رغم أننا كلنا.. ندرك أن هذه الفئة الباغية.. التي استهدفت الوطن والمواطن.. واستهدفت الآمنين والمستأمنين.. واستهدفت مقدرات الوطن واستقراره.. إلا أن حادثة الوشم الأخيرة.. جعلت الصورة واضحة كالشمس أمام الجميع.. ولم يعد هناك مجال للاجتهاد والآراء حول هذه المسألة.
** القضية.. قضية سعي في الأرض بالفساد وقتل الأبرياء وسفك الدماء وإشاعة الفوضى والاضطراب في أقدس البقاع..
** الإدارة العامة للمرور.. كانت دليل إدانة كبيراً.. ذلك الجهاز الذي يضم في داخله.. نخبة من أبناء وشباب الوطن.. نذروا أنفسهم لخدمة الدين والمليك والوطن..
** يعملون ليل نهار من أجل سلامتنا.. ويخططون ويعملون لإشاعة الأمن والسلامة المرورية.. ويسعون من أجل سلامة كل قائد سيارة.. وجدوا أنفسهم أمام انفجار هائل قام به مجرم فاسد شرير استهدف الوطن والمواطن.. واستهدف الأمن والآمنين.
** أسال الدماء في لحظات.. وقتل من قتل.. وأصاب من أصاب.. ولم تسلم مدارس الأطفال حوله.. ولم تسلم الأسر والعوائل.. وهو يدرك أو هو ومن وراءه.. ان هذا الحي.. حي مدارس.. وحي سكني متقارب.. ومع ذلك.. فجَّر وهلك وسط الانفجار..
** وهو أيضاً.. يدرك أن الإدارة العامة للمرور.. يراجعها مواطنون أبرياء.. لإنهاء إجراءات مرورية.
** هؤلاء الإرهابيون القتلة.. فضحوا أنفسهم أكثر.. وإن كانوا مفضوحين.. وجعلوا المواطنين أكثر قوة وتماسكاً وتلاحماً وتعاضداً.. من حيث لا يدرون.
** لقد ذهبت للعزاء في الفقيد الشهيد.. العقيد عبد الرحمن الصالح.. مع أني لا أعرفه.. ولا أعرف أسرته ولكن.. ساقني شيئان اثنان.. أنه شهيد لعمل غادر جبان.. مات وهو على رأس العمل.. فتعاطف الجميع معه..
** ثم أنه ينتمي لشقراء.. وهي تحتل في نفسي وأهلها.. مكانة عظيمة.
** أقول.. ذهبت هناك للعزاء.. ووجدت الرياض كلها هناك..
* زحام شديد للغاية.. وقد امتلأت الحارة كلها بالمعزِّين.. بحيث لا تجد لنفسك موطئ قدم..
** المواطنون كلهم.. كانوا هناك.. في عزاء كل من استشهد في هذا الحادث.. وفي كل حادث يتعرض له رجل أمن.. يستشهد دفاعاً عن الوطن.
** تعاطف كبير.. واستشعار للدور الوطني.. وتكاتف وتعاضد هو من شيمة أبناء هذا الوطن.
** كل الناس.. كانوا هناك..
** تركوا مشاغلهم والتزاماتهم.. وذهبوا معزّين في شهداء الواجب.. أبناء الوطن.. رجال الأمن..
** إن الذي يستهدف أبناءنا.. هو يستهدفنا واحداً واحداً.. ومن هو رجل الأمن؟
** هو ابني وابنك.. وأخي وأخوك.. وأبي وأبوك .. وأنا وأنت..
** وهذا الخبيث الفاسد الشرير.. يستهدفنا كلنا..
** إن المواطن يستعجل الجهات القضائية.. حكماً قضائياً صارماً.. في حق هؤلاء المجرمين المفسدين القتلة.. حكماً شرعياً يتناسب مع حجم الجريمة وهول ما حصل.
** كما نريد أيضاً.. ردع وزجر.. كل من يظهر تعاطفاً معهم أو تبريراً لأعمالهم.. أو يلتمس أعذاراً واهية.. أو حتى من يطالب بدراسة شاملة أو مصالحة أو.. وساطة أو أي شكل من أشكال التبرير.
** ليس بيننا وبينهم.. سوى ما قاله سمو الأمير نايف بن عبد العزيز: (السيف والبندقية).
** هؤلاء.. ذبحوا أبناءنا.. واستهدفوا البلاد والعباد بالشر.. وسفكوا الدماء.. ودمّروا مكتسباتنا.. وشوَّهوا سمعتنا.. وأساءوا للإسلام والمسلمين.. وشوّهوا صورة الإسلام.. فهل نتحاور معهم؟ أو نبحث عن تبريرات لهذه الجرائم الشنعاء؟
** إن حادثة الوشم.. رغم كل ما حملت من كوارث ومصائب وأحزان وأضرار.. إلا أن لها جانباً كنا نحتاج له.. وهو فضح هؤلاء بشكل واضح لا لبس فيه.. وفضح كل من يحاول خلق التبريرات المزورة الكاذبة.
|