** هل كانت عيناك نصف مغمضتين، أو نصف مفتوحتين؟
كيف كنت ترقب الأحداث، هل كنت داخل الصورة أو خارجها؟
هل كنت شريكا أو متفرجا..
هل كنت صامتا، أم كنت خائفا من الحديث؟
** هل اخترقك الضجيج، هل ألبس كل الأشياء حولك بياض لا تجرؤ على مكاشفته.. على انتقاده.. على تقييمه؟
هل كنت مغيباً، أو قادراً على الفعل متى ما أردت؟
** كم مرة قلت بينك وبين نفسك (يا طيب القلب) وكنت تفتش فيها عن ذاتك وسط الأقنعة التي تحيطك،
وسط التداخل.. والتشابك..
والتمويه.. وفقاعات الكلام..
بين الحوقلة المفتعلة، وبين موضات حقوق الإنسان..
بين الأوراق التي تكشف في الوقت المناسب.. وتخفى في الوقت المناسب!
أين كنت من خارطة الطاولات الخفية..
كنت مواطناً
كادحاً
طيب القلب..
تحب الدين وأهله وكل من يلتفع بعباءته
وتحب علماء الكلام.. تنبهر بفلسفة القول وعذب الرؤى..
** في مرحلة الشفافية والمكاشفة
والملفات التي خرجت من تحت الطاولة..
أين موقعك، أين مشكلاتك، أين أحلامك وأجندة اهتماماتك، أين مدارس أبنائك، أين حريات إعلامك، أين الطبيب وغرفة العمليات التي تدخلها وأنت آمن متوكل، أين الطرق التي لا تغدر بأهلها وتودعهم بدون بكاء، وأين الطعام الخالي من الألوان والأصباغ، أين الهواء النقي الذي ينسرب باتجاه الرئة والقلب، فلا يؤجج فيهما العطب؟
أين أنت من كل هذا..
ابكِ بصمت وحرقة كما سأفعل أنا.. واهمس بينك وبين نفسك.. ابحث وفتش عن ذاتك وقل (يا طيب القلب)!
|