Wednesday 28th April,200411535العددالاربعاء 9 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

التدخل الأمريكي في الدومنيكان التدخل الأمريكي في الدومنيكان

في مثل هذا اليوم 28 ابريل من عام 1965، وفي محاولة للحيلولة دون سيطرة ما وصفه ب(الديكتاتورية الشيوعية) على جمهورية الدومنيكان، أرسل الرئيس ليندون جونسون أكثر من 22 الف جندي من القوات الأمريكية للتدخل واستعادة النظام في تلك الدولة (الجزيرة). وأثار هذا التدخل ردود فعل غاضبة في أمريكا اللاتينية، والشكوك بين أوساط متعددة في الولايات المتحدة نفسها.
وقد بدأت الاضطرابات في جمهورية الدومنيكان عام 1961 عندما اُغتيل الديكتاتور تروجيل الذي كان زعيماً وحشياً، بيد أن موقفه القوي في معارضة الشيوعية ساعده في الاحتفاظ بدعم الولايات المتحدة. وأدت وفاته إلى ظهور حكومة إصلاحية برئاسة جوان بوش الذي انتُخب رئيساً للبلاد في عام 1962. ومع ذلك، احتقرت العسكرية الدومنيكية بوش وسياساته المتحررة، وتمت الإطاحة به في عام 1963. واستحوذت الفوضى السياسية على جمهورية الدومنيكان حيث أن مجموعات عديدة من بينها المجموعة العسكرية عملت على الوصول إلى الحكم. وفي الولايات المتحدة، خشيت الحكومة من ظهور (كوبا جديدة) في جمهورية الدومنيكان، وشك العديد من المسئولين في أن الزعيم الكوبي فيدل كاسترو وراء أعمال العنف. وفي 28 أبريل نزل أكثر من 22000 جندي من القوات الأمريكية مدعومة بالقوات التي قدمتها بعض الدول الأعضاء في منظمة الدول الأمريكية في الأراضي الدومنيكية. وعلى مدار أسابيع قليلة، استطاعت تلك القوات وضع نهاية للقتال وتنصيب حكومة محافظة غير عسكرية.
وأعلن الرئيس جونسون أنه اتخذ إجراء للحيلولة دون إقامة (ديكتاتورية شيوعية) في جمهورية الدومنيكان. ودليلاً على ذلك، قام بتزويد المراسلين الأمريكان بقوائم الشيوعيين المشتبه فيه في هذا البلد. وكشفت المراجعات السريعة للقائمة أن الدليل كان هشاً للغاية، فالقائمة كانت تضم أسماء بعض أشخاص ليسوا على قيد الحياة والبعض الآخر كان يصعُب تصديق أنهم ينتمون للتيار الشيوعي.
هذا وقد أدانت العديد من حكومات أمريكا اللاتينية والأفراد والمنظمات الخاصة الغزو الأمريكي لجمهورية الدومنيكان واعتبروه عودة إلى (دبلوماسية المدفعية البحرية) التي ترجع لأوائل القرن العشرين عندما قامت الولايات المتحدة بغزو واحتلال عدداً من دول أمريكا اللاتينية بدوافع وحجج واهية. وفي الولايات المتحدة، صب السياسيون والمواطنون، الذين كانوا متشككين في سياسة جونسون في فيتنام، جام غضبهم واحتقارهم على بيانات جونسون حول (الخطر الشيوعي) في جمهورية الدومنيكان. وأصبح هذا الانتقاد معروفاً بشكل أكبر لحكومة جونسون حيث إن الولايات المتحدة أصبحت متورطة بشكل أكبر في الحرب في فيتنام.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved