق وتصنيفها إلى موضوعات بحيث يسهل على الباحثين الاستفادة منها كلٌ في تخصصه، وقد تحدث الأستاذ الصوينع في هذا اللقاء عن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وإشرافه الدائم على مكتبة الملك فهد الوطنية خصوصاً وأن له اليد الطولى في إنشائها ودعمها وتأسيسها ومتابعة ذلك عن كثب كما أنه يحرص دائماً على استشراف مستقبلها ومتابعة المشروع الجديد للمكتبة كما يتحدث ضيفنا الكريم عن مدى اهتمام الأمير سلمان بالكتاب قراءة ودعماً ومتابعة.
الرياض.. وثائق وتاريخ
* في البداية.. دعنا نسلط الضوء على هذا المعرض الذي تبنته مكتبة الملك فهد الوطنية؟
- قامت مكتبة الملك فهد الوطنية بتبني معرض (الرياض.. وثائق وتاريخ) وهذا المعرض يتحدث عن التاريخ المحلي لمدينة الرياض، وقد دُعِمَ بالمصادر المتوافرة بالمكتبة مما يشتمل عليه من وثائق وصور ومخطوطات وكتب مطبوعة علماً بأن هذا المعرض ما هو إلا معرض رمزي ومصغر فجزء من مقتنيات (مكتبة الملك فهد الوطنية) عن تاريخ الرياض.
خصوصية المعرض وتميُّزه
* بماذا يمتاز معرض (الرياض.. وثائق وتاريخ)؟
- يمتاز معرض (الرياض.. وثائق وتاريخ) بتفرده في امتلاك العديد من الوثائق التاريخية والمخطوطات المحلية وجميعها تلقي الضوء على تاريخ العاصمة ومنطقة الرياض خلال فترات مختلفة خصوصاً الفترة التي تبدأ بعام 1370هـ وتعكس الوثائق التطور الإداري والاجتماعي والاقتصادي لمدينة الرياض من خلال نشاط إمارة الرياض التي كانت تنطلق منها جميع الأنشطة الإمارية والتنظيمية المبكرة لنشأة الإدارة العامة في نجد أما المخطوطات فعليها تعليقات كثيرة ومهمة منها التملكات ومكان النسخ وغيرها من معلومات مفيدة دوّنها الأمراء والأفراد خلال تداولها في منطقة الرياض مثل انتشار الكتب المطبوعة مما يعطي لمحات مهمة عن الحركة العلمية في المنطقة وفي مدينة الرياض عبر أطوار التاريخ، كما تحكي تلك المخطوطات قصة تطور مسيرة الثقافة والعناية بالكتاب خلال مائة عام مضت، كما تبين أيضاً مدى علاقة الإنسان في الجزيرة العربية قبل التطور الحديث بالكتاب والحفاظ عليه سواء أكان قارئاً أم ناسخاً أم مقتنياً للكتاب، وكذلك تبين المخطوطات مدى حركة الكتاب وانتقاله بين الأجيال والأفراد.
الوثائق.. والأمير سلمان
* حدثنا عن هذه الوثائق التي تمتد إلى أوائل السبعينيات الهجرية من القرن المنصرم؟
- تتناول هذه الوثائق نشأة مدينة الرياض كإمارة في العصر الحديث الراهن وتوقف لحياة الإمارة وعلى وجه أخص نشأة الإمارة وتطور أعمالها في عهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حيث إنها تبدأ منذ أوائل السبعينيات الهجرية في القرن المنصرم وفيها تاريخ غني جدا لم يطلع عليه كثير من الباحثين ويستفيد منه - أيضاً - من يؤرخ لمدينة الرياض وبالذات الأعمال والأنشطة والحياة الاجتماعية وكيف كانت إمارة منطقة الرياض في ذلك الوقت في أوائل السبعينيات، التي تضم كل الأنشطة والفعاليات في كل منطقة الرياض وليست مدينة (الرياض) وحدها، وجميع هذه الخطابات والوثائق نجد عليها تأشيرات ومتابعات تقدّم للإمارة، فنجد فيها الكثير من أوجه الأنشطة الاقتصادية والإدارية في ذلك الزمن وهي وثائق أصلية كما ترى وقد أعجب بها الحاضرون وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض لأنها وثائق كانت مهملة وللأسف في طريقة حفظها قبل نقلها إلى المكتبة الوطنية وجميع هذه الوثائق تعود إلى قصر (ثليم) في الرياض وحفظت في هذا القصر بطريقة سيئة، وبدائية لمدة عشرات السنين حيث إنها كانت مطمورة بالتراب داخل أكياس وصناديق فأتلفت الهثة والحرارة جزءاً منها قبل نقلها إلى المكتبة بأمر من سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض المشرف العام على المكتبة وذلك منذ خمس سنوات مضت.
مليونا وثيقة
* كيف استفادت المكتبة من تلك الوثائق؟
- بدأت المكتبة تفرز الوثائق، وتسعى إلى تنظيمها، وتبيّن النوادر منها، علماً بأن عددها قد يصل إلى مليوني وثيقة تقريباً وقد استفاد منها عدد من الباحثين وطلاب الدراسات العليا من ماجستير ودكتوراه فيما يختص بدراسة تاريخ مدينة الرياض، كما استفاد منها الكثير من الباحثين الذين نشروا دراسات تاريخية عن تطور المملكة العربية السعودية بمناسبة مرور مائة عام على تأسيسها.
الوثائق والتصنيف
* هل تمت إعادة ترتيب تلك الوثائق والعمل على تصنيفها إلى موضوعات، بحيث يسهل على الباحثين الاستفادة منها كل في تخصصه؟
- تم تنظيم معرض (الرياض.. وثائق وتاريخ) إلى أربعة أقسام متصلة ومتكاملة، وهي الوثائق التاريخية والمخطوطات المحلية والمطبوعات المتعلقة بمدينة الرياض، ثم الصور التاريخية، أما المطبوعات فتم تصنيفها إلى نوعين:
النوع الأول: كتب تتناول وتهتم بمدينة الرياض وتصل إلى مائة كتاب.
النوع الآخر: كتب طبعت على نفقة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض.
الأمير سلمان واهتمامه بالكتاب
* نريد أن نتعرف على موضوعات الكتب التي تمت طباعتها على نفقة سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض؟
- تم عرض تلك الكتب التي طبعت على نفقة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض والمشرف العام على المكتبة لأنها تبيّن مدى اهتمام سموه الكريم منذ عهد مبكر جدا وعلاقته بالكتاب فهو حريصٌ على دعم الكتب المهمة والمفيدة وينفق على طباعتها ويحرص على أن تكون الكتب متنوعة تشمل جميع حقول المعرفة من كتب دينية وثقافية وتاريخية والعديد من الموضوعات التي لها صلة ب(الثقافة السعودية).
والواقع أن هذا يدلك على مدى الاهتمام المبكر للأمير سلمان بن عبدالعزيز بالثقافة والكتاب وليس هذا غريباً فهو المشرف العام على مكتبة الملك فهد الوطنية، وله اليد الطولى في إنشاء المكتبة الوطنية للمملكة العربية السعودية وأشرف إشرافاً مباشراً في دعم وتأسيس مكتبة الملك فهد الوطنية ومتابعة ذلك عن كثب منذ بداية الفكرة وخلال مرحلة التخطيط والإنشاء والتنظيم والتشغيل حتى تحولت مكتبة الملك فهد الوطنية من مكتبة عامة إلى مكتبة وطنية للمملكة العربية السعودية، فتابع سموه الكريم مراحل المشروع وتطوره والمتطلبات النظامية للمكتبة من تكوين لجان تأسيسية ومن الدعم المالي ومتابعة التنفيذ من خلال أمانة مدينة الرياض، وكل ذلك بإشراف سمو الأمير سلمان على تشييد المكتبة وتجهيزها، ثم تابع النظام التأسيسي للمكتبة وصدور الأنظمة الأخرى التي تدعم وجود المكتبة مثل النظام الأساسي للمكتبة وهيكلها الإداري ونظام الإيداع والانظمة الأخرى التي ساعدت المكتبة على الانطلاق بقوة لتحقيق أهدافها في مجال حفظ الإنتاج الفكري السعودي وتوثيقه، حتى أصبحت المكتبة من كبريات المكتبات السعودية والعربية والأمير سلمان يسعى دائماً إلى متابعة المكتبة ويحرص على العمل على تطويرها كما يستشرف المستقبل ويتابع أيضاً المشروع الجديد للمكتبة - وكما ترى - فإن المكتبة رغم حداثتها ومبناها الجديد ونتيجة لنمو المكتبة وصدور نظام الايداع الذي يلزم المؤلفين والناسخين بتزويد مكتبة الملك فهد الوطنية بنسختين من الكتاب، بدأت تتلقى المؤلفات السعودية حيث يتم سنويا إيداع اثني عشر ألف كتاب خلاف الكتب التي عادة تُهدى إلى المكتبة أو تلجأ إلى شرائها وبالتالي أصبحت مكتبة الملك فهد الوطنية من أسرع المكتبات في النمو والتطور في مقتنياتها وخدماتها وإنشاء إدارات جديدة وهذا ما أدى إلى اكتظاظ المبنى واستدعى المزيد من التوسع في الخدمات واجتلاب الموظفين الجدد فتابع سموه الكريم هذا الموضوع وحرص على ان يتم تنفيذ المبنى التوسعي الجديد بأسرع وقت والآن وجّه سمو أمير منطقة الرياض الهيئة العليا لتطوير مدينة بإعداد دراسات وتصاميم المبنى من عمل المنافسة لتشيد المبنى ومتابعة احتياجاتها المالية مع وزارة المالية.
الأمير سلمان والقراءة
* عُرف عن الأمير سلمان بن عبدالعزيز اهتمامه بالقراءة.. نريد أن نسلط الضوء على هذا الجانب؟
- عُرف عن الأمير سلمان بن عبدالعزيز حبه للكتاب واهتمامه بالقراءة، حيث إن لديه مكتبة خاصة غنية، ويقرأ من مقتنياتها ومما يصل إليه بشكل يومي وتتنوع قراءته ما بين كتب دينية وتاريخية ولا يكتفي بالقراءة فقط بل انه يحرص على مناقشتها وتحليلها ونقدها مع المؤلفين الذين يعرفهم ويتصل بهم، ويسعد بتلقي الاهداءات من كتب من المثقفين سواء كانوا من السعوديين أو المؤلفين العرب من جميع أنحاء العالم ومكتبته الخاصة تشهد بذلك حيث إنها مكتبة غنية بالكتب المرجعية والكتب التاريخية والطبعات الخاصة والكتب النادرة، وبالمناسبة فإنه في بداية تأسيس (مكتبة الملك فهد الوطنية) فإن سموه الكريم قد قام بإمدادها بجزء كبير من مكتبته الخاصة، بل انه اتاح لموظفي المكتبة الدخول إلى مكتبته الخاصة وانتقاء ما يرونه مناسباً ل(مكتبة الملك فهد الوطنية) ولا سيما من المطبوعات السعودية المبكرة والصور النادرة ونحو ذلك، بحكم ان المكتبة معنية بالدرجة الأولى بالكتاب السعودي والحرص على تجميعه وتوثيقه وهذا يدل دلالة قوية على أن المكتبة ما تزال تحظى بعنايته وهو أهلٌ لذلك بحكم حرصه على الكتاب والثقافة والسعي إلى تطويرها وكما ترى أصبحت (مكتبة الملك فهد الوطنية) من أبرز المؤسسات الثقافية كما انها تمثل ذاكرة الوطن والهوية الثقافية.
تاريخ الرياض
* هل يتم رصد تاريخ الرياض من خلال تلك الوثائق؟
- الحقيقة ان الوثائق التايخية لدينا متنوعة وتضم معلومات حول الشؤون الإدارية والاجتماعية والاقتصادية والحياة العامة في المملكة منذ منتصف الخمسينيات الهجرية، وهي كنز غني بالمعلومات لمن أراد الحصول على معلومات عن الإدارة العامة وتطورها في المملكة العربية السعودية والتطور الاجتماعي بشكل عام ونجد ان الوثائق عناوينها كثيرة بعضها جاء من قصر ثليم الذي كان مضيفاً في شارع الوزير سابقا والآن يسمى شارع عبدالله بن سليمان ومنها وثائق شخصية أو أسرية للأفراد تأتي اهداءات للمكتبة وهي كثيرة، تتناول التملكات للبيوت، وعقود متنوعة بعضها يرجع تاريخها إلى ثلاثمائة سنة مضت، وأيضا تمثل تلك الوثائق جميع مناطق المملكة من الجنوب إلى الشمال وتبيّن الحركة التجارية في ذلك الوقت وبعض المراكز الإدارية القديمة قبيل توحيد المملكة، وفيها بعض المصورات من الوثائق التركية وهناك وثائق جلبت من مصادر خارجية متعددة بما فيها الوثائق البريطانية والألمانية وهي الآن تستخدم من قبل المؤرخين والباحثين للدراسات الأكاديمية ولإعداد البحوث المحكمة في المجلات ونحو ذلك.
الأمير سلمان وتاريخ المملكة
* للأمير سلمان بن عبدالعزيز عناية خاصة بتاريخ المملكة العربية السعودية؟
- الأمير سلمان قارئ ممتاز، ومتنوع القراءات، يقرأ في جميع الموضوعات المفيدة سواء في الكتب الدينية أو الإدارية وفي المذكرات الشخصية للقادة والساسة وله ولعٌ بقراءة التاريخ خصوصا ما يتعلق بتاريخ المملكة العربية السعودية بل انه يعد مرجعا في ذلك والأمير سلمان يمتاز بأنه قارئ ويستغل - كما أعلم - كل الأوقات التي تتاح له في المنزل والسيارة وفي السفر والرحلات في القراءة، أضف إلى ذلك تميّزه بسرعة القراءة والكتاب الضخم الذي يروقه قد لا يستغرق أياماً محدودة في قراءته بخلاف قراءاته السريعة في الموضوعات العامة والخفيفة بالإضافة إلى كونه (قارئ ناقد) وعندما يلحظ معلومة غير معتادة قد يثني الورقة للرجوع إليها فيما بعد أو مراجعتها في مصادر أخرى للتأكد من صحتها والحقيقة انها ميزة قد لا تكون موجودة إلا في الباحثين والمتعمقين في المعارف المختلفة، أيضاً فالأمير سلمان يهتم بقراءة كتب المذكرات وأمهات الكتب والمراجع الأساسية أضف إلى ذلك انه يسعى للحصول على الكتاب خصوصاً عندما يسمع عنه انه كتاب مهمٌ من دور النشر، فيوجه بطلب الكتاب من دور النشر، ونجد أن الأمير سلمان يحرص على القراءة رغم ارتباطاته الإدارية والاجتماعية ومشاغله الكثيرة وضيق الوقت المتاح له، وهو في ذلك، يضرب مثلاً لمن يشكون من عدم توفر الوقت خصوصاً وأن الكتاب يظل صديق الإنسان في كل زمان ومكان.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved