* كتب - محمد العيدروس:
كانت المملكة من أوائل الدول التي اهتمت بحقوق الإنسان وأهمية المحافظة عليها منذ تأسيسها وأولت لذلك جل اهتمامها.
وامتداداً لذلك استضافت أول مؤتمر عالمي يعقد من نوعه بعنوان (حقوق الإنسان في السلم والحرب وشهد المؤتمر الذي عقد قبل عدة أشهر قليلة مضت حضوراً عالمياً فاعلاً وخرج بتوصيات مهمة.
وقد رفضت اللجنة المنظمة لمؤتمر حقوق الإنسان في السلم والحرب الذي شهدت فعالياته العامة الرياض مبدأ تحويل المؤتمر إلى مزايدات سياسية أو ادعاءات تدور في هذا الشأن.
وأكد الدكتور عبد الرحمن السويلم المشرف العام على المؤتمر والدكتور صالح التويجري رئيس اللجنة المنظمة أن هذا التجمع هو مؤتمر علمي يلاقي الأفكار ويسلط الأضواء على حقوق الإنسان عبر جلسات علمية متخصصة تناقش قضايا حية مرتبطة بالقانون الدولي الإنساني.
وسجل الدكتور عبد الرحمن السويلم في كلمة ارتجلها في بداية المؤتمر الصحفي شكره وتقديره لحكومة خادم الحرمين الشريفين لاستضافتها هذا المؤتمر وتكليف جمعية الهلال الأحمر بتنظيمه ولسمو الأمير نايف بن عبد العزيز لدعمه لهذا المؤتمر واهتمامه بمحاوره.
وبين د. السويلم أن محاور المؤتمر عديدة وشاملة وتتضمن 39 ورقة عمل متخصصة من أصل 65 ورقة تم اختصارها لضيق وقت المؤتمر.
وقال: إن فكرة المؤتمر انبثقت من توصيات ندوة متخصصة عقدت في شعبان الماضي في وزارة الخارجية بالتعاون مع وزارة العدل التي دعت لعقد مؤتمر دول يُدعَى له خبراء ومفكرون ومتخصصون في مجال حقوق الإنسان وجاءت استجابة المقام السامي لعقد المؤتمر سريعة وتم تشكيل لجان متخصصة للمؤتمر.
وتطرق د. السويلم إلى ربط جمعية الهلال الأحمر السعودي بهذا المؤتمر مشيرا إلى أن الجمعية هي إنسانية وخيرية بالدرجة الأولى وهي عضو فاعل في الحركة الدولية للهلال الأحمر والصليب الدولي، وارتبط بتلك الحركة الدولية إنشاء أول قانون إنساني، ومنها نبع تفكير بإيجاد جمعيات تدخل في الصراعات والحروب وتساهم في تخفيف المعاناة ثم تلتها اتفاقيات جنيف الأربع وموافقة جميع الدول عليها.
وردا على سؤال حول حجم الحضور الدولي المتوقع وهل تم رفض أي طلب للمشاركة، أكد د. السويلم أن الدعوات وجهت لجميع المعنيين بهذا الشأن عبر الشبكة العنكبوتية ولعموم المنظمات الراغبة.
ولم يتم وضع أي قيود أو حدث رفض أي طلب بالحضور وقال: لقد رحبنا بالجميع وعرضنا عليهم إما استضافتهم على نفقة المملكة أو على حسابهم الشخصي.
وردا على سؤال حول إن كان سيتم التطرق لوضعية معتقلي جوانتنامو أوضح المشرف العام على المؤتمر قائلا: نحن لدينا مؤتمر فكري علمي ينطلق من القانون الإنساني، وليس مؤتمرا للحديث عن الشبهات والجدليات أو التطرق لموضوع اختراق معين.
مشيرا في هذا الصدد إلى أن ردود الفعل حول المؤتمر جيدة للغاية وأكثرية أوراق العمل وردت من خارج المملكة.
من جهته أكد الدكتور صالح التويجري رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر أن المؤتمر فكري وعلمي وليس مجالا للمزايدات السياسية وجميع قضاياه المطروحة للنقاش علمية. وقال إن المملكة بحمد الله تعالى تطبق الشريعة الإسلامية وأخذت على عاتقها إبراز الريادة لحقوق الإنسان في الإسلام وبين د. التويجري في هذا الصدد أن قانون حقوق الإنسان يصيبه التشويش والجدل دوما وتستخدمه دول كسلاح ضد دول أخرى لمحاولة ارضاخها.
وقال إن المملكة رعت وتبنت هذا المؤتمر انطلاقا من اهتمامها لهذا الجانب، باعتباره تفاخر ولله الحمد بسجلها المضيء عالميا في هذا الشأن.
وأضاف أن انتهاكات حقوق الإنسان قد تحدث في جميع دول العالم، ولا يمكن لأي دولة أن تنفي قطعيا حدوث انتهاكات لحقوق الإنسان، باعتبار ذلك مرتبطا بسلوك البشر لديها ولكن النسبة تختلف وتتفاوت من دولة لأخرى.
|