Saturday 27th March,200411503العددالسبت 6 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

يارا يارا
مشروع المليون دولار
عبد الله بن بخيت

إذا أردت أن تشارك إخواننا اللبنانيين والعرب في حلب مواطنيك فلدي اقتراح سوف يدر عليك ملايين. مشروع سهل ولكن يشوبه بعض الحساسية الأخلاقية. حساسية ليست بالدرجة التي تجعلك تتنازل عن أساسيات ضميرك، يعني تقدر تقول أقرب إلى المخوة أو الضريبة أو الإتاوة.
بادئ ذي بدء ستلاحظ بعد أن انتهت البرامج الحلابة التي تعتمد على البنات لورا ورزان إلخ من مدغدغات العواطف اللهابة بدأت البرامج التي تضرب على المستوى الوطني، يقال إن ستار أكاديمي حقق ملايين الدولارات من المكالمات وتسعون في المائة منها خرجت من جيوب مواطني المملكة العربية السعودية طبعا لن يعزيك أن هذه القنوات في النهاية هي قنوات سعودية وأن أموالها ستعود مرة أخرى إلى وطنك، فالقرش الذي يخرج من المملكة لا يعود إليها أبدأ بغض النظر أين تودع ومن يودعها في البنوك العالمية هذا لا يعنيك، لأنها ببساطة لن تعود إلى المملكة مرة أخرى، وطالما أنك لا تستطيع أن تمنع خروج الفلوس فعلى الأقل يمكن أن تأخذ نصيبك منها.
قبل أفرد أمامك فكرة المشروع سأضعك في الصورة العامة للمشروع من الناحية الأخلاقية..
سأعطيك قصة صغيرة وبناء عليها حدد موقفك الأخلاقي لأن ما يجري في هذه القصة يشبه أخلاقياً ما سوف تفعله في مشروعنا هذا.
أخوان اثنان ذهبا للحج مع والدهما، قام أحدهما (الصغير) بالضحك على حاج تركي وسلب منه خمسمائة ريال وراح فرحاً وأخبر أخاه.تحرك ضمير الأخ الأكبر وطالبه أن يعيد الفلوس للحاج فوراً فهذا حرام بكل المقاييس، ولكن الحرامي الصغير أصر على الاحتفاظ بالفلوس، وعندما يئس الأخ الأكبر وتأكد أن أخاه لن يعيد الفلوس إلى التركي وسيحتفظ بها قال: إذاً عطني نصها وإلا علمت أبوي.
الآن موقفك من الحلابين اللبنانيين هو موقف الأخ الأكبر من فلوس التركي، هل ترى أصبح الأخ الأكبر شريكاً في الجريمة أم أنه أصبح شريكاً في الفلوس؟ فقط، قرارك هنا هو قرارك هناك.
المشروع هو أن تؤسس معهداً أو منظمة لقياس الرأي والتصويت، وهذا النوع من المعاهد موجود في كثير من دول العالم، تلجأ إليها المؤسسات والمنظمات الحكومية لدراسة المواقف واتجاهات الرأي، كما أنه في الوقت نفسه يؤثر بدراساته التي ينشرها على الرأي العام، والنقطة الأخيرة هي مربط الفرس بالنسبة لمشروعك. ما عليك سوى أن تتابع البرامج الجماهيرية الحلابة وغير الحلابة وتعمل على جعل صوت منظمتك مسموعاً بين المواطنين، وبذلك تؤثر على عملية التصويت، فمثلاً إذا بدأ التصويت في برنامج كستار أكاديمي تجعل صوتك عالياً وتتابع العملية وتوجهها عبر الإعلانات والبيانات. أنت تعلم أن كل الذين يصوتون هم في الواقع من الناس العاديين والبسطاء يسهل التأثير عليهم عاطفياً أو وطنياً، بالمتابعة تصبح أنت جهاز تحكم في كمية التصويت، عندئذ سوف يأتيك الحلابون من أصحاب البرامج ويتفاوضون معك لكي تكون آراء معهدك إيجابية لصالح برامجهم عندها تفرض إتأوه عليهم، وهي نسبة صغيرة من الدخل، لاحظ لو تتفاوض على خمسة في المائة فقط خرجت بمليون دولار، الآن نفس السؤال السابق نعيده مرة أخرى: هل أنت الآن شريك في النهب أم أنت شريك في الفلوس فقط؟ القرار يعود إليك.

فاكس 4702164


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved