Friday 9th April,200411516العددالجمعة 19 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لكم تطلعنا لإنشاء مثل هذا المجمع في بلادنا لكم تطلعنا لإنشاء مثل هذا المجمع في بلادنا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
سرني ما قرأت في عدد الجزيرة ذي الرقم 11478 الصادر في يوم الخميس 20 محرم 1425هـ والذي يفيد بأن معالي الدكتور أحمد بن محمد الضبيب- عضو مجلس الشورى- كشف عن إنشاء المجمع اللغوي بالمملكة، والذي يتخذ من العاصمة الرياض مقراً له، مشيراً إلى أن مجلس الشورى قد درس تفاصيل نظامه الأساسي ورفعه لمقام مجلس الوزراء للنظر فيه وأخذ الموافقة النهائية بشأنه، وينتظر صدور قرار بذلك، وقد جاء ذلك خلال حديثه مساء في ثلاثية الشيخ محمد المشوح التي حملت عنواناً(المجامع اللغوية العربية- الأهداف والنتائج).وأقول: لكم سرنا هذا الخبر معشر محبي اللغة العربية والمتخصصين فيها، والغيورين عليها، ولكم تطلعنا إلى إنشاء مثل هذا المجمع في بلدنا والذي نأمل أن يضم الفحول من أهل اللغة والأدب للنظر في لغتنا والمحافظة عليها، ووضع البدائل للألفاظ الأجنبية التي بدأت تشيع على الألسن.إن لغتنا العربية لغة غنية قادرة على مواجهة التطورات وقادرة على استيعاب المتغيرات وقادرة على التعامل مع كل جديد.. القصور ليس في اللغة العربية، القصور متحقق فينا نحن، في الجمود والتقوقع الذي تعاني منه مجامع اللغة العربية، وفي عدم التنسق فيما بينها، وفي ضعف صوتها، وفي القرار السياسي الكامن خلفها.. نحن في حاجة إلى مجمع لغة عربية شاب فتي، تلتقي فيه الطاقات الشبابية المخلصة مع الطاقات ذات الخبرة، ليكون التعريب ناضجاً ملائماً للعصر، قابلاً للتداول، يقوم بمهام عظمى تخدم لغتنا العربية، فمن ذلك ما يلي:
أ- المحافظة على سلامة اللغة العربية، وجعلها وافية بمطالب العلوم والآداب والفنون وملائمة لحاجات الحياة المتطورة.
ب- النظر في أصول اللغة العربية وأساليبها، لاختيار ما يوسع أقيستها وضوابطها، ويبسط تعليم نحوها وصرفها، وييسر طريقة إملائها وكتابتها.
ج - دراسة المصطلحات العلمية والأدبية والفنية والحضارية وكذلك دراسة الأعلام الأجنبية، والعمل على توحيدها بين المتكلمين بالعربية، ووضع المعاجم.
د- بحث كل ماله شأن في تطوير اللغة العربية والعمل على نشرها.
هـ - بحث ما يرد للمجمع من موضوعات تتصل بأغراضه السابقة.
وهذا ما نتطلع إليه بعد إنشاء مجمع اللغة العربية في مدينة الرياض، وكم يحدونا الأمل أن توسع مجمعاتنا اللغوية من دخولها في عالم التقنية المعلوماتية والاتصال السريع، وتستفيد منها في خدمة لغتنا العربية، ولقد سرني ما قرأت في إحدى الصحف بأن المجمع اللغوي بالقاهرة يواصل أخذه بأسباب ذلك في ظل سياسة تطويرية شاملة من أجل مواكبة العصر وملاحقة مستجداته.. وتهدف خطته إلى الإفادة من أجهزة الكمبيوتر في مجمل أعماله وتطوير الأداء من خلال التكنولوجيا المتقدمة، مع الارتباط بشبكة المعلومات الدولية الإنترنت ومراكز المصطلحات العالمية وإتاحة استخدام الأقراص المدمجة في عمل المجمع وطرح أعماله عن طريقها للجمهور المستفيدين.وأكثر ما يسترعي اهتمام أهل اللغة أن تقوم مثل هذه المجامع بإعداد معاجم لغوية تكون مصدراً يمتح منه الناس ما يروي ظمأهم، ويكون مرجعاً لهم يستأنسون به، ولقد كان مجمع اللغة العربية في القاهرة ذا يد طولى في هذا المجال، حيث عني المجمع على تاريخه بإصدار معجم ألفاظ القرآن الكريم والمعجم الكبير(أكبر معاجم اللغة العربية) والمعجم الوسيط والمعجم الوجيز وغيرها، فضلاً عن إصدار المعاجم العلمية المتخصصة مثل معجم الجيولوجيا ومعجم الفيزيقا النووية والإلكترونية ومعجم الفيزيقا الحديثة ومعجم الحاسبات ومعجم المصطلحات الطبية ومعجم الرياضيات والمعجم الجغرافي والمعجم الفلسفي ومعجم ألفاظ الحضارة والفنون ومعجم علم النفس ومعجم الهندسة ومعجم القانون ومعجم الهيدرولوجيا. ويعنى المجمع اللغوي بإصدار كتب ومراجع متخصصة في أصول اللغة والألفاظ والأساليب فضلاً عن مطبوعات خاصة ومجلة دورية بشأن جهود وبحوث المجمع، كما يهتم بتحقيق التراث العربي وتنظيم المؤتمرات والندوات البحثية والعلمية والمحاضرات المجمعية بشأن توحيد المصطلح العلمي وتيسير النحو التعليمي وتحقيق الازدهار للفصحى وخلافه.. وينظم مجمع اللغة العربية مسابقتين سنويتين، إحداهما في الأدب والأخرى في إحياء التراث العربي.
أخيراً أقول: إن احترام اللغة في أي مكان في العالم يدل على انتماء ووعي وفهم من أصحاب هذه اللغة، ولذلك نجد الدول المتقدمة تحرص على لغاتها أكثر من حرصنا.. حتى لكأنك تحس بأن الاهتمام باللغة يحتاج إلى قرار سياسي.. لا يساورني شك في أن ضعف الاهتمام باللغة العربية قصور في الوعي واستهانة بموروث الأمة وخذلان لمقدراتها.

عبدالله بن خليفة السويكت
مشرف اللغة العربية في إدارة
التربية والتعليم في محافظة الزلفي


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved