سمو الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف آل مقرن حفظه الله.. أمين مدينة الرياض.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اطلعت على مقال سموكم المنشور في العدد 11527 من صحيفة الجزيرة الصادر يوم الثلاثاء 1-3-1425هـ بعنوان (سلطان بن سلمان واستحقاق الجوائز)، وإنني إذ أشكركم على ما عبرتم عنه من مشاعر طيبة في هذا المقال لأود التأكيد على أني لا أعتبر أن التكريم لي شخصياً، وإنما هو للمؤسسات التي احتضنت هذا الفكر ودعمته وهيأت له سبل النجاح من خلال تبني خيار التقنية المعلوماتية، وإطلاق المبادرات الجادة للتحول نحو الإدارة الحديثة كوسيلة لتحقيق الأهداف.
وهو أيضاً تكريم للمواطنين الذين أعتز بالعمل معهم والتعلم من تجاربهم في الهيئة العليا للسياحة، وجمعية الأطفال المعوقين، ومركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، ومؤسسات عامة أخرى، فالهيئة العليا للسياحة تعد من المؤسسات الحكومية الرائدة في مجال تطبيق مفهوم المنظمة الإلكترونية، ومبادراتها في هذا المجال تتسم بالشمولية والتكامل فهي لا تقتصر على الاستخدامات الإلكترونية الداخلية، وإنجاز المعاملات اليومية، وإنما تتجاوز ذلك إلى مجالات أخرى في مقدمتها البحث العلمي ونشر المعلومات السياحية، والتسويق والاستثمار السياحي وعمليات التراخيص وغيرها، بل إن الهيئة تسعى الى تعميم التطبيقات الإلكترونية على صناعة السياحة في المملكة من خلال دعم جهود الشركاء في صناعة السياحة في القطاعين الحكومي والخاص وتوفير خدماتها إلكترونياً عبر شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت) إضافة الى التركيز على مشاريع البنية التحتية التقنية التي تشكل أساساً للتطبيقات والخدمات الإلكترونية.
كما أن الهيئة -ممثلة للمملكة- تقود تحركاً عربياً لتطبيق مفهوم السياحة الإلكترونية في البلاد العربية حيث كانت المملكة قد طرحت خلال اجتماعات المجلس الوزاري العربي للسياحة في دورته السادسة المنعقدة في عام 2003م بمدينة شرم الشيخ المصرية مبادرتها في تطبيق السياحة الإلكترونية في الدول العربية، وقد أصدر المجلس قراراً بتشكيل فريق عمل برئاسة المملكة وعضوية الأردن، والإمارات، وقطر، والكويت، وقد أعد الفريق دراسة علمية أوصت بتفعيل السياحة الإلكترونية في البلدان العربية عبر ثلاث مراحل متدرجة تقود الى تطبيق السياحة الإلكترونية المتكاملة عربياً.
وكل هذه المبادرات كانت نتاج توجيهات قيادة الدولة رعاها الله وتأكيد سمو سيدي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة ومجلس الهيئة في إطار التوجه العام نحو تبني مفهوم الحكومة الإلكترونية الذي يدرك أن التحول إلى التطبيقات الإلكترونية في الإدارة والعمل ليس ترفاً حضارياً وإنما هو ضرورة لاستمرار التقدم والتنمية في كافة المجالات.
كما أن لجمعية الأطفال المعوقين ولمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة مبادرات مهمة في مجال توظيف التطبيقات التقنية في المجالات الإنسانية والبحثية والطبية والإدارية بما يخدم هذه الفئة الغالية، ويسهم في رفع عبء الإعاقة عنها، كما أنني أشير وبكل الاعتزاز إلى تجربتي الغنية كطيار في القوات الجوية الملكية السعودية، وانتمائي إلى جمعية الحاسبات السعودية، كتجارب مفيدة تعلمت منها الكثير في سبيل تطوير قناعتي بأهمية تقنية المعلومات في تحقيق الأهداف.
وإنني إذ أكرر شكري لكم لأنتهز هذه الفرصة لتهنئة سموكم على الإنجاز الكبير الذي حققتموه من خلال فوزكم بجائزة (منظمة العواصم والمدن الإسلامية) وهو أمر ليس بمستغرب على سموكم كإداري متميز أشهد له - من خلال علاقة الاتصال والعمل المستمرة به- بالفكر المستنير المتطور والكفاءة العالية في إنجاز المهام والقدرة على تحقيق النتائج القيمة، وهي كذلك ليست بمستغربة على مسؤولي البلديات الذين يعدون اليوم من خيرة من يخدمون الوطن في هذا المجال التنموي والخدمي الهام وبتوجيهات سديدة من سمو سيدي الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، كما أشير إلى مدينة الرياض، هذه المدينة الناهضة التي شهدت في زمن قياسي تطورات كبيرة على أكثر من صعيد، مما جعلها تتبوأ مكانة مرموقة يشهد بها الجميع على المستويات الإقليمية والعالمية، وهذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا فضل الله عز وجل ثم دعم قيادة الدولة وجهود الرجال المخلصين الذين قدموا للرياض الكثير من وقتهم وجهدهم، وفي مقدمة هؤلاء سمو سيدي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وسمو نائبه سيدي الأمير سطام بن عبدالعزيز والمخلصون الذين يعملون معهم من أمثالكم.
وتقبلوا تقديري وخالص تحياتي.
أخوكم
سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود
أمين عام الهيئة العليا للسياحة
رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين
رئيس مجلس أمناء مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة