في مثل هذا اليوم من عام 1948، أعلنت حكومة تشيكوسلوفاكيا الشيوعية عن أن وزير الخارجية جان مساريك قد انتحر. وقد أثارت قصة وفاة مساريك، الذي لم يكن شيوعياً، شكوكاً لدى الغرب حول ظروف وفاته. ولد مساريك في عام 1886، وهو ابن أول رئيس لتشيكوسلوفاكيا. وبعد الحرب العالمية الأولى عمل وزير خارجية في حكومة التشيك الجديدة. ثم عمل سفيراً للتشيك لدى بريطانيا. وخلال الحرب العالمية الثانية، عاد إلى منصب وزير الخارجية مرة أخرى عندما كانت حكومة التشيك في المنفى في لندن. وبعد انتهاء الحرب عاد مساريك إلى تشيكوسلوفاكيا ليعمل وزير خارجية في حكومة الرئيس إدوارد بينيه. وكانت هذه الفترة عصيبة حيث إن الاتحاد السوفيتي كان قد احتل البلاد خلال الحرب العالمية الثانية وكانت هناك مخاوف من أن يحاول السوفيت وضع حكومة شيوعية في تشيكوسلوفاكيا، كما حدث في بولندا وألمانيا الشرقية ومناطق أخرى في أوروبا الشرقية. ولكن مساريك كان ماهراً في التعامل مع السوفيت حيث أكد لهم أن تشيكوسلوفاكيا الديمقراطية لن تمثل تهديدا أمنيا لروسيا. ورغم ذلك، ففي عام1947 اقترف مساريك خطأً قاتلاً. فعندما أعلنت الولايات المتحدة عن خطة المارشال، وهي برنامج تقديم المساعدات لدول أوروبا بعد الحرب والذي يتكلف ملايين الدولارات، أشار مساريك إلى رغبة تشيكوسلوفاكيا في المشاركة في البرنامج. وعندما أخبر السوفيت بذلك رفضوا تماماً إعطاءه الموافقة. وتبع ذلك مباشرة في فبراير عام 1948 قلب الحكم في تشيكوسلوفاكيا إلى الشيوعية. وأُجبر الرئيس بينيه على قبول حكومة بأغلبية شيوعية. وكان مساريك واحداً من القلة غير الشيوعية التي ظلت في مناصبها.
|