Saturday 27th March,200411503العددالسبت 6 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المنشود المنشود
مخالصة نهائية
رقية الهويريني

بعد نشر مقال (فسخ وكالة) الذي تم التطرق فيه إلى قيام بعض الأشخاص بعد قرار فسخ الوكالة لمن أوكلوا لهم إدارة أعمالهم أو مصالحهم بالتشهير بهم على مشهد من الملأ وعبر الصحف!! فاجأتني إحدى الصحف بإعلان يشكل ربع صفحة بخط صغير مع هامش كبير يقول الإعلان: (تتقدم شركة... السعودية القابضة بخالص الشكر والتقدير للسادة شركة (.. للاستثمار العقاري) على مشاركتهم لنا في مشروع مكة المكرمة. ونظراً لرغبة جميع الأطراف لإنهاء الشراكة بشكل أخوي، فإننا نثمن للجميع مواقفهم المشرفة التي أكدت نبل شخصياتهم والثقة والمسؤولية التي يتمتعون بها! وبذلك يكون المشروع خاصاً بشركة (.. السعودية القابضة) سائلين الله العلي القدير أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه) انتهى.
ويأتي هذا الإعلان المهذب بعد إعلان فسخ الوكالات التي يندى لها الجبين بعد نشوء خلاف أو حصول أخطاء من الشخص الموكل له العمل، أو في حالة الشراكات!! وما يصاحب ذلك من تشهير بالآخرين دون مراعاة للمرء (المشهر به) والذي يرتبط- بلا شك - بأسرة وأبناء وأصدقاء وجيران، وما يثيره هذا التشهير من كراهية وبغضاء وأحقاد بين أفراد المجتمع، ولما لذلك من تأثير سلبي في تعامل الناس مع بعضهم وفقد للثقة، كما أن له وقعاً نفسياً مؤلماً على الشخص المشهر به حين يجهز عليه بالتشهير بالصحف وإلحاق الضرر به وبأسرته!! إضافة إلى ما ظهر مؤخراً من تقليعة إنكار بعض القبائل لبعض أفرادها من الأسر والأشخاص أو ممن ينتمون لها، وما تبثه هذه الإعلانات من تصرفات شخصية غير مسؤولة، وأمور جاهلية حذر منها الإسلام وتجاوزها الفكر وعفا عليها الزمن!! فضلاً عما ينشر في مواقع الإنترنت وفيه يعمد بعض المشتركين فيها إلى القذف الصريح ببعض المسؤولين، سواء بالنيل من أعراضهم، أو التشكيك بذممهم، أو كشف خفاياهم، والدخول في مهاوي الشك، وإلقاء التهم بلا تثبت، وبث سموم البغض نحو أشخاص لم نكشف عن نواياهم أو قلوبهم. والله عز وجل ستر على عباده، فكيف بالقائمين على بعض الصحف وشبكات الإنترنت يثيرون الشبهات بلا تحمل أدنى مسؤولية، ثم نفقد بعدها الثقة فيما بيننا؟!
وليس أجمل ولا أروع من إنهاء الشراكة أو الوكالة بإرجاء الشكر والتقدير والامتنان، سواء نشر ذلك بالصحف أو تم بين الطرفين، وما يرمز لها من نبل أخلاق الشركاء أو أحدهما، وما يترتب عيه من تقدير الأوساط الاجتماعية والاقتصادية لهم وعلى السمعة الطيبة التي يجلبها مثل ذلك الاجراء.
وبقدر ما يسوء المرء أن يسمع ويقرأ عن فسخ وكالات وما يصاحبها من تشهير، بقدر ما نسعد حين نرى فض الشراكة أو إلغاء الوكالة مصحوباً بالشكر، بحيث يأتي على شكل مخالصة نهائية مع الاحتفاظ بالحقوق الأدبية والإنسانية للشركاء، وتذكر الحسنات والتجاوز عن السيئات والبعد عن التجريح، والنيل، والتشويه، والتشفي، لنسمو بأنفسنا نحو الكمال البشري الذي تدعو إليه شريعتنا، وتنادي به مثلنا وقيمنا وعاداتنا العربية الأصيلة.
ألا يمكن أن تقوم مع كل من نشأت بيننا وبينهم خلافات، أو علاقات، أو شراكة، بمخالصة نهائية بدلاً من إيقاد نار التشهير والتشفي ودخول من يزيد هذه النار وقوداً و.. لهباً؟!!

ص.ب 260564 الرياض 11342


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved