يعد الإسرائيليون العدة للاحتفال بذكرى إبرام اتفاقية (السلام) بين إسرائيل ومصر وقد أعدت الأوساط الإسرائيلية مسرح تسافتا في تل أبيب لإحياء الذكرى الخامسة والعشرين لتوقيع اتفاقيات (السلام) مع مصر في أمسية خاصة دعيت للمشاركة فيها شخصيات ذات صلة بالتوصل للاتفاق.. وكان الإسرائيليون قد أرسلوا دعوات إلى بعض الشخصيات المصرية للاشتراك في هذه المناسبة التي يريدون أن يجعلوا منها احتفالية إلا أنهم لم يتلقوا رداً إيجابياً من قبل المدعوين المصريين ونتيجة للإلحاح الإسرائيلي وجه رئيس الكنيست الإسرائيلي رئوفين ريفيلن رسالة إلى رئيس مجلس الشعب المصري الدكتور فتحي سرور لدعوته لحضور هذه المناسبة وإلقاء خطاب أمام الكنيست الإسرائيلي إلا أن الدكتور فتحي سرور بعث برد لرئيس الكنيست يرفض فيه الدعوة وإلقاء خطاب أمام الكنيست وعقَّب الدكتور فتحي سرور على هذا الرفض بنشره بياناً رسمياً يوضح فيه موقفه إذ يقول رئيس مجلس الشعب المصري بوضوح وبدون لبس (إنه يسره تلبية الدعوة (فقط) بعد قيام الدولة الفلسطينية وانسحاب إسرائيل من كل الأراضي العربية التي احتلتها القوات الإسرائيلية عام 1967، وتحقيق السلام الشامل والعادل بين إسرائيل والدول العربية).
ويوضح الدكتور فتحي سرور أكثر أنه حتى وإن كانت اتفاقية السلام تشكل نموذجاً للاتفاقيات التي تضع حداً للصراع وقد عملت مصر على احترامها، إلا أن الاحتفال بهذه الاتفاقية له مغزاه.
ويرى الدكتور فتحي سرور أن اتفاقية السلام مع إسرائيل هي مرحلة من مراحل التوصل إلى سلام شامل في المنطقة لكن الوضع الراهن يتنافى وروح السلام وأن مصر الراغبة بقوة إلى تعزيزالاستقرار والسلام في المنطقة الذي لا يمكن التوصل إليه إلا إذا تم تنفيذ قرارات الأمم المتحدة رقم 242 و338 وتطبيق خطة خارطة الطريق لتحقيق الرؤيا الداعية إلى وجود دولتين لشعبين. وبما أن الوضع الراهن لا يسير في هذا الاتجاه فإنه لا يسمح بقبول دعوة لإلقاء خطاب أمام الكنيست الإسرائيلي.
موقف واضح عبر عنه رئيس مجلس الشعب المصري بكلمات لا لبس فيها تجسد الواقع السياسي الذي قادت إليه سياسات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ عقد اتفاقية سلام مع مصر منذ خمس وعشرين سنة ولهذا فإن الاحتفال بالمناسبة لا معنى له كما أن إلقاء خطاب من رئيس مجلس الشعب المصري المنتخب شعبياً والممثل لإرادة ورغبات الشعب المصري لا معنى له كما أنه يتعارض مع ما يشعر به الشعب المصري الذي يعتقد وهو على حق أن إسرائيل لم تكن وفية لروح وبنود اتفاقية السلام مع مصر، لأنها استغلتها أسوأ استغلال لتغييب حقوق الشعب الفلسطيني وخاصة في حقه بإقامة دولته المستقلة ولذلك فإن تأكيد الدكتور فتحي سرور بأنه سيكون سعيداً بإلقاء خطاب أمام الكنيست عند إقامة الدولة الفلسطينية وهو بهذا يعبر عن إرادة الشعب المصري الذي لا يمكن أن يقبل بعزل السلام مع مصر عن السلام مع الفلسطينيين. أما غضب وزعل الإسرائيليين من رد الدكتور فتحي سرور فهما تأكيد على وطنية وصحة موقفه الذي لا لبس فيه.
|