Wednesday 10th March,200411486العددالاربعاء 19 ,محرم 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

السهل الممتنع السهل الممتنع
اد اديموس يغتال الهلال
صالح السليمان

حتى والهلال يلعب أكثر من ساعة كاملة بعشرة لاعبين.. كان بإمكانه أن يعود بالتعادل على الأقل.. ولكن أد اديموس أجهز على فريقه وقدمه فريسة سهلة للأهلي.. عندما اندفع بالبداية في ملعب المنافس بشكل غير متوازن.. مخلفاً فراغات في الخلف دفع الهلال ثمنها هدفاً مبكرا وطرد لاعب.. وعندما تعادل الفريق رغم النقص حول اد اديموس الفريق إلى (خط دفاع) تماماً كما فعل أمام الجيش السوري.. ولم يمنح الفريق نفسا هجومياً وارتدادا معاكساً يخفف الضغط على الدفاع ويجبر الخصم على التراجع لملعبه.. الفريق بمثل هذه الظروف كان بحاجة للاعبين ذوي انطلاقات سريعة مثل الشيحان.. ولكنه بالطبع (غير جاهز)!!.. وأكمل تخبطاته بإدخال المدافع عبدالله سليمان ليسلم وسط الملعب تماماً للأهلي.. ويوجه لهم دعوة ساخنة لمحاصرة الهلال في منطقة جزائه..
(صافرة) أثار فزعهم..!!
أصبحت الطعنات تترى والحملات على برنامج (صافرة) تتلاحق بشكل متناغم.. في محاولة لخنقه ووأده قبل أن يكمل موسمه الأول.. ومن يتبنى الحملة على هذا البرنامج (الذي يساهم ولو جزئيا في مراقبة قرارات الحكام وتسليط الضوء على أخطائهم) هم من ملأوا الإعلام ضجيجاً في الدعوة للمناظرات والمكاشفات وممن يكثرون التهجم على التحكيم والحكام.. هؤلاء هم من صار يضيق ذرعاً بهذا البرنامج.. ويطلب بدون مواربة إيقافه بحجة أنه يدافع عن الحكام.. وهي حجة بليدة ومتهافتة.. لأن إلغاء البرنامج هو البديل الأسوأ! هم ينقمون عليه لأنه سحب البساط عن ممارسات التلفيق والتضليل الإعلامي المعتادة. وجعل التصريحات عن أربعين بلنتي غير محتسب وثماني تسللات شيئا من الماضي الغارب.
* أحدهم يقترح رصد أخطاء الحكم أو أي ملاحظات عليه وتسجيلها في (شريط فيديو أو سي دي).. وبعثها للحكم بدعوى أنه لا حاجة للبرنامج!.. فمثل هذا الكاتب يريد أن يمارس التضليل والتمتع بالكتابة ضد الحكام واتهامهم بالتحيز للفريق الكبير.. ووجود صافرة يحرمه من هذه المتعة والهواية المحببة إلى نفسه.. إذن من يرغب في إلغاء البرنامج يرغب في التعتيم على أخطاء الحكام.. أو لا يريد فضح الافتراءات التي قد توجه للحكم ويكشف البرنامج عدم صحتها..
* (صافرة) لا يهزم فريقا ولا يتدخل في نتيجة.. فما هو إلا مجهر يتابع القرارات المثيرة للجدل.. أو التي يراد لها ذلك.. شخصياً سبق أن انتقدت هذا البرنامج وفيه الكثير من القصور والعوار.. ولكن وجوده بعيوبه خير من عدمه.. فمن ينتقده بدعوى أنه يبرر أخطاء الحكام هو عذر غير مقنع.. فكونه يعرض اللقطة وخطأ الحكم فهو شيء جيد ونقلة متقدمة وهذه نصف الحقيقة أو معظمها.. وهو برأيي كاف.. فإذا اعترف البرنامج بخطأ الحكم فهنا تكون الحقيقة اكتملت.. أما كونه قد يبرر خطأ الحكم فهذا تحصيل حاصل.. وهل نتوقع أن البرنامج سيتهم الحكم بالتعمد..
* التهجم عادة يوجه للزيد.. ولكن ليس الزيد المشكلة.. ولو اتى بدلاً من زيد عبيد.. فالهدف هو (صافرة) مع أن الزيد يتأثر بالضغوط ويجامل أحياناً.. أما تحليله للقطات فليس بالضرورة الإتفاق معه.. فالجمهور الرياضي لديه من الوعي والفهم ما يجعله يستمع للرأي ويفحصه ويتمعن فيه قبل أن يتقبله او يرفضه.. وأنا سبق أن انتقدت آراء للزيد صحح فيها أهدافاً خاطئة.. تأثرا بالضغوط ليس إلا.
* إذن إلغاء (صافرة) مرفوض لكن فقط تطويره ومعالجة ثغراته وعيوبه.. ووضع آلية فاعلة وعادلة لتحديد اللقطات التي يتم عرضها.. أما من يحارب البرنامج فلسان حاله يقول (استروا علينا).
ماكل فريق ينفع معه تصريح
تضفي التصريحات الصفراء لإرعاب الحكام طابعاً خاصاً لمباريات مربع كأس ولي العهد.. وكانت مؤثرة بشكل سلبي على الأداء التحكيمي في منافسات دور الثمانية.. وبدا وكأن الحكام يحفظون (التصريحات) وليس (قانون الكرة).. فألقت بظلالها السلبية على مباراتي النصر والطائي ومباراة الهلال والقادسية.. حتى وجه رئيس الطائي اتهاماً مباشرا للعمري أنه اهدى المباراة عنوة للنصر.. وقال العجلاني لا أرغب أن أقول الحقيقة التي شاهدتموها.. وطالب شتالي من رئيس النصر ألا ينتقد التحكيم بعد اليوم.. وكان تبرير الاهتزاز التحكيمي بسبب أن حكمي المباراتين ووجها بهجوم جارح قبيل المباراة.. على طريقة أشعب الذي أعطى غلامه جرة لإحضار الماء وضربه محذراً من كسر الجرة.. بحجة أن الضرب لايجدي بعد أن تنكسر..
* ولكن هذه التصريحات رغم فاعليتها خصوصاً ضد الهلال.. تثبت فشلها موسماً بعد آخر أمام فريق يتمتع بنفوذ قوي وإعلام وهيلمان كالاتحاد.. بل انها تختفي قبل هذه المباريات.. لانها لن تجد إعلاماً ينصرها ويروجها هذه المرة.. ولحسابات أخرى.. لذا يظل الفريق الأزرق هو محور هذه التصريحات وإلصاق تهمة التحكيم به حتى في مباريات لا علاقة له بها.. ما جعل الحكام يعتقدون أن مشكلة النصر مع الهلال فقط.. وأنه يهمه في المقام الأول سقوط الهلال وأن يتفوق عليه تحديداً.. أما الفرق الكبيرة الأخرى فلا مشكلة.. ما دعاهم لتقديم مستوى تحكيمي مميز ومن ثم خسائر صفراء موسمية.
ضربات حرة
* على الهلاليين عدم الاستعجال في عمليات الأربطة.. وليكن حسين عبدالغني مثالاً.. الذي أجمعت الفحوصات خارجياً وداخلياً أنه مصاب بالأربطة.. ما عدا الطبيب نعمان الذي شخصها أنها ارتخاء في الأربطة.. وأعاده للملاعب دون عملية جراحية.
* أمام الهلال أكثر لاعبوا القادسية من التمثيل والسقوط لخداع الحكم حتى نجح زكريا الهداف من التسبب بطرد تراوري.
* رئيس الهلال علق ساخرا (لأول مرة اشوف لاعب يموت مرتين ويعود للحياة).
* مسؤولو أي فريق يقابل الهلال محظوظون فهم سيجدون من ينوب عنهم في تحريض الحكام ضد الهلال.
* جمهور النصر كان مثالياً وهو يشجع ويهتف لحكم مباراة فريقه أمام الطائي (عبدالرحمن العمري) والذي كان على مستوى هذا التشجيع.
* كاتب أصفر يقول (إذا تأهل النصر فالنهائي محسوم له سلفاً).. محسوم سلفاً!!.. ومنا للجنة الحكام للإفادة عاجلا! لو كان (نهائياً خارجياً) لما تجرأ في كتابة مثل هذا..
* عبدالله الناصر نائب رئيس لجنة الحكام هدد بشكوى رئيس الطائي بحجة أنه اتهم العمري في نزاهته ولكن ما هو رأي الناصر بمن يقول الحكم الفلاني انتدب لهزيمتنا أو الحكم الفلاني يتدرب مع الفريق الفلاني.
* رئيس أعضاء شرف النصر كان مثالياً وهو يشيد بالحكم الجروان ويؤكد نجاحه.
* التصريح يقول الحكم لم يحتسب ضربة جزاء ل (ابوجروان)!! اصلا هل يوجد لاعب بهذا الأسم؟!
* اللون الأزرق جميل وساحر.. حتى المنافس يلبس احتياطيوه هذا اللون.. فما الجديد هنا؟؟
* التأهل للاتحاد بنسبة 90% وللأهلي بنسبة 60% سيحقق الهلال إنجازا لو سحب المباراة للإضافي.
بعيداً عن الرياضة
قد لا نرى ردود فعل البشر تجاه تصرفاتنا.. وننسى أننا أحياناً قد نكون القرآن الذي سيقرؤه الآخرون..أو الإسلام الذي سيراه غير المسلمين.. ويحكم علينا نحن المسلمين وبالتالي يحكم على الإسلام.. وهنا أقدم هذا الموقف المعبر المؤثر.. وهو ما حدث لإمام أحد المساجد في مدينة لندن.. فقد كان يركب الباص في تنقلاته.. وذات مرة دفع أجرة الباص فأعاد له السائق 20 بنساً زيادة عن المفترض من الأجرة.. جلس الإمام وأخذ يفكر وقال لنفسه إن عليه إرجاع المبلغ الزائد ثم فكر وقال في نفسه المبلغ زهيد وضئيل ولن يهتم به أحد.. كما أن شركة الباصات تحصل على الكثير من المال ولا تشكل هذه البنسات شيئاً ذا قيمة لديهم.. إذن سأحتفظ بالمال وأعتبره هدية من الله وأسكت.. توقف الباص عند المحطة.. وكاد أن يخرج من الباب لكنه توقف لحظة ومد يده وأعطى السائق العشرين بنساً وقال له: تفضل اعطيتني أكثر مما أستحق من المال.. فأخذها السائق وابتسم وقال: (ألست إمام المسجد هنا؟ إني أفكر منذ مدة في الذهاب إلى مسجدكم للعبادة.. وأعطيتك المبلغ الزائد عمداً لأرى كيف سيكون تصرفك).. وهنا نزل الإمام من الباص وقد كاد أن يقع أرضاً من رهبة الموقف! فأتكأ على أقرب عمود ونظر إلى السماء وهتف بتأثر (يا الله كنت سأبيع الإسلام بعشرين بنساً).


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved