أوروبا الغاضبة من تصريحات بوش تتوحد خلف التمسك بخريطة الطريق

* تلامور/ايرلندا - من جون شالمرز - وماري لويز مولر - رويترز:
كافح الاتحاد الأوروبي من أجل الظهور بجبهة موحدة تجاه ما ابدته واشنطن من دعم لخطة اسرائيلية للانفصال من جانب واحد عن الفلسطينيين بينما يساوره القلق من ان اتخاذ وضع الاستعداد لخوض معركة قد يقضي تماما على خطة سلام (خارطة الطريق) التي تعاني اصلا من مشاكل جمة.
وشددت ايرلندا التي تتولى الرئاسة الدورية الحالية للاتحاد الأوروبي من لهجتها في انتقاد تحول سياسة الرئيس الامريكي جورج بوش في الشرق الأوسط قائلة لإسرائيل إنه يتعين عليها ان تتوصل الى سلام مع (اعدائها) الفلسطينيين وليس مع اصدقائها في واشنطن.
وقال بريان كوين وزير الخارجية الايرلندي في مؤتمر صحفي خلال اجتماع مع نظرائه من 25 دولة من الاعضاء الحاليين والقادمين في الاتحاد (تظل القضية هي انه يتعين على اسرائيل التوصل الى سلام مع اعدائها وليس اصدقائها. اسرائيل والولايات المتحدة ليستا في صراع).
واضاف (لنكن واضحين.. المناقشات بين الولايات المتحدة واسرائيل ليست بديلا عن المفاوضات المباشرة التي يتعين ان تحدث.. بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وثار الغضب في عدة عواصم اوروبية هذا الاسبوع بعد ان ايد بوش الخطط الاسرائيلية للاحتفاظ باجزاء من الضفة الغربية المحتلة ورفض حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى ما يعرف الآن باسرائيل.
وقال دبلوماسيون: إن الرئيس الفرنسي جاك شيراك عبر عما يفكر فيه كثيرون عندما وصف مساندة بوش للخطة الاسرائيلية بانها سابقة مؤسفة وخطيرة. لكن الاتحاد الاوروبي اجتهد بدافع من الحرص لتجنب صدام اخر عبر الاطلسي لوضع تفسير ايجابي للتطورات حيث خص بالذكر تأييد بوش لانسحاب اسرائيل من قطاع غزة باعتباره فرصة لاحياء عملية السلام المتوقفة.
ومع توالي وصول وزراء الخارجية الاوربيين للمشاركة في الاجتماع الذي عقد الجمعة في مدينة تلامور بوسط ايرلندا ويستمر يومين يبدو ان اللهجة المهذبة في انتقاد ما حدث تزداد تراجعا ليحل محلها النقد العنيف.
وقالت وزيرة خارجية السويد ليلي فريفالدس للصحفيين (انها مسألة مثيرة للقلق العميق عندما يقرر احد الاطراف شيئا ما خارجا عن المسار الذي اتفق عليه الاخرون وحتى عما اتفقت عليه الولايات المتحدة نفسها).
وقال كريس باتن مفوض العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي : إن الخطة التي ترعاها المجموعة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة والأمم المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي هي الطريق الوحيد للتوصل لتسوية سلمية للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي.