*رام الله - نائل نخلة:
تم الكشف مؤخرا في حيفا، عن عصابة يهودية متطرفة تعمل ضد المواطنين العرب الفلسطينيين في المدينة، منذ ثلاث سنوات.
وذكر راديو (الشمس) الذي يبث من الناصرة، أن شرطة حيفا، ألقت القبض على عدد من أفراد هذه العصابة، وفي طليعتهم المدعو مائير جولان (54 عاماً) وابنه إيلي (22 عاماً).
وعملت هذه العصابة، كما أفاد متحدث باسم الشرطة، على زرع عبوات ناسفة تحت سيارات مواطنين عرب من المدينة.
وعلى مدى سنتين ونصف السنة كان سكان حيفا العرب يعيشون في حالة خوف، فقد زرعت العبوات الناسفة في سياراتهم، على أبواب منازلهم أو في صناديق البريد. وصباح أول أمس بلغت نهايتها واحدة من القصص الأمنية الأكثر خطورة التي تضعضعت هدوء المدينة المختلطة. فخلف وضع العبوات وقف، اليران غولان (22 سنة) من حيفا. فقد اعترف بالتخطيط وبتركيب وبوضع 9 عبوات ناسفة ضد عرب أو يهود كانوا على علاقات مع العرب في السنوات الثلاث الأخيرة (أنا أكره العرب)، شرح غولان لمحققي قسم الاستجواب برئاسة الرائد آفي باز. (أنا أترأس منظمة يمينية متطرفة تسمى (دائرة 1).
كما وضع غولان عبوة في سيارة النائب عصام مخول ولدى التحقيق معه صرح بأنه اعتزم المس بالنواب العرب الآخرين: محمد بركة، أحمد طيبي وعزمي بشارة. وعثر في منزله على صور النواب موضوعة داخل هدف.
وحسب المحققين فقد بدأ غولان في الإعداد لعملية بحق النائب بركة قبل ان يُلقى القبض عليه. وقيد الاعتقال لدى الشرطة أيضا كل أبناء عائلة غولان - والده مئير غولان ووالدته ليئا وشقيقيه - للاشتباه بأنهم عرفوا بأعمال اليران. الأب، المواطن الذي يعمل في صفوف الجيش الإسرائيلي، مشبوه أيضا بأنه زوَّد لوح متفجرات ووسائل للعبوات، بما في ذلك منظار عسكري درج اليران على أن يراقب بواسطته ضحاياه. والآن فقط، في أعقاب إلقاء القبض، يمكن القول بأن من يكان يقظا كان سينتبه لسلوك اليران الغريب منذ صباه. فقد روى المحققون أنه (منذ كان في سن 13 سنة أبدى اليران غولان اجتذابا واهتماما بكل موضوع المواد المتفجرة وقد بدأ يركب العبوات في منزله وكلما كبر في السن انتقل الى تركيب عبوات ناسفة حقيقية). وعندما تجند خدم لشهر ونصف الشهر في دورة الأنفار في وحدة (دوخيفات)، ولكنه طرد منها بعد ان أُمسك به يحمل سلاحا أعده بنفسه.
وروى أحد الجنود الذين خدم معهم بأنه (كان أُبعد لانه متطرف يميني أيضا). وبعد ذلك انتقل للخدمة في الهندسة القتالية وفي أحد الأيام عثر قادته في حقيبته على فتائل سرقها من الجيش، كما عثروا معه في مناسبة أخرى على مسدس من صنع محلي (وكان هذا بداية خروجه أيضا من هذه الوحدة)، روى أحد الجنود الذين خدموا معه في هذه الوحدة. وأضاف (انه لا يبدو لي الشخص الأكثر استقرارا. فاليران لم يتدبر اجتماعيا ولم يعقد علاقات شخصية مع زملائه في السرية).
العبوات الأولى التي وضعها قبل نحو سنتين ونصف السنة فقد وضع عبوة في مسجد في حي الخالصة.وأصيبت جراء الانفجار جميلة اغبارية (62 سنة)، أم لثمانية وجدة لستة عشر حفيدا. وفي الشرطة والمخابرات فهموا أن لديهم مشكلة مع (مهندس) يهودي، يسعى إلى المس بالعرب وبسبب خطورة الشبهات تكلف بالتحقيق فريق خاص برئاسة الرائد آفي باز.
ولكن عندها بالذات، مع بداية التحقيق، كف المشبوه عن العمل. وحتى وقت متأخر ماض، في نهاية 2003، بدأ سكان حيفا يجدون مرة أخرى العبوات في منازلهم. في هذه المرحلة قرر غولان بأنه لا يكتفي بتهديدات موضعية، وقرر نشر (عمله). فقد وزع في حيه السكني وعلى أسر التحرير في الصحف كتابا ذيله
وحذَّر من انه (إذا لم يتوقف التحريض فان المساجد ستفجر! وكل مواطن عربي أو يهودي يساهم في الإرهاب سيُصفى).
في شباط وضع غولان عبوتين، في صندوق بريد وفي سيارة ليئور بليك، رب عمله في شركة الإرساليات (عميت زريز) وقال أمس بليك: (ليس لدي أي فكرة لماذا سعى إلى المس بي).
|