توافد ستة آلاف اطراش من القارات الخمس الى باريس حيث اقيم مؤتمرهم العالي السادس في مقر منظمة اليونسكو.
ومنهم ذلك الفتى الياباني الذي جاء من طوكيو الى باريس على الدرجة العادية واستغرقت رحلته ثمانية اشهر! وتصادف المؤتمر مع ذكرى انقضاء عشرين ستة على ميلاد الاتحاد الدولي للمصابين بالطرش، وهو اتحاد يضم 47 دولة، منها الجزائر وغانا وزامبيا الخ.
أما مجموع عدد المصابين بهذه العاهة في مختلف اقطار العالم فانه بقدر بنحو 35 مليون اطرش.
ومن الجديد في هذا المؤتمر المنعقد مؤخرا بباريس، ان المناقشات تناولت مصاعب الذين يصابون بالطرش اثر حادث طاريء.
فان لهم قضايا (نوعية) كما اوضحه الاطباء وخاصة علماء الاجتماع.
وتختلف قضاياهم عن قضايا المصابين بالطرش منذ وفضلا عن مصاعبهم الخاصة في الانسجام مع المجتمع (السامع) والمجتمع (الصامت) أيضا، يلاحظ ان عددهم يتزايد في العصر الحديث بنسبة تثير القلق.
والاسباب الاولى في هذا التزايد هي تكثر حوادث السير وحوادث العمل ثم تفاقم الضجة والصخب في المجتمعات الصناعية.
ففي فرنسا مثلاً أصبح عدد هذه الفئة يناهز70 الفا.
ومن مآسي المصابين بالطرش بعد سن البلوغ، انهم يصبحون منعزلين في ان واحد عن المتمتعين بالسمع وعن المصابين بالطرش منذ الولادة اذ لا يفهمون ( لغة) الاطرش، وفضلا عن المآسي العائلية الحاصلة عن هذا الوضع، يضطرون في معظم الاحيان الى البطالة وينتلقون الى الفقر والشقاء.
ولذلك طلب اعضاء المؤتمر من الحكومات ان تفرد عناية خاصة لهذه الفئة الاجتماعية وان تنشىء لاجلهم مؤسسات وتهتم بتوفير عمل مأجور لهم يتناسب ووضعهم الجديد.
- مجادلة حول لغة الاطرش-
احتدمت المجادلة في هذا المؤتمر حول (لغة الاطرش) فهناك عدة لغات، منها اللغة الطبيعية الغريزية أي لغة الاشارة العفوية، ولكن هذه اللغة بدائية مركبة من عدد ضئيل من الاشارات التي ربما لم يفهم مدلولها الا القليل من الناس ثم هناك (الاشارة الهجائية) المبنية على الاشارة ايضا، ولكن كل اشارة تدل على حرف من حروف الهجاء.
ومنذ نحو عشرين سنة اخذت تتكون لغة دولية للتفاهم بين المصابين بالطرش.
وأصبحت هذه اللغة تتركب من سبعمائة اشارة وبعض اشارات هذه اللغة معد للسامعين.
والمدرسة الفرنسية لم تزل تنادي بلغة الشفاه أي قراءة المعاني على شفتي المتكلم، وحسب هذه المدرسة ينبغي ان يفهم الاطرش مراد الناطق بواسطة حركات شفتيه، ولكن هذا الاسلوب لا يصلح الا بين الاطرش والناطق، ولابد، حسب المدرسة السوفييتية والاميركية والايطالية والسويدية، من مرج لغة الاشارة بلغة الشفاه حتى يستطيع الاطرش ان يفهم مراد اخيه الاطرش ومراد الآخرين ايضا في المجتمع الناطق والسامع.
|