* بغداد - الفلوجة - الوكالات:
تم التوصل إلى اتفاق جديد على تمديد (غير محدد) لوقف اطلاق النار وعلى منع حمل السلاح في الفلوجة، بين ممثلين عن المدينة المحاصرة والائتلاف، بحسب ما أفاد وسيط أمس الأحد. وقال هاشم الحساني من الحزب الإسلامي العراقي الذي يشارك في المفاوضات : توصلنا إلى اتفاق جديد يمدد بشكل غير محدد وقف اطلاق النار، كما ينص الاتفاق على منع حمل السلاح في المدينة اعتباراً من الثلاثاء وعلى تسيير دوريات مشتركة بين قوات الائتلاف وقوات من الشرطة والدفاع المدني العراقية.
وقال الحساني ان الاتفاق ينص أيضاً على المضي في جمع الأسلحة الثقيلة من المقاتلين وعودة العائلات التي نزحت من المدينة وادخال مساعدات إنسانية إلى الفلوجة.
والحزب الإسلامي ممثل في مجلس الحكم الانتقالي العراقي، وقد اعلن مسؤول في الائتلاف ان المحادثات التي جرت الجمعة ستسمح بعودة 67 عائلة الأحد إلى الفلوجة.
وزعم المسؤول الأمريكي المساعد عن العمليات في العراق الجنرال مارك كيميت الجمعة ان المقاتلين العراقيين لا يلتزمون بوقف اطلاق النار وان الهجوم الأمريكي قد يستأنف، وقال: سنواصل المفاوضات (...) الا ان لصبرنا حدوداً، والائتلاف يستعد للتحرك.
وذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأحد ان الرئيس الأمريكي جورج بوش ومستشاريه للأمن سيتخذون قراراً في نهاية هذا الأسبوع في شأن اجتياح محتمل للفلوجة.
من جهة أخرى أفاد بيان عسكري أمريكي أمس الأحد أن سلطة الائتلاف المؤقتة خصصت عشرين مليون دولار لمدينتي الفلوجة والرمادي وستخصص 25 مليون دولار أخرى لكل مدينة في المراحل الاخيرة من عملية الموافقة.
وأضاف البيان الصادر عن فريق المهام المشتركة الأمريكي في العراق ان التمويل سيخصص للمشاريع المدنية مثل بناء الجسور وتحسين الرعاية الصحية وتحلية المياه إلى جانب تجديد المدارس ومحطات الطاقة الكهربائية والطرق، وتابع البيان أن مشاريع القطاع المدني جارية في مدينة الرمادي وستبدأ في الفلوجة في أعقاب تحسن الوضع الامني هناك.
وأكد البيان أن قوات التحالف ستستمر بالعمل مع الشرطة العراقية وقوات الدفاع المدني العراقية في الفلوجة بهدف إعادة خدمات الشرطة إلى المدينة لضمان استمرار المشاريع في بيئة آمنة.
على صعيد آخر، يقوم رئيس الوزراء الأسترالي جون هاورد بأول زيارة له إلى العراق منذ تدخل قواته في هذا البلد قبل عام، وقد شارك أمس في حفل احياء ذكرى عشرات آلاف الاستراليين الذين سقطوا قتلى في غاليبولي (تركيا) ابان الحرب العالمية الاولى، كما تحدث مع جنود ومدنيين استراليين في بغداد وفق ما ذكرت وكالة انباء (اسوشيتد برس) الاسترالية. وتنشر استراليا حالياً 850 جندياً في العراق والمنطقة، وأكد هاورد مراراً بقاء الجنود في العراق رغم قرار إسبانيا وغيرها من الدول سحب قواتها.
وأمس الأول قتل خمسة عراقيين اثناء اشتباك مع جنود بولنديين فيما قتل 34 آخرون في هجمات مختلفة خصوصاً في مدينة الصدر الضاحية الشيعية لبغداد التي شهدت سلسلة انفجارات أسفرت عن سقوط 14 قتيلا.
وأعلن متحدث عسكري أمريكي ان تحقيقاً يجري بشأن هذه الانفجارات ونفى أي ضلوع للقوات الأمريكية، وأدى هجوم عنيف آخر إلى مقتل 14 مدنياً اصطدم الباص الذي كان يقلهم بقنبلة كانت تستهدف جنوداً أمريكيين قرب الإسكندرية (50 كلم إلى جنوب بغداد).
ومساء السبت استهدفت سلسلة هجمات منشآت نفطية في جنوب العراق بحسب الجيش الأمريكي، وأفادت مصادر في ميناء البصرة في جنوب العراق انه تم اعتراض ثلاثة قوارب يقودها انتحاريون في آخر لحظة فيما كانت تهاجم مصبين نفطيين. وقتل جنديان أمريكيان شاركا في العملية.
وأعلن متحدث باسم سلطة الائتلاف أمس ان تصدير النفط الخام من ميناء البصرة في جنوب العراق توقف لمدة (يومين على الاقل)، اثر محاولة تنفيذ عملية انتحارية، وقتل سبعة جنود أمريكيين آخرين السبت في هجومين مختلفين، وكان يوم السبت واحداً من أكثر الايام دموية منذ سقوط بغداد في نيسان/ ابريل 2003 واحتلال قوات التحالف العراق.
وازاء تصاعد العنف طلب وزير الخارجية الأمريكي كولن باول من دول عدة مشاركة في التحالف في العراق ارسال مزيد من الجنود أو تمديد وجود القوات المنتشرة حالياً إلى ما بعد 30 حزيران/ يونيو موعد تسليم السلطة إلى العراقيين.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز ان قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال جون أبي زيد يفكر هو نفسه بطلب ارسال تعزيزات من الجنود إلى العراق، وكرر من جهته الموفد الخاص للأمم المتحدة إلى العراق الأخضر الإبراهيمي في باريس انه يعتبر تشكيل حكومة انتقالية في العراق قبل 30 حزيران/ يونيو أمراً ممكناً لكنه اقر بأن ذلك (لن يكون سهلاً).
وحذر الإبراهيمي قائلاً في باريس حيث استقبله الرئيس جاك شيراك: أعتقد انها ستكون حكومة بصلاحيات محدودة، ويقوم الدبلوماسي الأممي حالياً بسلسلة مشاورات في أوروبا قبل تقديم خطته حول المرحلة الانتقالية في العراق الثلاثاء إلى مجلس الأمن الدولي.
|