Sunday 9th May,200411546العددالأحد 20 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ألا إنهم هم المفسدون!! ألا إنهم هم المفسدون!!
د. ناصر بن علي الموسى /المشرف العام على التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم

إن المتأمل فيما حدث من تفجيرات - في الآونة الأخيرة - ليعجب أشد العجب، ويتساءل: كيف يحدث هذا في بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية التي اشتهرت بين دول العالم بأنها بلاد الأمن والأمان التي تحكمها شريعة الله بجناحيها الكتاب والسنة؟
ومن هم أولئك الذين قست قلوبهم فهي كالحجارة أو أشد قسوة، لدرجة أنهم يقتلون المدنيين من الرجال والنساء والأطفال من أبناء دينهم وعروبتهم؟
وهنا تصدمك الإجابة عن موقع الساحة على الإنترنت بأنهم جماعة تطلق على نفسها (كتائب الحرمين)!! تلك الجماعة الفاسقة المارقة المرتبطة بتنظيم (القاعدة) هي التي أعلنت مسؤوليتها عن تفجيرات الرياض!!
حسبنا الله ونعم الوكيل.. ثم بعد ذلك بثلاثة أيام فقط ألقت قوات الأمن السعودية- وفقها الله - القبض على عدد من المطلوبين أمنياً مع سيارة محملة بالمتفجرات، ولكم أن تتصوروا أين تم الضبط ؟ في مكة المكرمة، البلد الحرام الذي أقسم به سبحانه وتعالى في سورة التين، واصفاً إياه (بالبلد الأمين) إذ يقول عز من قائل في محكم التنزيل: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ} ومكة المكرمة هي أرض الأمن والأمان كما أرادها الله واختارها لتضم بيته العتيق الذي جعله (مثابة للناس وأمنا) {جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً} أي ملجأ آمناً لكل من لجأ إليه، ولكن أولئك الضالين المضلين أرادوها مرتعا لجرائمهم الإرهابية ودعواتهم التخريبية، وإن تعجب فعجب قولهم: إنما نحن مصلحون!! {أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ}..فالإصلاح الحقيقي هو ما قامت وتقوم به حكومتنا الرشيدة منذ سنوات في شتى المجالات، السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، والتربوي والتعليمي، وذلك بخطوات علمية مدروسة، تأخذ في الحسبان ما يتفق وشريعتنا الإسلامية، وعاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا العربية.
ولهذا فالإصلاح ينبع من داخلنا، وينبت على أرضنا ولا نستورده من غيرنا، ونرفض أن يُملي علينا، وهو ما صرح به مراراً وتكراراً ولاة أمرنا، حفظهم الله ورعاهم، فاخسئوا يا من ارتكبتم جرائمكم النكراء، وفجرتم وأزهقتم أرواح الأبرياء ثم أعلنتم بلا أدنى حياء، أنكم كتائب الحرمين الشريفين اللذين هما منكم براء.
فيا من عميت عليهم بصائرهم لقد أخطأتم تحديد هدفكم، فاحملوا اليوم أوزاراً على أوزاركم، وإذا متم أو قتلتم فسوف تلقون الجزاء من ربكم، وسوف تستمر مسيرتنا بإذن الله رغم أنفكم، سائلين المولى عز وجل أن يحفظ أمتنا وولاة أمرنا من شروركم، والله خير حافظاَ وهو أرحم الراحمين.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved