Saturday 27th March,200411503العددالسبت 6 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
عندما يكون المرض عنواناً لصحوة الأمة
جاسر عبدالعزيز الجاسر

أظهرت احتفالات الذكرى الخامسة والعشرين لتوقيع اتفاقية كمب ديفيد، التي جرت في الكنيست الإسرائيلي بحضور شارون ورئيس الكيان الصهيوني كم هو السلام الموقَّع مع الصهيانية مزيف..!!
فالاحتفالات تمت بعد ثماني وأربعين ساعة من ارتكاب عصابات إسرائيل جريمة اغتيال الشيخ أحمد ياسين.. الجريمة التي دفعت الرئيس حسني مبارك (وحسناً فعل) إلى إلغاء مشاركة وفد مصري كان من المقرر أن يشارك في هذه الاحتفالات مكون من السفير المصري السابق في تل أبيب محمد بسيوني وأحد نواب مجلس الشعب المصري بعد أن رفض الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشعب المصري المشاركة بحجة المرض.
وكنت قد كتبت كلمة يوم الإعلان عن مرض الدكتور الفقي الذي جنبه السفر إلى تل أبيب، فمنذ الإعلان عن تكليفه برئاسة الوفد المصري رأفت لحال الدكتور مصطفى الفقي، إذ مجرد أن يلقي الفقي خطاباً أمام الكنيست فذلك يعني حرقه سياسياً.
فالفقي منذ أن كان مسؤولاً عن مركز المعلومات في الرئاسة المصرية قبل أن يزعج دور بعض مراكز القوى في مصر ويبعدوه سفيراً لمصر لدى النمسا، كان ولا يزال مفكراً مصرياً يمثِّل الأصالة المصرية العربية التي تمزج الواقعية بالالتزام المصري بدورها القومي القيادي وبذلك فإن ترشيحه لإلقاء كلمة مصر العربية أمام الكنيست في ذكرى الكمب ديفيد حرق للدور القومي الفكري العربي.
قبل أيام كنت في لقاء دبلوماسي مع بعض المفكرين المصريين والعرب وقلت لهم أخشى على الدكتور الفقي ما يدبر له من حرق للدور الفكري والقومي بإرساله إلى تل أبيب ليكون الوجه الآخر للسادات..!!
وفرحت كثيراً لمرض الدكتور مصطفى الفقي الذي جعله يتخلف عن الذهاب ليكون بديلاً للسادات بعد خمسة وعشرين عاماً..!!
الدكتور مصطفى الفقي لم أسعد بأن التقى به، رغم زياراتي الكثيرة للقاهرة، إلا أنني التقي به كثيراً أسبوعياً سواء من خلال المقابلات التلفزيونية أو كتاباته في الصحف، وهو ضمير المفكرين والكتَّاب الصحفيين العرب، ووقوفه أمام الكنيست الإسرائيلي شهادة فكرية قومية عربية لهذا المسخ البشري والحمد لله أن يكون المرض مخرجاً لأن تصبح الأمة في صحوة فكرية..!!
أما الصفعة التي كانت أكثر إيلاماً للصهاينة فهو قرار الرئيس حسني مبارك إلغاء سفر أي وفد مصري للمشاركة في احتفالات السلام الزائف بعد أن تأكَّد غدر الإسرائيليين.
فالإسرائيليون وكما أثبتت جريمة اغتيال الشيخ أحمد ياسين، يقتلون القتيل ويمشون في جنازته.. فها هم يقتالون السلام ويحتفلون في ذكراه..!!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved