Sunday 11th April,200411518العددالأحد 21 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لويس التاسع يبدأ غزو الشرق باحتلال دمياط لويس التاسع يبدأ غزو الشرق باحتلال دمياط

في مثل هذا اليوم 21 صفر من عام 647 للهجرة، سقطت مدينة دمياط المصرية في يد (لويس التاسع) ملك فرنسا، وقائد الحملة الصليبية السابعة على مصر، والتي كانت مقدمة لغزو الشام والاستيلاء على بيت المقدس. وقد مُنيت الحملة على مصر بهزيمة كبيرة في معركة المنصورة، ووقع لويس التاسع في الأسر.
ففي سنة 642هـ (1244م) أصيب لويس التاسع بمرض شديد، وانتظر المحيطون به خبر موته في أي لحظة، غير أنه في إحدى إفاقاته نذر إذا أنجاه الله من مرضه ليخرجن على رأس حملة صليبية من فرنسا، لغزو الأراضي المقدسة، واسترداد بيت المقدس من المسلمين.
وللوفاء بنذره، شرع في التجهيز والإعداد للحملة التي لقيت ترحيبًا من البابا حيث أعلن عن تأييده لها وحض الناس على الاشتراك فيها، واختار لويس قائدًا لها. وعقد الملك لويس مجلسًا عامًّا في باريس في خريف سنة (643هـ - 1245م)، وأخذ العهود والمواثيق على الراغبين في الانخراط في الحملة، وبدأ بنفسه؛ فكان أول من أدرج نفسه في سجل الحرب الصليبية، وتتابع الأمراء في الاقتداء به. وسرت الحماسة بين الفرنسيين للسير في ركاب لويس، وتدفق المتطوعون من أنحاء فرنسا، وتزايدت أعدادهم يومًا بعد يوم.. ودبر الملك لويس المال اللازم لتجهيز الحملة وإمدادها بالمؤن والعتاد من الضرائب والتبرعات التي قدمها الأمراء والنبلاء وكبار التجار في أوروبا. واستأجر لويس التاسع عدداً من السفن من جنوة ومرسيليا لحملته، وقام بشراء جميع ما تحتاج إليه الحملة رحل الملك لويس التاسع من باريس في (20 من ربيع الآخر 646 هـ - 12 من أغسطس 1248م).
ومكثت الحملة في قبرص زهاء ثمانية أشهر منذ أن حلّت بها في (27 من جمادي الأول 646هـ - 17 من سبتمبر 1248م) قبل تحركها، وفي أثناء هذه المدة استقر رأي لويس ومَنْ معه على ضرورة الاستيلاء على مصر، لدورها الحيوي في ضرب الصليبيين في الشام، كما أن الاستيلاء على دمياط يعطيهم فرصة استغلالها للمساومة بالقدس، في حالة إذا ما عرض السلطان (الصالح أيوب) سلطان مصر شروط الهدنة والصلح.
علم الصالح أيوب سلطان مصر بأخبار الحملة الصليبية وهو في بلاد الشام من الإمبراطور الألماني (فريدريك الثاني)، الذي كان على علم تام بكثير من تفاصيل مشروع الحملة، وكانت تربطه بسلطان مصر علاقات طيبة؛ فأرسل رسولاً ليحذر الملك الصالح.
وتحرك الملك الصالح بسرعة على الرغم من مرضه، فغادر دمشق محمولاً على الأكتاف في مِحَفَّة، ونزل بأشموم طناح التي تُسمى الآن (أشمون الرمان) بمركز دكرنس التابع لمحافظة الدقهلية بمصر، وذلك في (3 من صفر 647 هـ - 18 من مايو 1249م)، وجعل من هذه البلدة الصغيرة معسكره الرئيسي، ومركز عملياته الحربية. بدأ السلطان في الاستعداد لمواجهة العدو، فعمل على تحصين المدينة؛ لعلمه أنها كانت هدف الصليبيين في حملاتهم السابقة، وتزويدها بالمؤن والعتاد، وأرسل إليها جيشًا إلى البر الغربي لدمياط حتى يكون في مقابلة الصليبيين عند وصولهم إلى الشاطئ المصري، ليحول دون نزولهم إليه، فعسكر تجاه المدينة، وأصبح النيل بينه وبينها. وصلت الحملة الصليبية إلى الشواطئ المصرية في صبيحة يوم الجمعة الموافق (20 من صفر 647 هـ - 4 من يونيو 1249م)، ونزلت إلى البر، وعلى رأسها الملك لويس التاسع في فجر اليوم التالي.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved