Wednesday 10th March,200411486العددالاربعاء 19 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

أحداث غريبة في حائل كادت تتحول إلى كارثة!! أحداث غريبة في حائل كادت تتحول إلى كارثة!!
تجمهر وتدافع (8000) مواطن على بلدية حائل
قوات الأمن تتدخل ورئيس البلدية يقوم بتهدئة المواطنين

* حائل - عبدالعزيز العيادة:
في حدث غير عادي ولم يسبق له مثيل بالمنطقة كاد تجمهر لأكثر من ثمانية آلاف مواطن داخل وعند بوابة بلدية حائل أن يتحول يوم أمس الثلاثاء إلى كارثة -لا سمح الله- إثر تدافع المواطنين بشكل غير معهود على قسم الأراضي بالبلدية لتقديم طلبات المنح للأراضي والخاصة بذوي الدخل المحدود ومعظمهم من طلبة المدارس رافعين شعار ( من سبق لبق) بشكل غير حضاري. وقد تدخلت فرقة أمنية بقيادة المقدم مظلي عبدالرحمن الحمدان التي استعانت بها البلدية بعد نفاد قدرتها على السيطرة ولجوء بعض المواطنين لنوع من التخريب واختلاق المشاكل مع بعضهم البعض ومع بعض الموظفين بهدف الضغط من أجل سرعة إنهاء إجراءات تقديم الطلبات ومنحهم الأفضلية على البقية خصوصاً وقد سرت معلومة صحيحة من البلدية بينهم بأن أعلى قدرة للبلدية في اليوم الوحيد لاستقبال المواطنين كل أسبوع هو حوالي (250) طلباً تستطيع البلدية إنهاءه!
ومع تزايد وصول المواطنين الذين كانوا ينتظرون على أحر من الجمر أعيد فتح باب التقديم من جديد لتقديم الأراضي والذي تم إيقافه من البلدية سابقاً وبفتحه مؤخراً تزايدت الضغوط النفسية على المواطنين خصوصاً والكثير منهم دخلوا مبنى البلدية في الصباح الباكر قبل وصول موظفي البلدية. ولما أراد موظفو قسم الأراضي محاولة تقديم الخدمات للمراجعين حدث هرج ومرج وفوضى فأمر رجال الأمن الجميع بالخروج خارج مبنى البلدية وإعادة تنظيم المواطنين من جديد.
وتم استدعاء فرق أمنية أخرى وحضر مدير شرطة منطقة حائل العميد صالح السلامة للمشاركة في السيطرة على الجموع الغفيرة كما تدخل رئيس بلدية منطقة حائل بشكل مؤثر ونزل للمواطنين وطمأنهم جميعاً بأن البلدية سوف تتواصل باستقبالهم يومياً ولن يخرج أحد دون رقم مراجعة يسهل عليه الحضور في موعد لاحق يعتمده قسم الأراضي لإنهاء إجراءات تقديم طلبات منح الأراضي للمواطن. حيث كانت النهاية السعيدة للجميع من موظفي البلدية ورجال الأمن بقيادة المقدم الحمدان الذي أبلى بلاء حسناً بعد فترة صباحية قلقة توجت بنجاح المساعي وتحقيق إنجاز تنظيمي أيضاً غير مسبوق لأحداث صعبة كهذه تم خلالها استيعاب المواطنين وتقديم 3800 رقم مراجعة لهم كل رقم لمواطن.
من جانبه أعرب رئيس بلدية منطقة حائل المهندس جديع بن نهار القحطاني عن شكره لله لنجاح المساعي التي تمت لإعادة النظام في موقف صعب ولم يحدث من قبل. مبيناً أن رجال الأمن وموظفي البلدية كونوا فريقاً واحداً متفاهماً نجح بامتياز ولله الحمد. وقال: لقد كنت قلقاً في الصباح ولكن في نهاية الدوام أشعر بارتياح كبير. وأشار إلى أن شعور الارتياح لدي ينبع من قدرة الجميع من التعامل الجيد مع هذا الحدث الذي لا دور لنا بالتسبب به حيث توقف الإخوان وخلال ساعتين فقط من تسليم المواطنين أرقام مراجعة لـ3800 مواطن محدداً فيها اسمه ورقمه وتاريخ مراجعته للبلدية. وأعلن رئيس البلدية عن عزم البلدية فتح استقبال المواطنين يومياً ابتداء من اليوم الاربعاء وحشد الموظفين بأعداد كافية لخدمة المتقدمين الجدد. كما أجاب تساؤل الجزيرة حول امكانية تكثيف أعداد المخططات بالمنطقة وتوسعة قسم الأراضي وتخصيص عدد أيام أكثر لإنهاء إجراءات المتقدمين. حيث أشار إلى أن بلدية حائل من أفضل البلديات قياساً بحجم عملها ومسؤولياتها وأعداد المواطنين والمتقدمين التي استطاعت أن تمنح أراضي لهم حتى عام 1418هـ.
وقال: أتوقع أن يتحقق رقم قياسي بأعداد الممنوحين خلال الفترة القريبة القادمة لأكثر من خمسة آلاف مواطن دفعة واحدة. ولكنه تراجع في إشارة إلى أنه يفضل الاعلان عن ذلك حين الإنتهاء من الإجراءات اللازمة تماماً.
وتطرق لمسألة قبول تقديم المرأة وكذلك الأيتام دون سن 18 عاماً والمطلقات والأرامل. حيث أشار إلى أن الأمر خاضع للدراسة في المقام السامي لتمكين هؤلاء من التقدم وفق ضوابط معينة.
الجدير بالذكر أن رئيس بلدية حائل كان قد عقد مؤتمراً صحفياً أثر تلك الأحداث وقام بشرح ما حدث بحضور المقدم مظلي عبدالرحمن الحمدان وعدد من الإعلاميين بالمنطقة. كما اسطحب الجميع في جولة على قسم الأراضي وشرح الآلية التقنية الحديثة التي يستخدمها القسم لإنجاز معاملات المواطنين بشكل منظم ودقيق وآلي.
من جانبهم أعرب عدد من المواطنين الذين كانوا ضمن المتواجدين بالبلدية وشهدوا الزحام والأعداد الهائلة عن استغرابهم مما حدث فقال (م.ش): لقد استنفدت صبري وأنا أشاهد هذه الفوضى التي تسبب بها بعض المراجعين ولكن تدخل رجال الأمن كان موفقاً ولله الحمد. أما (ي.ع) فقال (ضاحكاً): أخشى أن يستغل بعض أولئك الكاذبين والمعادين لبلادنا والمتبربصين بكل شر ضدنا ليقولوا أن ما حدث مظاهرات في حائل احتجاجاً على بعض الوساوس في رؤوسهم. وقال عبر (الجزيرة) إن ما حدث كان عفوياً ومن غير ترتيب مسبق. وقد أخذت الرقم من البلدية مشكورين وانتهت القصة. سائلاً لبلادنا استمرار أمنها واستقرارها.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved