|
|
|
قد يخفى على كثير من الناس ان ما تحمله أقدامهم ليس أبدانا فقط، بل ان هناك ما هو أعظم وأشد من الأبدان ثقلا وهو الأرواح، حيث ان كل واحد منا يتألف من جزأين رئيسيين هما الجسد والروح. وحين أقول ان كليهما يحتاج للغذاء فإني لا أورد جديداً، حيث ان الجسد يحتاج للطعام وشعورنا بالجوع هو الدليل على ذلك، ولكن ما لا يعرفه البعض ان ارواحنا تحتاج للغذاء أيضا، وما يجهله كثيرون هو نوعية الغذاء، وماهية علامات الجوع لدى الروح، فإذا قلنا اننا نعلم ان اجسامنا بحاجة للطعام من خلال الإشارات التي ترسلها المعدة إلى المخ لتخبره عن هذه الرغبة، فما الكيفية بالنسبة للروح؟!! فهي كما أسلفنا تحتاج للغذاء، وعندما يكون هناك نقص في غذائها فإنها ترسل إشارات عصبية إلى دماغ الإنسان تشعره بنوع من الحزن والملل والاكتئاب، وعندما تصل هذه الإشارات إلى الإنسان فإنه يختار لنفسه الطعام من قائمة عريضة من الأغذية الروحية، فالبعض قد يغذي روحه بالتنزه، والبعض الآخر باستماع الموسيقى، وآخرون بمجالسة صديق، وغيرها الكثير من الخيارات النافعة والضارة، ولكن هل هذه أغذية حقيقية لأرواحنا؟ يعتمد الجواب على نوعية الغذاء المختار، فحين نغذي أرواحنا بالمسليات والملهيات الدنيوية المحفوفة بالشهوات والمغريات فإن ذلك ليس غذاء أبدا. قد يقول أحدهم: إذا كان الجواب ان كل تلك الأشياء ليست أغذية حقيقية، فلماذا يزول الكدر والحزن عندما نمارس ما نعتقد انه يجلب السعادة لنا، أو ما تسميه انت غذاء لأرواحنا، خاصة وانك تقول ان علامات حاجة الروح للغذاء الحزن والكدر وغيرها، وقد زالت كل تلك العلامات؛ مما يدل على انها اغذية حقيقية ومناسبة لارواحنا البشرية؟؟. |
![]()
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |