Wednesday 5th May,200411542العددالاربعاء 16 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بدء جلسات ندوة عناية المملكة بالسنّة والسيرة النبوية.. أمس بدء جلسات ندوة عناية المملكة بالسنّة والسيرة النبوية.. أمس
الباحثون يثنون على المملكة وعلمائها في خدمة السنّة والسيرة... ويطالبون بمشروع شبيه بترجمات القرآن الكريم مع التصدي للشبهات وأصحابها

بدأت عصر يوم أمس الثلاثاء ندوة: (عناية المملكة العربية السعودية بالسُنّة والسيرة النبوية) التي افتتحت في وقت سابق من اليوم نفسه تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة المدينة المنورة، وذلك في فندق المريديان بالمدينة المنورة.
ففي القاعة الأولى رأس الجلسة الأولى معالي الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، بينما قرر لها الدكتور محمد بن خليفة التميمي عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وكان محور الجلسة حول مكانة السنّة النبوية وحجيتها في التشريع الإسلامي.
وفي بداية الجلسة ألقى معالي الشيخ صالح الحصين كلمة أكد فيها على أهمية انعقاد هذه الندوة، وخاصة في ظل الشبهات التي تثار حول السنّة والسيرة النبوية، مؤكداً على ضرورة التصدي لهذه الشبهات وأصحابها من خلال الرد عليهم بأسلوب علمي منهجي يستند إلى القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، ثم تطرق فضيلته إلى محور هذه الجلسة، وأعطى بعد ذلك نبذة مختصرة عن الباحثين.
اتباع منهج السلف
بعد ذلك ألقى فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن غانم السدلان أستاذ الدراسات العليا بكلية الشريعة بالرياض، البحث الأول الذي عنوانه: (دور علماء المملكة في خدمة السنّة والسيرة النبوية) أبان في مقدمته أن مصدر التشريع والأحكام في المملكة العربية السعودية هو الكتاب والسنّة، وقد اتبعت هذه البلاد منهج السلف الصالح في العقيدة والعلم، والعمل، والدعوة والجهاد، مشيراً إلى أن لعلماء المملكة القدح المعلى بالنظر في علوم الشريعة ومتونها، والذب عنها، وتنقيتها من الشوائب التي علقت بها على مر العصور.
وفصل الباحث في دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله -، وقال: إنها دعوة سلفية غايتها إعادة الإسلام إلى أصوله الأولى، وإزالة أنقاض البدع والخرافات التي انحرفت بعقيدة المسلمين عن الطريق السوي، والصراط المستقيم، مشيراً إلى أن العلماء والملوك والأمراء بعد الشيخ محمد بن عبدالوهاب تابعوا مسيرة التأليف والتصنيف، وكان للقدرة العلمية في إجابات الأئمة من آل سعود، وعلماء الدعوة ونصائحهم مظاهر كثيرة أبرزت مقدرتهم العلمية.
نماذج من الجهود
وقدم البحث الثاني الدكتور مساعد بن إبراهيم الحديثي المدير العام لمكتب المشرف العام على مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة بعنوان: (جهود المملكة في نشر السنّة والسيرة النبوية في الخارج) تناول فيه الجهود التي بذلتها المملكة في نشر السنّة والسيرة النبوية في الخارج.
كما تحدث الباحث عن أسباب اهتمام المملكة بنشر السنّة والسيرة النبوية، مستعرضاً السياسة التي تتبعها المملكة في ذلك، ثم عرض نماذج من جهود المملكة في نشر السنّة والسيرة النبوية، التي تمثلت في طباعة الكتب ونشرها، وتعليم أبناء المسلمين، وإنشاء مركز خدمة السُنّة والسيرة النبوية، وبث برامج السنّة عبر إذاعة القرآن الكريم، وإيفاد العلماء والأئمة والحُفاظ للخارج، والمراكز والمساجد في العالم، ومن خلال الأكاديميات، والكراسي العلمية، والجوائز العالمية.
مظاهر الاهتمام
ثم قدّم الدكتور عبدالرحيم محمد المغذوي عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بحثاً بعنوان: (اتخاذ السُنّة النبوية إلى جانب القرآن الكريم أساساً لشؤون الحياة والحكم في المملكة العربية السعودية)، وتحدث فيه الباحث عن السُنّة والسيرة النبوية، وضرورة تحكيمها وتطبيقها في شؤون الحياة والحكم، ثم تناول بالشرح والتفصيل مظاهر اهتمام المملكة العربية السعودية بالسُنّة النبوية في شؤون الحكم ومظاهر اهتمام المملكة العربية السعودية بالسُنّة النبوية في شؤون الحياة.
حلقات المسجد الحرام
والبحث الرابع كان للدكتور رضا محمد الدين صفي الدين السنوسي عضو هيئة التدريس جامعة الملك عبدالعزيز بجدة بعنوان: (دور علماء مكة المكرمة في خدمة السُنّة والسيرة النبوية خلال القرن الرابع عشر الهجري) ركز في بدايته على الحياة العلمية في مكة المكرمة خلال هذا القرن، وبخاصة ما يتعلق منها بالسُنّة والسيرة النبوية متناولاً الأثر العظيم لحلقات المسجد الحرام في تدريسهما، ومبادرة علماء مكة المكرمة في التأليف متطرقاً إلى دور المؤسسات التعليمية التي ظهرت في مكة المكرمة في القرن الرابع عشر، سواء أكانت مؤسسات تعليمية أهلية، أو مؤسسات تعليمية حكومية.
وأورد الباحث تراجم العلماء الذين كانت لهم جهود في السُنّة والسيرة النبوية، تعلماً وتعليماً، وتأليفاً من أهل مكة، مما تتبين به الحركة العلمية في مكة المكرمة، في هذا القرن، وبخاصة ما يتعلق بالسُنّة والسيرة.
الكلمات المأثورة
والبحث الخامس في هذه الجلسة كان للدكتور عبدالعزيز بن محمد السعيد رئيس قسم السُنّة وعلومها بكلية أصول الدين بالرياض بعنوان: (دور علماء المملكة في خدمة السُنّة والسيرة النبوية) الذي عرض في بدايته بعض الكلمات المأثورة عن علماء المملكة المشتملة على الدعوة إلى السُنّة والتمسك بها، والعمل بمقتضاها، ثم عرض الباحث تراجم موجزة لأبرز علماء المملكة في خدمة السُنّة والسيرة، وتحدث عن النشاطات التي قدمها علماء المملكة سواء أكانت فردية أو جماعية.
وتناول الباحث جملة من الأعمال في هذا الصدد منها التعليم في المساجد أو المدارس والمعاهد والكليات، أو في البيوت، والتأليف بألوانه المختلفة، والمشاركة في الدورات العلمية داخلياً وخارجياً، والمحاضرات، والندوات، والإشراف على الرسائل العلمية في السُنّة والسيرة ومناقشتها، وتقويم الكتب المصنفة فيها، والتواصل مع وسائل الإعلام، والاتصال لتقديم الهدي النبوي للأمة المسلمة، بل للناس أجمعين، والإسهام في تعليم السُنّة، وتشجيع بحوثها عن طريق المكتبات الخاصة والعامة، وسعي الباحث إلى تقويم هذه الجهود، وبيان أثرها.
دور الجامعات
كما عقدت - في الوقت نفسه - الجلسة الثانية من ندوة (عناية المملكة العربية السعودية بالسُنّة والسيرة النبوية)، وقد رأس الجلسة معالي الدكتور عبدالله بن صالح العبيد عضو مجلس الشورى ورئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، بينما كان مقرر الجلسة الدكتور عبدالرحمن بن محمد الحجيلي عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وكان انعقادها في القاعة الثانية بفندق المريديان بالمدينة المنورة.
وقد ألقي البحث الأول بعنوان: (دور الجامعات بالمملكة في خدمة السُنّة والسيرة النبوية) للدكتورعبدالله بن عبد المحسن التويجري وكيل مركز دراسة الطالبات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الذي تحدث فيه عن خدمة الجامعات للسُنّة والسيرة في المجالات الآتية: التدريس: حيث أنشئت الكليات والأقسام المتخصصة في السُنّة والسيرة، وعقدت الدورات المتخصصة داخل المملكة وخارجها، والتأليف: أعدت الرسائل العلمية في مرحلتي الماجستير والدكتوراه، كما أعدت البحوث العلمية، وقدمت للمجالس والمراكز والمجلات العلمية، وتم تأليف الكتب العلمية ونشرها وتوفير الوسائل المعينة على المعرفة والفهم، فقد تم جمع كتب السُنّة والسيرة لتكون في متناول الباحثين، ووفرت البرامج الحاسوبية التي تخدم البحث في مجال السُنّة والسيرة النبوية.
وأبان البحث أن الجامعات أوفدت أعضاء هيئة التدريس التابعين لها في تخصص السُنّة والسيرة إلى جامعات ومؤسسات تعليمية أخرى داخل المملكة وخارجها، وقدمت الجامعات كذلك أنشطة مختلفة مثل عقد المؤتمرات والندوات، وإلقاء المحاضرات في الجامعات، كذلك أنشطة مختلفة مثل عقد المؤاتمرات والندوات، وإلقاء المحاضرات في الجامعات، وكذلك إسهام الأساتذة عبر وسائل الإعلام والمشاركة في الأنشطة الدعوية.
الجامعة الإسلامية
أما البحث الثاني لهذه الجلسة، فكان بعنوان: (جهود الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في خدمة السُنّة النبوية من خلال كلية الحديث الشريف والدراسات الإسلامية) للدكتور إبراهيم بن علي العبيد عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية، وعرض البحث في بدايته نبذة عن سيرة الجامعة الإسلامية، ثم تحدث عن كلية الحديث من حيث نشأتها وأهدافها وأقسامها، ثم بين الباحث جهود كلية الحديث في التعليم في الخطط والمناهج الدراسية في المرحلة الجامعية ومرحلة الماجستير ومرحلة الدكتوراه، كما بين جهودها في التعليم في هذه المراحل.
وفي الفصل الثالث تناول الباحث جهود خريجي الكلية في المرحلة الجامعية وفي الدراسات العليا، وجهود المتخرجين، بينما تحدث في الفصل الرابع عن جهود الكلية في خدمة البحث العلمي، من خلال ذلك من: أبحاث التفرع العلمي، وأبحاث المؤتمرات والندوات والملتقيات، وأبحاث الترقيات، ثم الرسائل العلمية في مرحلتي الماجستير والدكتوراه.
مؤلفات بالأوردية
أما البحث الثالث فقد جاء بعنوان: (المؤلفات الخاصة بالسُنّة النبوية باللغة الأردية ببليوغرافيا) للدكتور أحمد خان علي محمد مدير مركز حماية المخطوطات العربية وتحقيقها وفهرستها في إسلام أباد في باكستان، الذي سرد المؤلفات التي وضعت أصالة باللغة الأردية في الحديث النبوي، ولم تترجم إلى العربية، وقد حصر زمان نشرها في قرن أو أكثر، وذكر أنه ظهرت فتنة إنكار الحديث النبوي في شبه القارة الهندية، وقد تصدى لها أهل الحق، فكتبوا البحوث والردود في تفنيدها.
كما ذكر الباحث أن الجامعات أسهمت في تشجيع كتابة المؤلفات في ميدان الحديث النبوي، وقدمت فيها رسائل الماجستير والدكتوراه في حقول أصول الحديث وتاريخه، وتدوين السُنّة وتراجم الرجال، وقد طبع بعض هذه الرسائل، كما أورد أسماء بعض المجلات التي أسهمت في نشر بحوث في السُنّة، وذكر الهيئات والمراكز التي كان لها دور في نشر كتب الحديث، ثم تطرق إلى الندوات التي نظمت في علوم الحديث.
تشويه صورة الإسلام
وكان البحث الرابع في هذه الجلسة بعنوان: (دراسات إسبانية للسيرة النبوية) للدكتور محمد عبدالقادر برادة أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان بالمغرب, تطرق الباحث في هذا البحث لمفهوم السيرة، وقدم نماذج من الكتب التي اهتمت بسيرة النبي - صلى الله عليه وسلم- ابتداء من القرن التاسع الميلادي، وخلص إلى عدم نزاهة أغلبية الباحثين في موضوع السيرة، وأرجع ذلك إلى عدم أخذهم المعلومات من منبعها الأصلي، ولرغبتهم في تشويه صورة الإسلام في شخص نبي الرحمة المهداة- صلى الله عليه وسلم-.
واقترح الباحث مراجعة ما كتب عن السيرة، والدفع بمشروع كبير شبيه بترجمات القرآن، لكي يجد القارئ نصاً يعتمد عليه في دينه ودنياه، ولكيلا يبقى الطفل المسلم حبيس ما ينشره الغرب من تشويه وافتراء.
جائزة نايف
والبحث الخامس تمثل في تقرير بعنوان: (دور جائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية في العناية بالسُنّة والسيرة النبوية) من إعداد الأمانة العامة للجائزة، حيث أوضح التقرير أن اهتمام صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز بخدمة السُنّة والسيرة النبوية يأتي ترسيخاً للمبدأ الذي توليه حكومة المملكة العربية السعودية والعناية المثلى بمصادر التشريع الإسلامي.
وقد عرض التقرير لاسم الجائزة وشعارها وأهدافها وقيمتها التي تتركز في الجانب المعنوي والجانب العلمي والجانب المادي، منسياً إلى موضوعات الجائزة والمستويات الثلاثة التي يحتويها وجوائزها، كما أشار إلى المناشط الأخرى المتعددة التي تعنى بها الجائزة.
السُنّة النبوية وحي
بعد ذلك عقدت في مساء اليوم نفسه الجلسة الثالثة من الندوة ورأسها الشيخ الدكتور صالح بن عبدالرحمن المحيميد رئيس محاكم منطقة المدينة المنورة، ومقررها كان الدكتور إبراهيم بن عامر الرحيلي عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
وكان البحث الأول التي ناقشتها هذه الجلسة بعنوان: (السُنّة النبوية وحي) للدكتور خليل بن إبراهيم ملا خاطر أستاذ الحديث وعلومه بالمدينة المنورة، مشيراً إلى أن أول من بحث هذا الموضوع الإمام الشافعي- رحمه الله تعالى-، وقسم الباحث بحثه إلى خمسة فصول عرف في الفصل الأول: الوحي وأنواعه، وثبوت النبوة به، وأن ليس كل الوحي مكتوباً، وفي الفصل الثاني عرض الباحث الأدلة من القرآن الكريم الإجمالية والجزئية، فيما أورد في الفصل الثالث الأدلة من السُنّة النبوية إجمالاً، ثم ذكر نماذج منها، ثم عرض في الفصل الرابع: الأدلة من دلائل النبوة، بينما تحدث في الفصل الخامس عن الأدلة من الإعجاز العلمي.
الإعجاز العلمي
وقدم البحث الثاني في هذه الجلسة الذي كان بعنوان: (السُنّة النبوية وحي من الله محفوظة كالقرآن الكريم) للأستاذ الدكتور أبو لبابة بن الظاهر حسين رئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الإمارات العربية المتحدة، أوضح في بدايته أن غاية هذا البحث تتركز على قضية واحدة هي إثبات أن السُنّة الصحيحة التي توافرت فيها الشروط لقبول الوحي من الله، وهي التي أطلق عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- اسم (الهَدي) فقال: (وأحسن الهدي هدي محمد) وما شرعه بالاجتهاد، فهو وحي كذلك، لأن الله سبحانه وتعالى لا يقر رسوله- صلى الله عليه وسلم- على خطأ.
وعرف الباحث الوحي لغة وشرعاً، مبيناً أقسامه الثلاثة وهي: الإلهام، والكلام من وراء حجاب، والوحي بواسطة ملك الوحي، ثم ذكر الأدلة من القرآن على أن السُنّة وحي، وأورد أيضاً الأحاديث الدالة على أن السُنّة وحي، وبين كذلك أن إخبار الرسول- صلى الله عليه وسلم- عن الغيبيات وتحققها في الواقع يدل على أن السُنّة وحي، وأورد أمثلة على ذلك، وختم الدكتور أبو لبابة الظاهر بحثه مؤكداً على أن الإعجاز العلمي الوارد في السُنّة يدل على أنها وحي، وضرب الأمثلة على ذلك.
الموجة العارمة
أما البحث الثالث في هذه الجلسة، فكان بعنوان: (السُنّة النبوية وحي من الله محفوظة كالقرآن الكريم) للدكتور الحسين بن محمد آيت سعيد أستاذ التعليم العالي في المغرب، حيث قال: لقد تعرضت السُنّة ولا تزال لموجة عارمة من التشكيك في كونها وحياً تارة، أو إنكارها بالكلية تارة أخرى، أو الطعن في تدوينها، أو حصرها بالاستئناس بها، وعدم الاحتجاج بها في العقائد أو الحدود ونحوها، إلى غير ذلك من الضلالات.
وقال الدكتور سعيد في بحثه: إن هذا البحث جاء لإثبات أنها وهي من الله، محفوظة، لا يسع المسلم إلا التسليم بها, وهي ما صح من أقوال النبي- صلى الله عليه وسلم- وأفعاله وتقريره ووصفه، وقد اقتضى البحث الحديث عن عصمة الأنبياء، واجتهادهم، وبيان الجمع بين العصمة من الله والاجتهاد منهم، وأنهم - عليهم السلام - يجتهدون بأمر الله، وإذا صدر منهم ما هو خلاف الأولى بين الله لهم بالوحي الحق، وسددهم، وهداهم، فيرجعون إليه، فلا يتنافى مع عصمتهم ووحي الله لهم.
المصدر الثاني
وفي البحث الرابع لهذه الجلسة، الذي كان بعنوان: (السُنّة النبوية المصدر الثاني للتشريع الإسلامي ومكانتها من حيث الاحتجاج والعمل) للدكتور محمد بن عبدالله باجمعان عضو هيئة التدريس بكلية التربية في المدينة المنورة عرف الباحث بالسُنّة وشرح إطلاقاتها عند أهل العلم، ثم تحدث عن مصادر التشريع الإسلامي: الكتاب والسُنّة والإجماع والقياس، ثم أوضح أن السُنّة بيان للقرآن الكريم، وأنها وحي نزل به جبريل على الرسول- صلى الله عليه وسلم- وعرج الباحث على بيان مكانة السُنّة من حيث الاحتجاج بها، وأنها مثل القرآن في ذلك، فيجب العمل بها، كما أنها مثل القرآن الكريم في التشريع والتحليل والتحريم، إلا أنها من حيث الثبوت تعد المصدر الثاني للتشريع، ثم بين الباحث معنى حجية السُنّة ودليل ذلك، وسرد أدلة حجية السُنّة، كما أورد الأدلة على وجوب العمل بالسُنّة.
الرابط القوي
وكان البحث الخامس في هذه الجلسة بعنوان: (السُنّة النبوية وحي من الله محفوظة كالقرآن الكريم) للدكتورة شيخة بنت مفرج المفرج الأستاذ المساعد بكلية أصول الدين بالرياض، بينت فيه أن المعنى اللغوي للسُنّة يقود إلى المعنى الاصطلاحي، وبينهما رابط قوي، ألا وهو الطريق، والمنهج المسلوك ، على ما ورد من اختلافات طفيفة في التعريف الشرعي بين المحدثين والفقهاء والأصوليين، فكل يعرف بما يخدم علمه، لكنها كلها تصب في قالب واحد، وبينت ذلك في الباب الأول.
وأبانت الباحثة في بحثها أن الله سبحانه كما أوحى إلى نبيه محمد- صلى الله عليه وسلم- القرآن، فقد أوحى إليه السُنّة، لأنه وصفه بأنه لا ينطق عن الهوى، ولأن ما ينطق به شرع يتعبد به، مشيرة إلى أن الله سبحانه وتعالى كما حفظ كتابه، قيض لسُنّة نبيه- صلى الله عليه وسلم- من يحفظها من الصحابة الأبرار، ومن جاء بعدهم ممن حمل هم هذا الدين حتى تبقى شرعاً يعمل به إلى أن تقوم الساعة، مستعرضة دور الصحابيات، وبخاصة أمهات المؤمنين - رضي الله عنهن - في حفظ أحاديث وأحكام ليس في إمكانية أحد أن يطلع عليها غيرهن.
مواجهة الحاقدين
وتواصلت جلسات الندوة بعد ذلك، حيث عقدت في اليوم ذاته الجلسة الرابعة للندوة برئاسة معالي نائب الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الفالح، ومقررها عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الدكتور أمين بن فالح المغامسي، وكان أول بحث ناقشته لعضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى سابقاً الدكتور ربيع بن هادي المدخلي، وكان عنوانه: (حجية خبر الآحاد في العقائد والأحكام) تناول في المقدمة حال الناس وقت بعثة النبي- صلى الله عليه وسلم-، وما كانوا عليه من جاهلية وضلال، ثم تطرق إلى تبليغ الرسول- صلى الله عليه وسلم- كل ما أنزل إليه، وتبليغ الصحابة هذه الرسالة، وقيامهم بها خير قيام.
وتحدث الباحث عن كيف واجه الحاقدون من اليهود والنصارى والملاحدة هذه الرسالة ومن دان بها، ومنها الكذب على رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، والطعن فيما جاء به من الهدى والعلم، وكيف تصدى أئمة الحديث وغيرهم لرد هذه المكايد وفضح أهلها، وكيف وقعت بعض الفرق في الانحراف، ورد فحول السُنّة هذه الانحرافات، مبيناً منزلة سُنّة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في الكتاب والسُنّة وعند الصحابة الكرام، ومن سار على نهجهم من خيار الأمة، وبين ضلالات وشبه أهل الأهواء وشبهات أهل الإلحاد قديماً وحديثاً حول السُنّة مقرونة بما يدحضها من الحجج والبراهين، وعرض الدكتور المدخلي في بحث شبهات بعض الطوائف حول إفادة أخبار الآحاد العلم، وزعمهم أنها تفيد الظن بما في ذلك أخبار الصحيحين وأنها لا تفيد إلا الظن.
حجية خبر الآحاد
بعد ذلك ناقشت الجلسة الرابعة البحث الثاني لعضو هيئة التدريس بجامعة الإمارات العربية المتحدة الدكتور عامر بن حسن صبري بعنوان: (حجية خبر الآحاد في العقائد والأحكام)، حيث أفاد البحث أن علماء الحديث قاموا بخدمة حديث رسوله- صلى الله عليه وسلم- خير قيام، وبذلوا غاية جهدهم في الدفاع عن هذه السنة المشرفة، وكان من نتائج ذلك وضع القواعد التي كفلت لهم التمييز بين الصحيح وغيره، وهذه القواعد نجدها في كتب أصول الرواية وفي علم الجرح والتعديل وغيرها، ومن هذه القواعد تقسيم الحديث إلى متواتر وآحاد.
وقد تناول البحث بالتفصيل حجية خبر الآحاد، وأنه يفيد العلم والعمل جميعاً إذا كان صحيحا،ً وقبله علماء الحديث من غير نكير منهم عليه، أو طعن فيه، وأنه حجة قاطعة في الدين سواء أكان في العقائد أم في غيرها، مؤكداً الباحث في بحثه أن الادعاء أن أحاديث الآحاد تفيد الظن، أو لا يعمل بها في العقائد - ليس عليه أي دليل من كتاب الله، ولا من سُنّة رسول الله- صلى الله عليه وسلم ومن عمل الصحابة والتابعين، بل أفادت هذه الأدلة مجتمعة أن الحديث إذا صحت نسبته إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- من القوادح الخارجية والداخلية وجب العمل به في جميع أمور الدين.
إبراز جهود العلماء
أما البحث الثالث الذي ناقشته الجلسة الرابعة، كان لعضو هيئة التدريس بكلية الشريعة في مدينة أغادير المغربية الدكتور محمد بن جميل مبارك بعنوان: (حجية خبر الآحاد في العقائد والأحكام)، حيث بين أن هدف هذا البحث هو إبراز جهود العلماء عبر التاريخ - ولاسيما علماء الحديث - في الدفاع عن حجية خبر الواحد في كل مجالات الشريعة، وقال: إن نشأة ظاهرة التشكيك في حجية السُنّة عامة، وفي خبر الواحد خاصة منذ وقت مبكر، ثم لم يكد عصر يخلو منها مع التفاوت بين العصور في حدة هذه الظاهرة وخفتها، وهي ظاهرة تكمن وراءها دوافع قد تقوى، وقد تضعف، وأخطر هذه الدوافع، دافع التحلل من الدين، وتشكيك الأمة في ثوابتها، ثم نشأت ظاهرة التفرقة بين العقائد والأحكام فيما يثبت بخبر الواحد وما لا يثبت.
وأبان الدكتور محمد مبارك في بحثه أنه حاول من خلاله بيان أسباب التشكيك في حجية الخبر الواحد، واستعراض أهم الأدلة من الكتاب والسُنّة والإجماع التي تثبت حجية خبر الواحد، ودراسة ثمرة خلاف ثار طويلا حول إفادة خبر الواحد للعلم أو الظن، والرد على بعض الشبه التي يثيرها المشككون، وخلص إلى القول: إن خبر الواحد حجة بنفسه، وأصل قائم بذاته، وأنه يحتج به في مجال العقائد، كما يحتج به في مجال الأحكام، ولا دليل على التفرقة بين المجالين.
الفرق الضالة
بعد ذلك قدم الأستاذ المشارك في كلية أصول الدين بالرياض الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الشريف، البحث الرابع الذي جاء تحت عنوان: (حجية خبر الآحاد في العقائد والأحكام)، تناول فيه قضية إثبات حجية خبر الآحاد في العقائد والأحكام على السواء، مبيناً أن سلف الأمة من الصحابة والتابعين لم يكونوا يفرقون - في عملهم بالسُنّة - بين المتواتر والآحاد، بل إن هذا التقسيم لم يعرف إلا بعد عصر الصحابة وكبار التابعين، حين ظهرت الفرق الضالة ممن اتخذوا علم الكلام منهجاً لهم في البحث والاستدلال، وحكموا العقول في نصوص الشرع.
وقد قسم الباحث بحثه إلى ثلاثة فصول، حيث تحدث في المقدمة عن أهمية السُنّة، وحرص السلف على العمل بها، وتاريخ ظهور بدعة التفريق بين الآحاد والمتواتر من حديث النبي- صلى الله عليه وسلم -، ثم تناول في الفصل الأول: أقسام الخبر من حيث طرق وصوله إلينا، فقسمه إلى متواتر وآحاد، مع تعريف كل قسم، وشروط العمل به، ووجوده، وفي الفصل الثاني: تناول الباحث شروط قبول حديث الآحاد، وذلك في مبحثين، الأول منهما للشروط المتفق عليها، والثاني للشروط المختلف فيها، أما في الفصل الثالث، فتناول الباحث الأقوال في حجية خبر الآحاد، فحصرها في ثلاثة أقوال هي الأول : القول بحجية خبر الآحاد مطلقا في العقائد والأحكام، وهو القول الذي توصل البحث إلى صحته وترجيحه، والثاني: القول بحجية خبر الآحاد في الأحكام دون العقائد، والثالث: القول بعدم حجية السُنّة مطلقاً مع بيان أدلة كل قول منها، ومناقشتها، وبيان الراجح من ذلك.
مكانة السُنّة في التشريع
وناقشت بعد ذلك الجلسة الرابعة البحث الخامس للدكتورة فرحانة بنت علي شويته بعنوان: (حجية خبر الآحاد في العقائد والأحكام)، حيث عرضت في بداية بحثها مكانة السُنّة في التشريع مبينة ذلك من خلال علاقة السُنّة بالقرآن الكريم في التشريع، وكان عنوان الفصل الأول: الاحتجاج بخبر الآحاد في العقائد، واشتمل على ثلاثة مباحث، وتناولت الباحثة في المبحث الأول (إفادة خبر الآحاد العلم أو الظن) ورجحت أن الخلاف الوارد في هذه المسألة خلاف لفظي، لأن الذين يقولون: إن خبر الآحاد يفيد الظن، يقولون بوجوب العمل به، فكيف يتصور العمل بدون علم، فالعمل فرع تصور العلم، فيما تناولت في المبحث الثاني الأدلة الدالة على وجوب الأخذ بخبر الآحاد في العقائد من القرآن الكريم والسُنّة النبوية والعقل، وفي المبحث الثالث تحدثت عن شبه منكري الاحتجاج بخبر الآحاد في العقائد سواء قديماً أو حديثاً، ثم ردت عليها، كل على حدة.
وفي الفصل الثاني تحدثت الباحثة عن الاحتجاج بخبر الآحاد في الأحكام، وقد اشتمل على مبحثين كان المبحث الأول في الأدلة الدالة على وجوب الاحتجاج بخبر الآحاد في الأحكام من القرآن الكريم والسُنّة والإجماع والقياس، وكان المبحث الثاني مشتملاً على أدلة منكري الاحتجاج بخبر الآحاد في الأحكام والرد عليها.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved