الأولوية للتضامن

الأزمة القائمة حالياً والناجمة عن قرار تونس إرجاء القمة تهدد بشرخ عربي أكبر من خلال الاستقطاب لهذا الجانب أو ذاك، ولن تساعد هذه الحالة السلبية بأي حالٍ من الأحوال الوضع العربي المحاصر والمهدد الذي يعاني ضعفاً شاملاً .. مثل هذه الحالة لن تساعد الجهود الرامية لعقد قمة أخرى.
والمأمول أن تتركز الجهود على لم الشمل بدلاً من التركيز على كسب المناصرين لهذا المعسكر أو ذاك طالما أن السعي للقمة يستهدف تعزيز التضامن باتجاه إطلاق أعمال مشتركة.
ويبقى من المهم في كل الأحوال الوصول إلى حالة من التضامن والتوافق يمكن من خلالها مواجهة التحديات القائمة.
وقد كان جديراً بالملاحظة عقب الإعلان عن إرجاء القمة حالة الارتياح التي أعربت عنها إسرائيل حيث قالت صراحةً إنها مع كل ما يفرق بين العرب.
ومهما يتحقق من قدرٍ من التضامن فإنه يكفي لتذكير إسرائيل انها لا تستطيع أن تفعل كل ما تريد، علاوة على أن القدر اليسير من التضامن ينبئ دائماً بإمكانية تطويره إلى حالة أقوى من التضامن، ويومها فقط يمكن الحديث عن عمل عربي مشترك فاعل يستطيع أن يتصدى بكل قوة للتحديات بدءاً من غطرسة إسرائيل مروراً بمظاهر الهيمنة الأجنبية في المنطقة وصولاً إلى ملامسة ومباشرة التخلص من مظاهر التخلف العربي في اللحاق بالكتل الدولية التي تستشرف آفاقاً رحبة من التطور ورفاهية شعوبها.
ويمكن إنجاز الكثير بطريقة عملية من خلال التوافق على آليات للعمل في الجامعة العربية تستجيب لمقتضيات الواقع وتلبي حاجة الدول الأعضاء في التطوير، فنظام اتخاذ القرارات في الجامعة هو مثل طيب لأهمية إجراء تغيير يتيح تمرير رأي الأغلبية مع احترام رأي الأقلية بالطريقة التي يتم التوافق عليها.
كما يبقى من المهم دائماً الاحتكام إلى بنود النظام ومقتضياته ما ظل هذا النظام قائماً إلى أن يتم تحديثه وتطويره.