Saturday 27th March,200411503العددالسبت 6 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

جريمة شارون مفترق طرق جريمة شارون مفترق طرق
عبد العزيز محمد العجلان (*)

ليس من عادتي أن أكتب عن السياسة لأن اهتمامي وتخصصي هو هموم القطاع الأهلي بشكل عام والتجارة والصناعة بشكل خاص. وجريمة بحجم جريمة شارون أخرجتنا عن طورنا جميعاً، وإنني أجزم بأن ما في صدر هذا المجرم شارون من الحقد يوازي بل يفوق ما في صدور أكثر من 60% من الشعب اليهودي القاطنين في فلسطين المغتصبة، وهذه هي النسبة التي تمثل من أيدوا هذه الجريمة التي أشرف عليها هذا المخلوق الغريب والتي نشرتها الصحافة الإسرائيلية في اليوم التالي للجريمة، وفي نفس الوقت تكاد تقارب نسبة اليهود الذين انتخبوه، وبالتالي هم موافقون مقدماً على كل ما يقوم به من تصرفات.
إن اغتيال الشيخ الجليل أحمد ياسين رحمه الله رحمة واسعة هي جريمة بكل ما تحمل الكلمة من معنى وهي في نفس الوقت تعطي دلالة واضحة على ما تمثله الولايات المتحدة الأمريكية في دورها وموقفها إزاء هذه الجريمة وما تلعبه من دور كاذب ومخادع بعيداً عن كل الأخلاقيات والمواثيق والضمانات التي أعطيت لسلامة هذا الرمز المرحوم أحمد ياسين، وهذه حقيقة لا يختلف عليها اثنان في العالم العربي والإسلامي، خصوصاً بعد هذه الجريمة البشعة بحق هذا الشيخ الجليل المقعد الذي يمثل رمزاً لشعب مضطهد حرم من حقه في مقاومة الاحتلال، بل نعت بأبشع نعت وهو أنه قد تم مساواته بمن يمارس الإرهاب وهو الشخص الذي وهب نفسه للدفاع عن وطنه وعن مقدسات المسلمين.
إن هذه الجريمة هي في واقع الأمر إرهاب الدولة تحت بصر وأنظار العالم المتحضر أو من يدعي أنه متحضر، وإننا يجب أن نستخلص من هذه الجريمة العبر، بل أذهب أبعد من ذلك لأقول إنه يجب أن تكون مفترق طرق، فقد أعطت دلالة واضحة على ما يعيشه البعض من وهم السلام بل هي القشة التي قصمت ظهر البعير، وأجزم بأنه قد حان الوقت لأخذ الدروس والتجهيز للمستقبل بعد أن انكشفت النوايا بشكل واضح وأصبح تدمير الأمة هو هدف الأعداء والمسألة هي مسألة وقت ليس إلا، وأن ما يسمى خريطة الطريق وما سبقها من خرائط منذ سنوات عديدة إن هي إلا تسميات لتمرير الوقت لتنفيذ المخطط الرهيب في تدمير الأمة وأن الأمة الآن مطالبة بالوقوف وقفة رجل واحد وتغيير كل استراتيجياتها بما يتناسب وإمكانياتها لصد هذا المخطط الرهيب وأن الصدق مع الله سبحانه وتعالى هو العون لنا في كل شيء، وبعد ذلك نحاول كأمة واحدة إصلاح جبهاتنا الداخلية التي ستكون محور الارتكاز إلى الانطلاقة الجديدة، آخذين في الاعتبار الظروف العالمية الجديدة ومحاولة فرض واقع جديد وتقسيم العالم مرة أخرى.
وبالتأكيد فإن قلب هذا العالم النابض هو العالم العربي الذي يتميز بين دول العالم بخاصيتين مهمتين: الأولى العقيدة الإسلامية التي هي ثروتنا الحقيقية لأنها خط دفاع صلب ومنيع لا تغيره المادة ولا الشهوات ويستعصي على كل قوة، وبفقدان هذه العقيدة سنصبح مثل قطيع الأغنام عندما تضرب له الأجراس ليتحرك بإمرة رجل واحد لا هم له إلا شهوته ومعدته. أما الخاصية الأخرى فإنها ثروة النفط الذي لا يختلف اثنان على أهميته.
من هذا المنطلق يجب أن ندرك أن الهدف هو جعل المجرم شارون أو أي شارون آخر راعياً لهذا القطيع وليس أي شخص آخر غيره، لذلك يجب أن تكون هذه الجريمة التي اقترفتها يد شارون الملطخة بالدماء مفترق طرق.
رحم الله الشيخ الجليل أحمد ياسين رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وهو في واقع الأمر لم يمت أو كما قالت أخت فاضلة على إحدى القنوات الفضائية البارحة إن الشيخ ياسين ولد اليوم ولم يمت اليوم، وهذه حقيقة يفهمها من يفهمها ويجهلها من يجهلها. وختاماً أدعو الله سبحانه وتعالى أن يكتبه عنده من الشهداء وأن يجبر عزاءنا ويلهمنا الصبر والسلوان، إنه سميع مجيب.

(*) عضو مجلس الإدارة بالغرفة التجارية في الرياض


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved