تتطاير الأشلاء.. وتسيل الدماء.. وتهتف الأصوات أن لا إله إلا الله.. صورة لن يمحوها التاريخ.. ومشهد حفر خندقاً في قلوبنا.. يوم أن فاضت روح الشهيد شيخ المجاهدين أحمد ياسين الى بارئها.. {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}.. بعد سنين تاقت فيها نفسه للشهادة.. يلقى ربه في يوم الاثنين.. يوم تعرض فيه الاعمال على الله.. بعد أن سالت دماءه الزكية على الأرض المباركة..
كل من يموت لا يتمنى الرجوع الى الدنيا.. إلا الشهيد، فإنه يتمنى أن يعود فيقتل مرة أخرى لما يرى من كرامة الشهداء.. هذا ما أخبرنا عنه رسولنا صلى الله عليه وسلم.
نعم.. لقد ضرب ابن ياسين المثل العظيم في تحدي العدو.. وتحدي مصائب الحياة.. يوم ضرب المثل لأمة اليائسين أنه لابأس مع الإيمان..
ويخرج في غلس الليل.. وهو مقعد ومستهدف للاغتيال.. ولكن.. شوقه للصلاة ونداءات حي على الصلاة حي على الفلاح.. أبت إلا أن تجعل نفسه تسابق جسده للمسجد.. وهي صورة مضيئة في حياة شيخنا لشباب اليوم.. يوم أن ضيعوا الصلاة.. وتركوا الجماعة.. ونسوا أن هناك رقاداً طويلاً في قبورهم.. نعم والله.. سيبقى شيخنا نبراسنا يضيء صفحات تاريخ أمتنا..
عز وإباء.. جسور في الحق.. قوي الحجة.. بطل دافع عن دينه.. وحرك شعبا بأكمله وهو لا يستطيع تحريك أطرافه.. لقد قال الشيخ قبل استشهاده بأيام بأنه هو ومن معه مشاريع شهادة.. فهنيئا لك اليوم تمضي شهيدا أنت ومن معك.. ومستعدون للقاء ربكم إن شاء الله.. هنيئا لكم حين تلقيتم الموت بأسمى ما يكون.. ليرقص الحقير القرد شارون والمجرمون فرحاً.. نعم.. ستلقاهم قريبا.. وقريباً جدا فربك ذو العزة والجلال يقول {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ}.
وكل قطرة من قطرات دمك.. سيدفعون ثمنها غاليا.. غالياً جداً..
نسأل الله ان يجعل رحيلك وموتك يقظة لأمتنا.
| 
