حفل عدد هذا الشهر من مجلة (الفيصل) بالموضوعات الأدبية والفنية والتاريخية والعلمية.
بدأت باستطلاع بعنوان (سامراء أحدوثة الزمان في هاتيك الأيام) أعده محمد رجب السامرائي موضحاً السبب الذي جعل الخليفة المعتصم بن هارون الرشيد يبني هذه المدينة التي استمرت عاصمة للدولة العباسية نحو ستين عاماً واستعرض تاريخها منذ الحضارة السومرية كما تحدث عن أهم معالمها الأثرية مسجدها الكبير وقصور العباسيين ومئذنتها المشهورة بالملوية.
وفي باب قضايا معاصرة تناول أحمد دعدوش (إشكالية الثقافة في عصر العولمة) وتحدث عن الإشكالية التي تواجه تعريف الثقافة اليوم، والعولمة وثقافة الشركات المتعددة الجنسيات والانحطاط الثقافي في عصر العولمة وصراع الثقافات، والثقافة العربية الإسلامية وتحديات المرحلة، وفي الإطار نفسه قدم جمال داود سلمان (رؤية تحليلية في اقتصاد المعرفة) موضحاً ان تقدم الاقتصاد يعتمد على قدرته على احتضان المعرفة كرأس مال بشري ومادي بحيث يكون ذلك الاقتصاد منتجاً للمعرفة لامجرد مستهلك لها وأن يكون له دور منافس في سوق المعرفة العالمية، وربط تحقيق ذلك بالانفتاح والتعرف إلى آليات الاقتصاد العالمي الحديث وتغير المفاهيم التقليدية القائمة على تنمية الثروة المادية فقط، وقدم الباحث في آخر مقاله بعض الملاحظات ثم تناول الدكتور غونتر مولاك المفوض الرسمي من قبل وزارة الخارجية الألمانية للحوار مع العالم الإسلامي (أهمية الحوار مع العالم الإسلامي) مؤكداً إيمانه بأن الحوار ليس بالكلام فقط وإنما بالعمل المشترك أيضاً ودعا إلى البحث عن الأرضية المشتركة والقيم والمبادئ الكاملة في جميع الحضارات الكبرى في العالم والعمل من داخل المجتمعات نفسها فالحوار الحق لن يتحقق إلا لو كان هناك إجماع راسخ على تلك القيم والمعايير التي نؤمن بها سوياً وكان الموضوع نص المحاضرة التي ألقاها الكاتب في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في 25 من ذي القعدة 1424ه.وفي مجال الفنون تناول عبدالرحمن السليمان (الجماعات التشكيلية ودورها في حركة الفن التشكيلي السعودي) معدداً الجماعات الفنية التشكيلية التي ظهرت في عدد من البلدان العربية وركز في السعودية في جماعتين تشكيليتين ظهرتا في مدينة الرياض هما: جماعة ألوان للفنون التشكيلية ومجموعة الرياض التشكيلية، واستعرض جهودهما في دعم المسيرة التشكيلية في المملكة.
وخلص في الخاتمة إلى ان الجماعات التشكيلية في المملكة تضم أسماء فنية على درجة من الأهمية إلا أن أكثرية أعضائها من الأسماء المغمورة ومستوياتها دون الوسط ومع ذلك فإنها تحاول وتعمل لإبراز تجاربها أو أسمائها.
وألقى الدكتور سمير عبدالحميد ابراهيم نظرة تاريخية على (الخطاب الديني في الفكر الياباني) وتتبع بداية الموضوع من حيث بدأت الحكاية اليابانية القديمة أو ما يطلق عليه باليابانية (الكوجيكي) التي تتضمن قصة خلق اليابان من منظور أسطوري ياباني ثم أرخ لدخول البوذية إلى اليابان، والكونفوشية وعقائد اليابانيين، والنصرانية، وظهور الديانات الجديدة، وفترات تعرف اليابانيين إلى الإسلام، وختم بملاحظة أن الخطاب الإسلامي على الرغم من الهجمة الشرسة على الإسلام بدأ قوياً ومسموعاً عند الشعب الياباني الذي يتوق إلى التعرف إلى هذا الدين وإلى حضارته.
وفي باب اللغة جاء بحث رشيد فيلالي بعنوان (الإملاء بين العربية والفرنسية) مؤكداً أن الباحث اللغوي الجاد لو أمعن في طبيعة الحجج والعلل التي يسوقها بعض المشككين من أبناء جلدتنا بقيمة الكتابة العربية وجدواها لاكتشف أنها حجج وعلل تفقد الروح العلمية النزيهة، وأن بنية اللغة العربية الصرفية النحوية بنية مدهشة.واحتوى العدد على قصائد هي: (إهداء إلى سيدي الوطن) لعقيل بن ناجي المسكين، و(شرائط) لعبدالوهاب المكينزي، و(غيوم الخيال) لزينة آل علي المالكي.
ومن القصص القصيرة في العدد: (مرافق) لفاطمة عبدالحميد، و(كالناهض من السبات) لراشد أوشي، و(مراوغة المكايد) لآمال يوسف علي.وتحت عنوان (رحلة في كتاب) قدم عبدالمؤمن بن عبدالله القين عرضا لكتاب الدكتور أحمد مختار عمر (المكنز الكبير: معجم شامل للمجالات والمترادفات والمضادات).
وجاء حوار العدد مع المستعرب الصيني البروفيسور تشو وي ليه مدير معهد دراسات الشرق أوسطية، والأستاذ بجامعة شنغهاي للدراسات الدولية ورئيس تحرير مجلة العالم العربي بالصين، أجراه حسين حسن حسين، وتناول هموم المستعربين الصينيين وجهودهم في التعريف بالعالم الإسلامي، وعملهم على نشر اللغة العربية.وتضمن العدد الأبواب الثابتة: (رسائلكم)، و(ردود وتعقيبات)، والمسابقة التي رصدت عدداً من الجوائز القيمة للفائزين، و(الملف الثقافي) الذي يرصد الحركة الثقافية العربية والعالمية خلال الشهر.
وختم العدد ب (خاتمة المطاف) بعنوان (الوضع العربي أفرز إحباطات متتالية أدت في أولها إلى احتلال فلسطين، وفي آخرها إلى احتلال العراق)، وهي المحاضرة التي ألقاها صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين في بريطانيا في المؤتمر التاسع لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في شأن الخليج وتحديات المستقبل، استعرض فيها سموه التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه دول المجلس، وكيفية التغلب عليها.
|