* جدة - واس:
أكدت المملكة العربية السعودية أن الأضرار التي لحقت ببيئتها جراء حرب الخليج عام 1991 كانت هائلة دمرت نظمها الايكولوجية ومواردها الطبيعية التي يعتمد عليها قطاع عريض من المجتمع السعودي حاضرا ومستقبلا، موضحة أن عدم إزالة الأضرار وإعادة التأهيل سيهددان الأجيال القادمة.
ولفتت إلى أن الحرب دمرت السلسلة الأولى من غذاء الأحياء البحرية على امتداد 800 كيلو متر من شواطئ المملكة، وهلك العديد منها وما تبقى منها يصارع من أجل الحياة على مدى الثلاثة عشر عاما الماضية.
جاء ذلك في كلمة المملكة أمام المجلس الحاكم للأمم المتحدة في جنيف أمس ألقاها صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة لإيضاح وجهة نظر المملكة حول المواضيع المتعلقة بالتعويضات عن الأضرار البيئية جراء غزو العراق للكويت عام 1991م.
وقال سموه في كلمته: (إننا نقدر للمجلس الموقر تفهمه لموقف المملكة العربية السعودية من طلب إعادة النظر في القرار 197 فيما يخص المطالبات البيئية واقرار آلية مالية واضحة وفعالة، وكذلك إعطاء أولوية الدفع لهذه المطالبات لما يمثله ذلك من أهمية في إزالة ومعالجة الأضرار البيئية الهائلة التي لحقت بشواطئنا ومناطقها البرية).
وأضاف سموه: (إنه لا يخفى على المجلس الحاكم أهمية المطالبات البيئية للمملكة، حيث إنها تعرضت لأضرار كبيرة سواء على مستوى الأفراد والشركات أم المؤسسات الحكومية).
وتابع سموه يقول: (إن المملكة تكبدت الكثير من المعاناة النفسية والمادية والمالية، وتحملت تكلفة من عانوا وأخلوا من ديارهم من جراء الحرب، ولكن الأضرار البيئية التي لحقت بها من جراء حرب الخليج عام 1991هائلة دمرت نظمها الايكولوجية ومواردها الطبيعية، فقد أعطينا الأولوية لمطالباتنا البيئية على حساب المطالبات الأخرى التي تكبدت المملكة معاناتها ولم نرفع بالمطالبة عنها إلا بالشيء اليسير، وأعطينا الأولوية للمطالبات البيئية لأن قطاعا عريضا من المجتمع السعودي يعتمد على هذه الموارد الطبيعية المحدودة في الماضي والحاضر والمستقبل، وعدم إزالة الأضرار وإعادة التأهيل سيهددان الأجيال القادمة).
وأوضح سمو الأمير تركي بن ناصر في كلمته أن الحرب دمرت السلسلة الأولى من غذاء الأحياء البحرية على امتداد 800 كيلو متر من شواطئ المملكة على سواحل الخليج العربي، وهلك العديد منها وما تبقى منها يصارع من أجل الحياة على مدى ثلاثة عشر عاما.
وأضاف (أن المملكة تنظر الآن إلى قرار مجلسكم الموقر إعطاءها الأولوية في الدفع وتفعيل آلية لسرعة تنظيف ومعالجة ما يزيد عن ثمانية ملايين متر مكعب من الرمال الملوثة بالزيت المرئي).
وأشار سموه إلى أن الحياة البحرية والغطاء النباتي في المناطق الصحراوية تعيش في ظل ظروف بيئية ومناخية صحراوية قاسية ومتطرفة لأن حرب الخليج دمرت الشيء الكبير منها.
وأنهى سموه كلمته أمام المجلس الحاكم بمطالبة المجلس بالتعويضات البيئية مؤكدا أن الإنسان يستطيع أن يحسن من أوضاعه ويكيف نفسه إلا أن الأحياء البيئية هي رهن لبيئتنا فتهلك بهلاكها وتعيش بصحة بيئتنا فلا حول لها ولا قوة إلا بما تتخذونه نحوها.
وأشار إلى ما أثبتته دراسات الرصد والتقييم الموثقة لدى المجلس شهد عليها خبراء الأمم المتحدة للتعويضات من خلال متابعتهم وزيارتهم الميدانية لحجم الدمار الهائل الذي حصل لبيئة المملكة بإرهابها واستخدامها أداة للحرب ورأوا أنها تحتاج إلى إعادة معالجتها وإعادة المناطق المتضررة التي لا تستطيع تحمل المزيد من التأخير بعد 13 عاما من المعاناة.
|