Friday 26th March,200411502العددالجمعة 5 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

عن الغربة وما حملته أشجاني عن الغربة وما حملته أشجاني
وسيلة محمود الحلبي - عضو جمعية هيئة الصحفيين السعوديين / كاتبة ومحررة صحفية



وعندي من الأشواقِ ما لو أَذْعتَهُ
على الناس قالوا قد عراه جنونُ
هيامٌ وسقمٌ وانتحابٌ ولوعةٌ
ومَنْ حاكه هَذا فكيفَ يكونُ

بورك قائل هذه الأبيات..حقاً ما أشد قسوة الزمان، فالبعد نار، والاغتراب أشجان وآهات ودموع وسهر وأرق...
كتب علينا الاغتراب، ولكنك يا دمشق في القلب قابعة، في الفكر ماثلة، في المشاعر حاضرة، كتب علينا الاغتراب، ولكن يا دمشق ربما تحتوين من ماضٍ عريق، وحاضر مشرق تبقين عشقي الوحيد، وياسمينك الدمشقي سيبقى يدغدغ مشاعري برائحته العطرة، وبساتينك الغناء ستبقى ملاذي، وبردى العاشق الصامت الذي طالما عشنا حول ضفافه، وكم تغنينا بأمواجه، وخرير مياهه وكم قضينا أجمل الأمسيات وأروع السهرات معه.
كتب علينا الاغتراب.. وتبقين يا فيحاء في العين ساكنة، وفي الدماء جارية، وسنبقى نردد معاً أغنية عشقٍ أبدية لا تنتهي.
كتب علينا الاغتراب وتبقين يا (عين الفيجة) أروع ماءٍ سلسبيل شربته، وأعذب قطراتٍ روتني ، كتب علينا الاغتراب.. وستبقى يا (سوق الحميدية) رمزاً للخلود والبقاء وجمعاً للأحبة من كل مكان..
كتب علينا الاغتراب وستبقى يا (جامع الأموي) فخراً وعزاً وتاريخاً دينياً قوياً يملأ كياني إيماناً وقوة ونفسي عزيمة.. فمآذنك الجليلة تصدح فيها صبح مساء كلمات تدخل الفؤاد (الله أكبر.. الله أكبر) تخترق عنان السماء.. تجلجل في كل الأنحاء.. تقشعر لها الأبدان.. خشوعاً وخوفاً لرب الأديان.
كتب علينا الاغتراب.. وتبقين يا شام حضناً لكل الأحباب، وبلسماً لكل الجراح،وموعداً للأفراح.
كتب علينا الاغتراب.. وفيك يا شام أهل أعشقهم كرام.. أحبهم، أشتاقهم ، أدين لهم بالكثير وحياتي بفرقاهم باتت أتراحاً.
كتب علينا الاغتراب.. وأنت يا شام تنعمين بصحبة الأخيار.. ففيك عشيرتي.. ومثوى الأحبة، وفيك طفولتي وصباي وكل الأوفياء.. وستبقين يا شام بيتي الأول، وعشقي الأول والآخر وتبقى بيوتك بيوت الكرم والعز وستبقين قوية لا تهتزين، وعزيزة لاتنضامين، وستبقين بلسماً لكل الأحباب، ودواءً لكل الجراح...
وأقول للشام وأهلها:
أهلاً وسهلاً بكم أهلي وخلاني ، سكنتم في حنايا قلبي ووجداني.
هذي القوافي أتتني تنتشي فرحاً، وحدثتني حديثاً دون إعلان.
وخاطبتني بصوت الحب قائلة دمشق أنت بيتي وعنواني
شآم قافيتي، والحلبي أغنيتي، والعاشق أشجاني وتحناني، لا.. لا تلمني عذولي حين أعشقهم وهل يلام الفتى في عشقِ أوطانِ.
فارقتهم مرغماً فالمجد يطلبني وللمعالي حديث مع صمِّ آذاني .
ودعت فيهم أحباباً ذكرُهم عطر، وذكريات بها كانت لخلاني..
ودعتهم لكنما في القلب مسكنهم، فالله يحفظهم من كل عدوان.
البعد موجعٌ، والأحباب قد بعدوا، وتكسرت فيَّ بحور العشق عيدان.
بلغيهم يا طيور الروض أشواقي من أحمد لعدنان ..
بلغيهم أني جدُ عاشقٌ لعائشة حتى أم حسان..
أدركي يا طيور الروض منزلنا ورفرفي حوله بكل تحنانِ، وأسمعيه قصائد حبٍّ عارمةٍ عن الغربة وما حملته أشجاني..
زقزقي يا طيور الروض فيه وعشعشي بداخل كل عنوانِ.
بيوت الشام رب العرش حافظها ففيها الخير لكل قاصٍ عنها ودانِ .
دندني بقرب الأحباب في طربٍ واسقني ماءً نميراً من بئر اخواني.
كتب علينا الاغتراب ...
كتب علينا الاغتراب..
كتب
علينا
الاغتراب فأبكاهم وأضناني..
* لحظة دفء للشاعر نزار قباني


إني أحبك حينما تبكينا
وأحب وجهك غائماً وحزينا
الحب يصهرنا معاً ويذيبنا
من حيث لا أدري ولاتدرينا
تلك الدموع الهامات أحبها
وأحب خلف سقوطها تشرينا
بعض النساء وجوههن جميلة
وتصير أجمل عندما يبكينا

للتواصل: تليفاكس 012317743


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved