Saturday 27th March,200411503العددالسبت 6 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

جداول جداول
طلابنا اليوم ومنافسة (مخضوبات البنان)
حمد بن عبدالله القاضي

** ترى إلى ماذا سوف يقودنا هذا الترف الذي نعيشه، وإلى ماذا سوف تؤدي إليه عدم الجدية التي يعيشها الطلاب والشباب؟
هؤلاء الشباب الذي ينافسون مخضوبات البنان في نعومة الأيدي ورقة الأجساد.
لقد روى الأستاذ الأديب عبدالله بن حمد الحقيل في مجلة مدينة الرياض قصة مؤثرة عندما كان يعمل في قطاع التربية والتعليم مديراً لثانوية اليمامة بالرياض عام 1380هـ أُهديها إلى الجيل الجديد، ليعرف ماذا كان يقوم به أسلافهم: (تسلمتُ إدارة مدرسة اليمامة الثانوية بالرياض عام 1380هـ، وابتدأ العمل بتسلمي المبنى الجديد في المربع، وهو لم يكتمل بعد؛ إذ لم تركب الأبواب، وفيه بعض الآبار لم تدفن، كما أن فيه كثيراً من مخلفات البناء لم ترفع. وراجعت الوزارة، وطلبت من المقاول إكمال عمله، فلم يستجب، وقررت الاعتماد على الله ثم على الجهد الذاتي، وبدأت العمل من داخل المدرسة، فاخترت مجموعة من الطلاب من ذوي السواعد القوية لردم الحفر والآبار، وطلبت المساعدة من أمين مدينة الرياض آنذاك الأمير فهد الفيصل بواسطة أحد أبنائه الذين يدرسون في المدرسة، وكان رجلاً شهماً؛ فقد بعث سيارة «قلابي» وبها مجموعة من عمال البلدية، ومعهم «زنابيل ومساحي»، ولم يكن هناك «شيولات» ورافعات كما هو اليوم، فعملنا معاً في إزالة المخلفات وتسوية الأرض ودفنها وإصلاحها، وكنا نحضر بعد صلاة العصر ندفن الآبار ونملأ البراميل بالرمل، ثم نرص بها الأرض...)
الله..!
عندما قرأتُ هذه التجربة التي نقلها المربي الحقيل تساءلت: هل هذا تم في مدرسة سعودية، وهل هم طلاب سعوديون؟ ثم تذكرت أن هذا تم قبل سنوات طويلة قبل أن يدخل طلابنا عالم الدلال والترف، وينشأ في الحلبة وهو في الجدية غير خبير.
إلى سنوات معدودة كان هناك طلاب سعوديون يدفنون الآبار، ويرفعون مخلفات البناء، ويصلحون الأرض، ويكملون العمران، ويركبون الأبواب!.
ليس هذا حلماً..!
لكن يكون حلماً لو طلبنا من طلاب اليوم أن يعملوا 10% مما قام به زملاؤهم طلاب الأمس.
إن الترف لا يبني الأمم.
إنما يبني الأمم العمل والعطاء والجدية والصبر، وهذه القيم لا تؤسسها النظريات، وإنما تصنعها حبات العرق، وعطاء الميدان.
.. ولا عزاء للحياء..!
كدتُ لا أصدق عينيَّ وأنا أقرأ هذا الخبر الذي نشرته صحيفة الاقتصادية خلال الفترة الماضية، والذي أشارت فيه إلى وجود أنواع من البخور في أسواقنا للبيع بأسماء تخدش الحياء فعلاً.. تصوروا من بين هذه الأسماء اسم (بوسني)، واسم آخر (المسني)، وثالث باسم (اسمح لي)..!
السؤال الكبير برسم الحياء..!
هل الجهات الرسمية بوزارة التجارة وهيئة الأمر وغيرها تعلم بذلك؟!
عيب أن تجد هذه الأسماء في أسواقنا، إنه يجب مصادرة هذه البضائع، فالذي يبدو أنه ليس الهدف من بيعها التجارة.. ولكن شيء آخر..!
ولا عزاء للحياء..!
آخر الجداول
للشاعر طاهر زمخشري:
حسبي من الحب أنِّي بالوفاء له
أمشي وأحمل جرحاً ليس يلتئم

ف 014766464


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved