Sunday 18th April,200411525العددالأحد 28 ,صفر 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في ليلة الأوائل في ليلة الأوائل
الاحتفاء بأعمال وآثارعلاَّمة الجزيرة العربية بإثنينية خوجة

* جدة - صالح عبدالله الخزمري:
حمد الجاسر لم يزل حياً بأعماله الخالدة وإن كان فارقنا بجسده، الأعمار تقاس بالأعمال وليس بحساب السنين فكم من فَني ولم يترك من الأعمال ما يجعلنا نذكره.
اثنينية الوفاء لم تهمل هذه الأعمال الخالدة حيث أفردت لها أمسية فريدة احتفت بأعمال هذا العلامة بالتنسيق مع مركز حمد الجاسر بالرياض وكانت أمسية فريدة حيث لأول مرة تحتفي باعمال الراحلين وكذلك لأول مرة تأتي مشاركة عبر الهاتف ولأول مرة تحجب الأسئلة:
******
الشيخ حمد الجاسر
(سيرة ذاتية موجزة):
- هو حمد بن محمد بن جاسر ينتمي الى الكتمة من بني علي من قبيلة حرب.
- ولد سنة 1328هـ (1909م) في قرية البرود في إقليم السر بنجد.
- طلب العلم في الرياض، ثم انتقل الى مكة المكرمة سنة 1348هـ (1929م) ليلتحق بالمعهد العلمي السعودي، ثم عمل مدرساً في ينبع فقاضياً في ضبا.
- ابتعث في سنة 1358هـ (1939م) إلى كلية الآداب بجامعة القاهرة لكن ظروف الحرب العالمية الثانية اجبرته على العودة.
- اصبح أول مدير لكليتي الشريعة واللغة العربية نواة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، ثم معتمداً للمعارف في نجد وأسس مكتبة العرب في الرياض.
- أنشأ أول مطبوعة صحفية (اليمامة) في الرياض، وكون مع آخرين مؤسسة اليمامة الصحفية.
- أسس في عام 1386هـ (1966م) دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر واصدر مجلة (العرب).
- صار عضواً في المجامع اللغوية والعلمية العربية.
- منح جائزة الدولة التقديرية في الأدب (1404هـ - 1984م) وجائزة الملك فيصل في الأدب (1416هـ - 1996م) ووسام الملك عبدالعزيز (1417هـ - 1997م).
- ومنحته جامعة الملك سعود درجة الدكتوراة الفخرية (1416هـ - 1996م).
- نال جوائز علمية عربية أخرى.
- خلف تراثا بحثياً علمياً مطبوعاً غزيراً.
- توفي يوم الخميس 16-6-1421هـ - 14- 9-2000م) وأسس ذووه ومحبوه مؤسسة ثقافية خيرية تحمل اسمه.
ألقى الشيخ عبد المقصود خوجة كلمة قال فيها:
يطيب لي أن أرحب باسمكم جميعاً بضيوفنا الأفاضل الذين شقُّوا اجواز الفضاء من الرياض لإسعادنا بصحبتهم الماجدة، (في أمسية مميزة) تشكل علامة فارقة في مسيرة اثنينيتكم التي تخطر في عامها الثاني والعشرين.. فما أسعدنا اليوم بهذه الوجوه التي تفيض بشراً.. فكم تألقت بمصافحة وجه علامتنا الجليل الشيخ حمد الجاسر (رحمه الله) (الذي نحتفي بأعماله وآثاره هذه الأمسية)، فكما تعلمون أن (الاثنينية) قد دأبت على تكريم الرواد والمبدعين في مجال الكلمة (وغيرها من مجالات العطاء الإنساني وهم يتنفسون عبير الحياة بين محبيهم)، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تكريم أحد أعلامنا بعد رحيله إلى جوار ربه، (وهي بداية أحسب أنها تصب في قناعة الأعمال الحسنة). التي آمل أن تتواصل لتحظى (الاثنينية) بتكريم علم من الراحلين في كل موسم، وأثق في أنكم توافقونني، أن هذه التوجه سوف يؤدي تدريجياً إلى سد ثغرة، اخذت تتسع في سعينا لتوثيق مسيرة بعض الرجال الذين أسهموا بجهد مشكور في حركتنا الثقافية والفكرية، إلا أن سبق آجالهم (رحمهم الله) لتكريمهم من خلال الأثنينية، أحدث هذا الشرخ الذي سيتم رأبه في المستقبل إن شاء الله.
واسمحوا لي ايها الأحبة أن يكون حديثي عن المحتفى به في هذه المسيرة من زاوية مختلفة، لأن الأمسية في مجملها غير عادية، فلن أتناول آثاره الأدبية والعلمية، ولا كتب التراث التي حققها، ولا نشاطه الصحفي.. الخ. ولكني ببساطة سأغوص في ذكرياتي مع الراحل المقيم. متكئاً في ذلك على دفء رصيد أعتز به من الرسائل الخاصة، التي تبادلناها بشغف كبير رغم شواغله التي تعلمونها، وانتزعنا سويعاتها التي لا تقدر بثمن من غول الوقت الذي يلتهم كل شيء بلا رأفة.. فكانت حصيلتها ولله الحمد برداً وسلاماً، ووابلاً هتوناً، أحيا مواسم الجفاف والتصحر، وحسُّوناً غرد في وقت يحمد فيه الصممُ.
لقد جاءت محطة تكريم علامتنا الجليل منذ بدايات هذا المنتدى، ولكن جدَّنا العاثر أبى ذلك، وكان اعتذاره عن لقائكم لطيفاً كعادته (رحمه الله) في كريم تعامله مع الجميع، فهو يقول بتاريخ 10- 5-1408هـ الموافق 28-3-1988م، (ما أشوقني إلى ذلك المجلس، وما أشد تطلعي أن أشاهد البشر والابتسام... إلا أنني أعيش هذه الأيام تحت رحمة الأطباء في حلي وترحالي، وأكلي وشربي، بل في أمري كله، فامنح أخاك نظرة من نظراتك الصائبة إلى ظروفه تلك، وأفضل عليه بتقبل عذر، في إرجاء الاستجابة للدعوة الكريمة، إلى وقت يتسنى له فيه تلبيتها - شاكراً ومقدراً).
ومضت الأيام السنون، وها هو مجلسكم يحتفي بشيخنا وعلامتنا الجليل وهو في جوار ربٍّ رحيمٍ غفورٍ ودودٍ، وأعماله حولنا تثري وجداننا، وتزحم راياتها آفاق المعرفة في وطننا العربي الذي يمتد من الماء إلى الماء.
ولعلي أستطيع أن أرسم من خلال كلماتي صورة تقريبية للراحل العزيز في تواضعه، ودقته وحرصه على التوثيق، وكلماته وعباراته التي ينتقيها بعناية تامة، وأدب الكبار الذي يسم معاملاته، ويتجلى واضحاً في لغة الخطاب التي يطل منها على آفاق الآخرين، فينهلون من معينه الذي لا ينضب، ويحلقون عبر فضاءاته اللانهائية.
وأول ما يتبادر إلى الذهن، لقب (علامة الجزيرة) الذي التصق بشيخنا الجليل، كيف يرى هذا اللقب؟ وماذا يشعر نحو هذه الصفة؟ فاقرأ إن شئت ما شرفت بتلقيه منه بتاريخ 22-11- 1420ه الموافق 27-2-2000م، حيث يقول: (وأقولها كلمة حق هو أن وصفي ب (علامة الجزيرة) وصف لا أرتضيه، فرحم الله امرأً عرف قدر نفسه، وأنا أعرف الناس بنفسي، لست علامة ولعل هذا اللقب ألصقه بي أحد العابثين، فتداوله بعض الكتاب الذين يجهلون حقيقة الأمر) - انتهى -.
إن وقفة قصيرة مع هذه الكلمات توحي بمدى التواضع الذي يحمله الراحل العزيز، ورغم أن كل الوان الطيف الثقافي والفكري في بلادنا الغالية وكثير من الدول الصديقة يحفظ لشيخنا الجليل مكانته العلمية، ويعترف له بالأستاذية والمشيخة، إلا أنه يرفض لقب (العلامة).. ولكم أن تعلموا أنني رغم ذلك ظللت اكتب إليه بهذه الصفة، لأنني أدرك في قرارة نفسي أنه يستحقها، ولو أسعفني القاموس بكلمة أعمق معنى لما توانيت في وصفه بها (رحمه الله).
وتمهيداً للرسالة التي أشرت إليها آنفاً.. كتب إليّ بتاريخ 8-11-1420ه الموافق 13-2- 2000م، بحميمية محببة إلى النفوس، بخصوص الألقاب التي يبو أنها كانت تشكل هاجساً بالنسبة له، فاسمعه يقول: (عفواً عن عدم استعمال الألقاب التي اعتاد كتاب هذا الزمان تصدير كتبهم بها ك (صاحب المعالي وصاحب الفضيلة وصاحب السعادة وصاحب..) فهي ألقاب وضعتها دولة أعجمية تجهل تعاليم الإسلام، وأن الله اختار للمسلمين لقباً واحداً هو الأخوة الإسلامية {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، وهذه الألقاب مما يوجد فوارق بين طبقات الأمة، ومنزلة الأستاذ عبد المقصود في نفسي أرفع منها، فقد ابتذلت وأصبحت تطلق على من لا يستحقها).
أما اثنينيتكم فقد احتلت مساحة طيبة في فكر ووجدان شيخنا الكبير (رحمه الله) حيث وصفها في ذات الرسالة السابقة بأنها (تكوِّنُ موسوعة معرفية لصفوة مختارة من مثقفي الأمة من هذه البلاد ومن إخوانهم من البلاد الأخرى)، وهي شهادة حق لنا جميعاً أن نعتز بها، لأنها من عالم ثبت جليل لا يلقي القول على عواهنه، ويمقت النفاق ولو جاء من قبيل المجاملة، لأن روحه وتربيته العلمية لا تسوغان له ذلك بأي حال من الأحوال.
ولعلامتنا الراحل آراء تمتاز بالجرأة والصراحة والوضوح حول بعض الشخصيات الأدبية والأسماء اللامعة في دنيا الكلمة، وهي آراء تبقى في ذمة التاريخ، وقد يأتي اليوم الذي تجد طريقها إلى النشر بطريقة أو بأخرى.
ومن أفضال شيخنا وعلامتنا الراحل المقيم، أنه أشار في عام 1408هـ إلى أهمية جمع مقالات سيدي الوالد (رحمه الله) وطباعتها كاملة في كتاب مستقل. وبحمد الله تحققت هذه الرغبة التي كنت أتطلع إليها كثيراً بفضل الله ثم جهود أستاذنا الكبير حسين عاتق الغريبي، وصدرت بعنوان (الأعمال الكاملة للأديب السعودي محمد سعيد عبد المقصود خوجة) عن سلسلة (كتاب الاثنينية) عام 1422هـ - 2001م.. وهذا دليل واحد على بعد نظر وحصافة علامتنا الكبير.
ومما لا شك فيه أن كثيراً منكم لاحظ اهتمام ودقة شيخنا المفضال (رحمه الله) فيما يتعلق بتصدير رسائله بالرقم والتاريخ. فلم تصلني منه قط رسالة غفل عنهما، وكأني به ينظر بعيداً إلى قيمة ودلالات تلك الرسائل بعد سنوات طوال، إنه أسلوب العالم العارف بما يكتب ويرصد.. المدرك لمجريات الأحداث، والمقدر لكل كلمة يسطرها ويزنها بميزان الأمانة التاريخية والتراث اللذين وهبهما جل حياته.. رحم الله علامتنا الجليل الذي نحتفي الليلة بآثاره وأعماله، سائلاً الله سبحانه وتعالى أن يجعل ما قدمه في ميزان حسناته، وأن ينفع به المسلمين.
أهلاً وسهلاً ومرحباً بكم مجدداً في هذا اللقاء الماتع، متطلعاً إلى لقائكم الأسبوع القادم للاحتفاء بالأديب الباحث الأستاذ أحمد العلاونة، الذي قدم من الأردن الشقيق ليسهم معنا في هذه الأمسية، وليسعدنا بلقاء خاص مساء الاثنين القادم نشرف فيه بتكريمه، وإلقاء الضوء على تجربته القيمة في البحث والتأليف.
وفي كلمة ل د. محمد عبده يماني وزير الإعلام الأسبق والمفكر الإسلامي المعروف قال فيها: الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله، أنا أشعر بسعادة غامرة حيث نجتمع بهذه الصفوة الكريمة التي جاءت لتحتفي معنا بعلم من أعلام البلاد مضى إلى جوار ربه وبقيت أعماله خالدة شاهدة لأدب هذه البلاد، والعادة أن يرفع شأن الإنسان بالجاه المادي والثروة والجاه السياسي والاجتماعي لكنَّ حمد الجاسر إنما تواضع ورفعته تلك الأبحاث العظيمة التي قدمها والمشاركات القيمة في تواضع جم وأدب في الحوار.
أما وقد وبدأ الشيخ عبد المقصود خوجة بالجنوح إلى موضوع الذكريات فكأنه يشدني فأنا لي مع الشيخ حمد ذكريات عذبة:
الاولى: يوم ألقى محاضرة في جامعة أم القرى 1402هـ عن رحلة العياشي حول مكان ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم.
الثانية: موقف د. جورج جبُّور من سوريا حيث كان على اهتمام كبير بالتاريخ وبحلف الفضول فأرهق نفسه بالبحث عن هذا الحلف فنصحه البعض بأن يكتب للشيخ حمد الجاسر فسيجد الجواب لديه، يقول جورج :كتبت للشيخ ففوجئت بسرعة تجاوبه ثم يروي كيف كان استقبال الشيخ حمد له في الجنادرية وتقديم كل ما جمعه عن هذا الحلف،لأن هذا الحلف يمثل بادرة أساسية في حقوق الإنسان وقد أقره الرسول عليه السلام.
إنك تناقش الجاسر فتجد فيه التواضع والظرف الذي لا يبديه لأي إنسان، كان من الرجال الذين تحس بجوارهم بذلك الدفء والإنسانية رحمه الله وشكراً للشيخ عبد المقصود على تكريمه واحتفائه بأعماله.
أما د. إبراهيم العواجي نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة حمد الجاسر فقد قال: أود القول لأخي الشيخ عبد المقصود خوجة إنك في هذا المنتدى الذي تجاوز أهدافه في قضايا الثقافة والفكر، إن هذا التجاوز أوصله لأن يكون ملتقى للحب والطهر.
في هذا اللقاء ربما تتجه الأنظار إلى موضوعية ما يطرح ولكن اللقاء هو قيمة بذاته لهذه النخب.
وعن علاقته بالشيخ حمد قال :عرضت عليه قصيدة وأنا في المرحلة الثانوية فنشرت في مكان بارز.
وأضاف أن الشيخ الجاسر كان يهتم بالأشياء الصغيرة ولا يعطي اهتماماً للشكليات.
حمد الجاسر الذي أحفى قدميه في كل أصقاع الأرض نسي أنه رائد الصحافة ورائد تنويري، كنا صغاراً وكان يتبنى قضايا جديدة لم تكن مقبولة من المجتمع آنذاك، رجل مستنير، اهتماماته تتجاوز ما عرفه من اهتماماته البحثية.
وعن مركز حمد الجاسر الثقافي قال إنه مركز ثقافي يرأسه ابنه معن الجاسر يلتقي تحت قبته نخبة من كبار مثقفي الوطن, وأهدافه تتجاوز إبراز ما قدمه حمد الجاسر، مركز ثقافي مفتوح ليس لأبناء الوطن فقط.
وقال د. عبدالرحمن الشبيلي - عضو مجلس الشورى في كلمته: لا يمكن أن نختزل تاريخ حمد الجاسر في ليلة واحدة فكما تعلمون أن جامعة الملك سعود عقدت قبل عام ندوة على مدار يومين تحدثت عن الآثار العلمية التي تركها الشيخ الجاسر في مجالات الجغرافيا والتاريخ والإنسان واللغة.
حمد الجاسر علاَّمة موسوعي لم يكن الوحيد في هذه البلاد ولا في العالم العربي لكنه كان من البارزين في مجالاته.
وبيّن حرص الشيخ عبد المقصود خوجة على استضافة الشيخ في الاثنينية ولكن الشيخ الجاسر كان يعتذر بلباقته لأنه كان يتجنب هذه المواقف وبيّن أن تكريم الراحلين في الاثنينية نهج جيد يتمنى أن تستمر عليه الاثنينية.
وعن آثار الشيخ الجاسر قال: لو لم يترك من كتبه سوى المعجم الجغرافي الذي وفقه الله لوضع بداياته لكفاه فهو من المشروعات التي سيقوم المركز بإعادة جمعه وفق الأسس العلمية.
وأضاف: لم يكن الجاسر جغرافياً أو باحثاً أو نسَّاباً أو قاضياً لكنه كان رائداً في مجال التنوير ترك بصمات واضحة لانتشال المجتمع من العزلة والانغلاق.
لم يكن دربه سهلاً مفروشاً بالورود لكنه عانى وواجه الصعاب بل الصخور والأشواك.
ولو أخذنا جانباً وهو الصحافة والطباعة فإنه في إصداره المطبوعة الأولى في المنطقة الوسطى وضع البذرة الأولى لقيام الوسائل الإعلامية المقروءة والمسموعة، وضع تنظيماً لها وأوجد المناخ والمقومات لقد هيأ جيلاً من الصحفيين والكتاب، ولم يكتف بإصدار الصحيفة بل عمل بخط مواز لبناء البنية التحتية للعمل الصحفي، فعمل لإنجاز أول مطابع في المنطقة الوسطى وأسهم في إنشاء مؤسسة اليمامة الصحفية، وكان ممن عمل معه د. رضا عبيد، ومما يسجل له أنه بعد ذلك أسهم في إقامة أول مركز وطني أهلي للبحث والنشر وهو دار اليمامة وأصدر من خلاله مجلة العرب.
أما عن بداياته الصحفية فقال: لقد بدأ كتاباته عام1350هـ وتؤرخ كتاباته بصدور صحيفة الحجاز، نشر في أم القرى والمنهل والبلاد، وبعد ذلك صار يكتب في كل المطبوعات ومن بينها المجلة العربية ومجلة الفيصل.
شاغب عدداً من الكتاب من أمثال محمد حسن عواد، وأحمد الغزاوي وأحمد عبدالغفور عطار والشيخ عبدالله بلخير.
وقال د. عبدالله منَّاع الكاتب المعروف في كلمته:
هذه ليلة فريدة للاحتفاء بعلم متعدد بحّاثة رائد من رواد التنوير كان بحق الصحفي الأول في نجد وصاحب أول مكتبة ومطبعة وصحيفة في نجد. ومع ذلك فلقد كان جمَّ التواضع.
وأضاف :لقد كان صحفياً عظيماً من نوع نادر، وقصته مع المعاجم بدأت من ينبع (جبل رضوى) هذه الحادثة حملته فيما بعد لهذا البحث العظيم ومسح الجزيرة العربية من أقصاها إلى أقصاها، الشيخ الجاسر كان نبرة عظيمة في حياتنا وفي رحلاته الكثيرة كان يسافر بحثاً عن كتاب أو مخطوط، قصته طويلة وعظيمة وهو قدوة ولكن تذكرها فقط لا يجدي، والأفضل أن نجعل من حياة هؤلاء مسلسلات تلفزيونية ليعرفها الشباب فمن لا يعرف ماضيه لا يعرف حاضره.
وقال الشاعر سعد البواردي في كلمته: باسم أسرة الراحل الكريم والمشاركين في هذه الأمسية اسمحوا لي أن أشكر الشيخ عبد المقصود خوجة الذي يحرص على تكريم الرواد.
وأضاف: إنه في احتفالية كهذه تؤطرها لمسات الوفاء لأحد الرموز في تاريخنا المعاصر في الاحتفاء بالشيخ الجاسر لا أجد إلا كليمات قليلة.
إن الشيخ حمد الجاسر أشبه بجامعة شاملة تنضوي تحت لوائها مجموعة كليات (كلية الشريعة، كلية الآداب، كلية التاريخ، كلية اللغة العربية)، فهو مرجع لغوي ويتمتع بعضوية عدد من المجامع العربية - كلية الإعلام، كلية التربية، فهو مربٍّ كبير زاول مهنة التعليم تلكم بعض الجوانب التي نادراً ما تتوافر في شخص واحد إنه واحد كألف، موسوعة علمية متكاملة، سيظل الرمز والعلامة البارزة باعتباره أستاذ جيل.
وبين أن الشيخ حيٌّ بعطائه رحل بجسمه وبقي بعلمه، وكذلك العظماء أعمالهم تتحدث عنهم.
أما الأستاذ حمد القاضي عضو مجلس الشورى ورئيس تحرير المجلة العربية فقد قال:
شكراً لأديب النفس والدرس الشيخ عبد المقصود خوجة الذي جمعنا في ذكر شيخنا حمد الجاسر، إنني أحد المعجبين به.
لقد كان الشيخ حمد الجاسر زاهداً في الأضواء أدركت ذلك عندما علمت أن لديه ذكريات لم ينشرها فكان يرفض ويقول :لا أريد أن امتدح نفسي.
وذكر تقديره للمرأة حيث إنه من أوائل من تحدث عن تعليم المرأة وكذلك إرجاعه الفضل لزوجته فيما وصل إليه.
- وقال: سأتوقف عند ذاكرته العجيبة فمرة في ضحويته يوم الخميس عندما كان النقاش عن سنة وفاة شاعر حدد لهم الكتاب والجزء ومكانه ورقم الصفحة ووجدوا ذلك.
- وقال إن مما ميزه هو عدم غضبه من النقد حيث نقد في إحدى سوانحه واستأذنته في نشرها فقال: إنني أفرح بالنقد أكثر مما أفرح بالثناء.
- وقال: لقد كان يحتفي بما يهدى إليه من كتب ورغم أنه رجل جاد وباحث إلا أنه يحمل روحاً ظريفة.
أما الأستاذ معن بن حمد الجاسر: أمين عام مؤسسة حمد الجاسر الثقافية فقال: لا أعتبر نفسي من الأدباء والمثقفين فتخصصي إداري، أحدثكم عن حمد الجاسر الإداري كما رأيته:
- رأيت في والدي تحديد الأهداف، كان يضع هدفاً أمامه ويسخِّر وقته لتحقيق هدفه لذلك.
- كان دقيقاً في المواعيد.
- الاستخدام الأجدى للموارد.
وقال: أجد نفسي عاجزاً عن إيفاء الشيخ عبد المقصود حقه من الشكر بهذه البادرة.
-العلاقة الحميمة بين والدي والشيخ خوجة من والده محمد سعيد خوجة وإنَّ وفاءً كهذا لوالدي تأكيد لروح الوفاء الذي يتميز به.
-إن أسرة الجاسر مدينة بهذا الوفاء، وأقول له: لقد كرمت هذا الوطن بتكريم شخص خدم الوطن، وختم حديثه عن دور الشيخ عبد المقصود في رعايته للثقافة.
أما الأستاذ سهم الدعجاني فقد قال في كلمته:
يحضرني في هذا المقام التقدير الذي يكنه علامة الجزيرة الوالد الشيخ حمد الجاسر، رحمه الله والمعزّة الخاصة للشيخ عبد المقصود خوجة ولوالده كما جاء ذكره في ضحويته أيام حياته، وإشادته بدور هذا المنتدى الثقافي السعودي في تكريم العلماء، والاحتفاء بالثقافة والفكر في بلادنا، حيث كتب الشيخ حمد الجاسر في مقالة له نشرتها جريدة (الرياض) يوم السبت 24 رمضان 1420هـ عندما تناول كتاب (الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس) للدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي الذي دعم تكاليف ترجمته من الإنجليزية إلى العربية وساهم في تكاليف نشره الشيخ عبد المقصود خوجة، حيث يقول: (وللشهم الوطني المفضال عبد المقصود بن محمد بن سعيد خوجة من الأيادي البيضاء على الثقافة العربية في إقامة الندوات الأسبوعية، وفي إكرام البارزين من المثقفين والمفكرين والعلماء من أبناء البلاد وغيرهم من الأقطار العربية والإسلامية, وفي نشر المؤلفات القيمة التي تخدم الثقافة العربية والإسلامية).
ويسرّني أن أقف في هذا الموقف الكريم بين يدي أساتذتي الفضلاء في هذا الحفل الثقافي بنكهة الحجاز وعبق جدة الذي عرفته صغيراً، وقرأت عنه وحرصت على متابعة أخباره وتغطياته في صحافتنا المحلية، ويسرني في هذه العجالة أن أقدّم إضاءات سريعة حول إنجازات مركز حمد الجاسر الثقافي خلال الفترة الماضية.
أولاً: توثيق أعمال حمد الجاسر في الصحف والمجلات، ورصدها، بدءاً بجريدة البلاد وصوت الحجاز والرياض والجزيرة وعكاظ وقد بلغ مجموع ما تم توثيقه أكثر من (1100) مقالة لتكون قاعدة معلومات جاهزة لدى المركز من جهة، وللنظر في طرق الإفادة والاستفادة منها من جهة أخرى.
ثانياً: تأسيس موقع خاص للمركز على الشبكة العنكبوتية العالمية www.hamadaljasser.com
ثالثا: طباعة عدد من الكتب الثقافية المفيدة:
أ - كتب تم إصدارها
1 - (حمد الجاسر في عيون الآخرين) وهو مجموعة كلمات ومراثٍ قيلت رثاءً لعلامة الجزيرة (وهو باكورة إصدارات مركز حمد الجاسر الثقافي).
ب - كتب في طور الطباعة، وهي:
1 - (معجم الأمكنة الواردة في المعلقات العشر) للشيخ (سعد بن جنيدل).
2 - (اليمامة وكُتّابها) (للدكتور عبدالعزيز بن صالح بن سلمة).
3 - تكملة (الببليوجرافية الشاملة) لأعمال الشيخ حمد الجاسر التي أصدرتها مكتبة الملك فهد الوطنية بالتعاون مع هذه المكتبة.
4 - كشّاف (مجلة العرب) بالتعاون مع مكتبة الملك فهد الوطنية.
5 - (البدايات الصحفية في المملكة العربية السعودية، (2) المنطقة الوسطى) (لمحمد القشعمي).
رابعاً: استمرار (خميسية الشيخ حمد الجاسر) مساهمة من المركز في تفعيل الحركة العلمية والثقافية.
خامساً: تقديم إعانات مادية لعدد من طلبة الدراسات العليا المتخصصين في المجالات التي تتصل باهتمامات حمد الجاسر (اللغة، الأدب، التاريخ، والجغرافيا) وتحديد مبلغ قدره مائة وأربعة وأربعون ألف ريال لهذا المشروع سنوياً.
وقد استفاد من المشروع عشرون طالباً بمرحلة الدراسات العليا بواقع (500) ريال شهرياً.
سادساً: المشاركة في الأنشطة الثقافية داخلياً وخارجيا مثل:
- ندوة (الشيخ حمد الجاسر وجهوده العلمية) التي نظمتها كلية الآداب بجامعة الملك سعود في الفترة من 4 - 5-8-1424هـ.
- إقامة معرض تعريفي بالمؤسسة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة لعام 1424هـ.
- احتفالية دار الكتب والوثائق القومية بمصر في تكريمها للشيخ حمد الجاسر ضمن سلسلة شوامخ المحققين في 16 -9-2003م.
سابعاً: مد جسور التعاون والتواصل مع المراكز الثقافية والنوادي الأدبية داخل المملكة وخارجها.
كما يستعد مركز حمد الجاسر الثقافي خلال الفترة القادمة لإقامة ندوة عن رواد الصحافة السعودية، يحتفي من خلالها برواد الصحافة السعودية إبان صحافة الأفراد، بالتعاون مع مؤسسة اليمامة الصحفية.
أخيراً
الشكر مرة أخرى للوالد الأديب الكبير الشيخ عبد المقصود خوجة على هذا الاحتفاء الرائع بأعمال علامة الجزيرة العربية، والشكر موصول لمعالي الدكتور إبراهيم العواجي، نائب رئيس مجلس أمناء المؤسسة ورئيس اللجنة التنفيذية، قلبها النابض، ولبقية كوكبة الوفاء أعضاء مجلس الأمناء.
ختاماً كلمة اعتزاز للصديق المهندس معن بن حمد الجاسر الذي منحني (شرف إدارة المركز، والذي لمستُ منه أخلاق (الأخوّة) وصفات (النبل) عندما ترجم (البر) إلى واقع معاش من خلال تولّيه رئاسة مؤسسة حمد الجاسر الخيرية وأمانتها العامة.
وألقى د. عائض الردادي كلمة قال فيها: الذكريات مع حمد الجاسر لها عبق ولكن الوقت لا يتسع،إنه رائد للتنوير الثقافي.
وأشار إلى كرم الشيخ خوجة في الاحتفاء بالمبدعين ومن ذلك احتفاؤه بأعمال حمد الجاسر.
وأثنى على دور د. محمد عبده يماني عندما كان وزيراً للإعلام حيث قدم الدعم المادي والمعنوي للشيخ في رحلاته لتأليف المعجم الجغرافي.
وأيضاً المرحلة الصعبة لمجلة العرب حيث قدم دعماً مالياً أنقذ المجلة وجعلها تستمر.
- أيضاً دعم مؤلفات الشيخ بشراء شراء شيء منها.
.. أما كونه كان رائداً تنويرياً فإن الإحساس بآلام عرب الجزيرة هاجس حمد الجاسر آمن بأن له رسالة هي النهوض بالإنسان العربي، إن أبرز ما ميزه أنه رائد من رواد التنوير الثقافي وهذا جانب العظمة الذي نتجت عنه كل أعماله.
أما الباحث أحمد العلاونة من الأردن فقد قال:
ألفت مؤلفاً عن حمد الجاسر أسميته حمد الجاسر جغرافي الجزيرة العربية ومؤرخها ونسّابها، وقد أحببت أن أتحدث في هذه الاثنينية عنه ناقداً ومنقوداً.
لقد أكثر الشيخ حمد من نقد الكتب لكثرة قراءته وذلك على رأي العقاد (من ينقد سطراً عليه أن يقرأ ألف صفحة)، ومن أهم ما يميزه تقبله للنقد فمن يتقبل النقد في بلادنا العربية قليل.وقد نشر مقالاً في صدر مجلته لأحد الذين نقدوه.
أما الإعلامي محمد رضا نصر الله فقد قال: تحدث عبر الجوال عن مجلس للشيخ عبد المقصود خوجة ضم نخبة من المثقفين قبل عقدين من الزمن،وعن دور الاثنينية الرائد وأعمال المحتفى بأعماله.
وختم الشيخ عبد المقصود خوجة الأمسية حيث بين أن الأسئلة ستحجب والأجوبة في بطون الكتب ولا أحد ينوب عن الجاسر في إجاباته وقدم الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض حيث كانت مؤسسة الجاسر محط متابعته الدائمة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved