من شاهد مباراة الاتحاد والنصر مساء يوم الأحد التي فاز بها الأول بثلاثة أهداف مقابل هدف.. بالتأكيد فانه سيعبر عن إعجابه واعتزازه بكفاءة ومقدرة طاقم حكام المباراة على حسن إدارتها وقيادتها واخراجها إلى بر الأمان.هذا الشعور مصدره بالطبع مدى ما يتمتع به المشاهد من حيادية وموضوعية، بخلاف الآخر إن كان واقفاً تحت تأثير العاطفة التي تصور له دائماً الحق باطلاً، والعكس أيضا.الحكم عبد الرحمن الجروان قدَّم نفسه في تلك المباراة التنافسية المثيرة بالمواصفات التي ساعدته على التألق إذ كان حاضر الذهن.. متابعاً بدقة لكل صغيرة وكبيرة، لذا كانت قراراته سليمة جداً ومن يقول خلاف ذلك.. فإنني اوجه له سؤالاً: بنظرك ما هي مواصفات الحكم الناجح القادر على قيادة مباراة بمستوى تلك المباراة؟
ثم لنعلم جميعاً أن حالة التذمر من مستوى الحكام طيلة مباريات الموسم أصبحت وسيلة غير مجدية.. وبات ذلك الأسلوب (مكشوفاً) والهدف منه ممارسة عملية تخويف لكل حكم خاصة من قبل بعض مسؤولي الفرق التي يشهد لها بضعف مستوياتها وقصور أداء لاعبيها بالدرجة الأولى، وفي هذا نوع من التبرير غير المنطقي، إذ لا فائدة يمكن تحقيقها من جراء الطعن والتشكيك بمستوى التحكيم.. إلا اذا كان الهدف هو الدفاع عن الواقع الضعيف لتلك الفرق التي أصبحت معروفة بكثرة احتجاجها على الحكم أثناء سير المباراة!!لنعمل سوياً على تحسين الصورة الذهنية لمكانة الكرة السعودية لدى الآخرين وخاصة في الخليج والدول العربية التي تتابع مباريات الفرق السعودية..
ولنحافظ على ما تبقى من منافسات مسابقة كأس ولي العهد ودوري خادم الحرمين الشريفين من خلال الانصراف التام عن حملات التشكيك بمتوى الحكام وعدم إبراز تلك التصاريح إعلامياً لأنها تمثِّل إحباطا لقدرات سعودية تحول دون مواصلتها تحقيق المزيد من النجاحات.. وسامحونا!!
يا حمود.. لماذا المشجع الطبال؟
الإنسان المتسامح الغالي صاحب القلب الطيب الصديق حمود السلوه تحدث في مقال له بالزميلة الرياضية عن معاناة الطالب ابن المشجع كبير السن الذي يدير رابطة مشجعي أحد الأندية، وقد فهمت أن أبو رشيد يعترض على مبدأ تواجد من هم في تلك السن المتقدمة في المدرجات.. المشكلة من وجهة نظري أجدها وبصرف النظر عن عمر المشجع تتمثَّل في مستوى السلوك ونوعيته وما اكثر الأشخاص الذين عرفتهم قرروا عدم الذهاب للملاعب برفقة أبنائهم الصغار من اجل المتعة وذلك بسبب الألفاظ النابية وكلمات السب والشتم واللعن أيضا التي تنطلق من أفواه بعض المشجعين وبالتأكيد ستكون المصيبة اكبر إذا عرفت أن أبطالها من كبار السن.. واعيباه!!
نحترم التشجيع النظيف من أهازيج حماسية كتلك اللوحات الجمالية التي تقدمها رابطة مشجعي نادي الاتحاد.. وان كانت تشوهها أحيانا حالات ومواقف خارجة عن النص.. ولهذا يبقى الرقيب على صوت الجمهور الاتحادي في حالة يقظة دائمة حيث لا يعرف سبباً يدعو ذلك الجمهور الرائع للانقلاب بزاوية قدرها 360 درجة من أقصى اليمين إلى الشمال.
جمهورنا الحبيب في حاجة ماسة لجرعات توعوية ترفع مستوى ثقافته بخصوص نظرته للرياضة ومبدأ التنافس واحترام الآخرين.. وسامحونا!
من جنيف إلى الرياض (وأنا مالي)
تتعالى صيحات مخاطر قيادة المركبات غير الآمنة خاصة من قبل فئة الشباب الذين يخاطرون بأرواحهم وأرواح الآخرين من مستخدمي الطريق لعدم تقيّدهم بتعليمات السلامة المرورية، والحوادث التي ترصدها سنوياً الجهات المعنية في بلادنا تسجل رقماً مخيفاً في أعداد الوفيات وارتفاع نسبة حالة الإعاقة الدائمة فضلاً عن الأضرار المادية الكبيرة.
ولا تزال عملية التوعية والتوجيه المعنوي بهذا الشأن ليست بذات الأهمية والتأثير.. نتيجة غياب الاحساس الفردي وضعف الشعور بالانتماء الوطني الصادق.. ناهيك عن مسألة حب الذات والإفراط في الأنانية، والابتعاد عن التسامح واحترام الآخرين، وكل تلك السلوكيات السلبية الطاغية تكشفها نظرة موضوعية بعيدة عن العاطفة، فهذا هو الشارع... والطريق وراقب الغالبية العظمى من قائدي المركبات.. رعونة وتهور.. عدم انضباط.. إخلال في السلوك العام والمحصلة النهائية.. وطني - وللأسف - في طليعة دول العالم في إحصائيات حوادث السير.
وحيث نكتب هنا في الرياضة التي تحظى باهتمام ومتابعة الشباب فان علينا رسالة من الواجب تأديتها كي نساهم بالمشاركة في توجيه الشباب وتقديم النصيحة المخلصة له، ذلك أن الوطن والمجتمع يسمو وينهض دائما بالمكانة والقيم الأخلاقية العالية التي تتصف بها الغالبية من شباب الوطن لذا أدعوهم في تفهم أبعاد هذه القصة الواقعية جداً والتي لم يكن للخيال أي دور فيها!!
جرت إحداث القضية في جنيف السويسرية.. هذا شاب سعودي يعمل في السلك الدبلوماسي يستنجد به جاره في البناية التي يسكنها (مواطن سويسري) بعد منتصف إحدى الليالي طالبا نقله على وجه السرعة للمشفى في حالة اسعافية.
وبالطبع لم يتردد السعودي في الاستجابة وقام بالواجب وأكثر.. وبعد أن تجاوز المريض حالة الخطر وعاد إلى داره التقاه حيث قدَّم له عبارات الشكر والامتنان على تلك الروح الأخلاقية العالية المتمثلة في إيصاله للمشفى.
إلى هنا وكل شيء طبيعي جداً لكن بعد أيام تلقى السعودي رسالة تفيده بوجود مخالفة مرورية عليه ارتكبها في ليلة (الفزعة والشهامة) وهي عبارة عن تجاوزه ثلاث إشارات ضوئية حمراء اللون!!
الجار السويسري قدَّم اعتذاره من السعودي مجدداً طالباً منه العفو والصفح لأنه - وهو - الذي لا ينسى الجميل بأنه أنقذ حياته بعد الله..
قد سارع في الإبلاغ عن تجاوزه الإشارة ثلاث مرات ذلك ان وطنيته.. وأخلاقياته التي يتمسك بها منذ الصغر تحتم عليه احترام الأنظمة والقوانين!!
..في الرياض.. وبعد منتصف ليلة كنا خلالها في مناسبة اجتماعية وسرد أحد الحضور ذلك الموقف.. خرجت قافلاً لداري وفي الطريق شاهدت العجب العجاب.. كم هي تلك الحالات العديدة لهواة قطع الإشارة الحمراء!!
وقتها وفي تلك الأثناء كانت لي أمنية.. لكنها لم تتحقق!! وهي ان أكون بمستوى شجاعة ومواطنة السويسري التي دفعته لاستنكار الخطأ والإبلاغ أيضا..
هنا نقول دائماً.. (وانا مالي).. وسامحونا!!
|