لن يكفي اعتذار وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد عما قام به جنوده من تعذيب وأعمال لا أخلاقية بحق الأسرى ىالعراقيين في سجن أبو غريب، في وقف المطالبات المتزايدة لتقديم استقالته،فقد انضم العديد من أعضاء الكونجرس الأمريكي وبالذات من الحزب الديمقراطي إلى كتَّاب الافتتاحيات وكتَّاب الرأي في كبريات الصحف الأمريكية الكبرى التي طالبت رامسفيلد بالاستقالة لوقف الضرر الذي أصاب سمعة الولايات المتحدة الأمريكية.
رامسفيلد نفسه اعترف أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي بمسؤوليته عما حدث، إلا أنه رفض الاستقالة لأن القضية حسب رأيه أصبحت قضية سياسية.
رأي رامسفيلد هذا اصطدم بتوضيحات أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي الذين اعتبروا وزير الدفاع الأمريكي نفسه المحرض الأول على ارتكاب هذه الأعمال بوصفه سياسات سمحت بوقوع التعذيب بقوله مراراً أمام الجنود الأمريكيين في زياراته الميدانية لهم، وفي تصريحاته للصحف ولقاءاته التلفزيونية بأن الولايات المتحدة لم تعد ملزمة بمعاهدة جنيف بشأن معاملة أسرى الحرب.
أما الصحف الأمريكية الكبرى فترى أن وزير الدفاع رامسفيد مُنِح الثقة بلا حدود حتى تضخم ذاتياً الى حد الغرور.
وطالبت صحيفة نيويورك تايمز باستقالة رامسفيلد وقالت في افتتاحيتها بأن الشعب الأمريكي تعرض للتضليل في العامين الماضيين من رجل يتمتع بثقة كبيرة تصل إلى حد الغرور ومن ثم إلى حد الحماقة.
وقالت الصحيفة (حان الوقت لرحيل دونالد رامسفيلد) وليس فقط لأنه يتحمل مسؤولية فضيحة أبو غريب.
تزايد المطالبة باستقالة وزير الدفاع وتحميله كل أوزار الممارسات اللا أخلاقية في العراق لا تجد التأييد الكامل في صفوف الحزب الجمهوري فبإلاضافة الى الدعم الذي قدمه الرئيس جوج بوش لوزير دفاعه والذي اعتبره وزيراً كفؤاً ويؤدي عمله بصورة جيدة، فإن عدداً من أعضاء الكونجرس من الجمهوريين لا يخفون دعمهم لزميلهم رامسفيلد، فعضو الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ جيف سيسونز، يرى أن الكونجرس لا يجب ان يأخذ على حين غفلة، ولكنه قال: إن رامسفيلد وزير دفاع غير عادي وان المطالبة بعزله (هراء سياسي)..!! الهراء السياسي هذا يراه عدد كبير من أعضاء مجلس الشيوخ ضرورة لوقف الضرر الذي لحق بسمعة أمريكا.. فاستقالة الوزير قد توقف تداول هذه القضية وهو ما يتفق رامسفيلد نفسه مع هذا الرأي. فعندما دعا عضو مجلس الشيوخ من الحزب الديمقراطي ايفان باي وزير الدفاع الى تقييم ما إذا كانت استقالته ستوقف بعض الضرر الذي لحق بسمعة الولايات المتحدة.
رد رامسفيلد: هذا أمر محتمل!!
هذا الاحتمال هل سيتحقق ويذهب أقوى وزير في إدارة الرئيس بوش بسبب تفجر فضيحة تعذيب السجناء العراقيين؟! الأيام القادمة ستظهر مدى إمكانية تحقق هذا الاحتمال.
| 
