Sunday 9th May,200411546العددالأحد 20 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لمصلحة من هذا العبث..؟! لمصلحة من هذا العبث..؟!
عبدالله بن عبدالعزيز البابطين

من منا لم يذرف دمعة غزيرة عندما سمع نبأ التفجير المروع أمام مبنى الأمن العام بمدينة الرياض ظهر الأربعاء الموافق 2-3-1425هـ وما سببه من آثار وآلام كثيرة.
ومن منا لم تتقطع نياط قلبه وهو يصغي الى تفاصيل تلك الآثار الأليمة ويزيده ألما وحسرة أنه لم يقع من عدو خارجي بل من بعض بني جلدتنا ومن شبابنا بدافع الغيرة الدينية..! وأي غيرة هذه التي خلت من الانسانية وتجردت من الرحمة ومخافة الله فكانت قاسية ظالمة آثمة صدرت من حاقد قاسي القلب، وأبعد القلوب من الله القلب القاسي فهي إذاً تدميرية لا دينية كما زعموا فبئسما فكر وقدر وساء ما صنع!.
يتّم أطفالاً..! ورمّل نساء..! وأهدر أموالاً بما أفسد من ممتلكات وطرقات..! وروع الآمنين في قلب عاصمة الاسلام ومضرب المثل في الخير والأمان وظهور شعائر الدين فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فاللهم أنزل شفاءك العاجل على المصابين شفاء لا يغادر سقما ولا عاهات، ورحم الله القتلى وسلكهم في منظومة الشهداء وأعظم أجور أسرهم وذوي قرباهم وأحسن الخلف على ذرياتهم وجبر مصابنا فيهم حكومة وأسراً وشعباً و{ِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
ثم إن الموقف المحزن يقتضي الالتفات ذات الشمال الى الجاني الآثم.. ونقول له:
يا لهول ما اقترفت.. ويا شناعة ما ارتكبت من موبقات يمكن ابراز أمهاتها في النقاط التالية وهي وإن كانت معروفة للأعيان معلومة الوعيد عليها وفاعلها ليس في عالم الدنيا لكن الاشارة اليها لا تخلوا من فوائد منها: تجسيد بشاعتها ومنها التحذير في الوقوع في مثلها ومنها تفنيد رأي من يبررها:
1- الاستهانة بالحرمات والاقدام على كبائر المحرمات بهذه السهولة المفزعة.
2- القتل العمد مع العزم.. وسبق الاصرار.
3- باء بإثم مالا يحصى من دماء المسلمين فعلاً.. وتصميماً واصطلى بتبعاتها وعند الله تجتمع الخصوم ولا يظلم ربك أحداً.
4- كم دمر من بيوت مأهولة وملأها أحزاناً على أهلها! وكم أهدر من أموال معصومة! وكم عرقل من مشروعات نافعة، وأضر بمصالح وطنية.
5- أقدم بكل جرأة وسوء نية على زعزعة الأمن، وترويع المسلمين، وعمل على نشر الفوضى والتخريب في عاصمة الاسلام ومحط أنظار المسلمين.
6- تجنى على ولي الأمر المسلم وامتهن حقوقه التي عظم الله شأنها وأوجب صيانتها.
7- تعدت هذه الاهانة والأذى الى أفراد الأمة بأسرها والى أرضها الاسلامية. أرض الطمأنينة والرخاء.
8- أيد دعوى الأعداء في الصاق الارهاب بالاسلام والمسلمين.
9- زعموا أن ما حمله على فعله المشين هو الجهاد وقد كذب، فمتى كانت بلاد التوحيد أرض جهاد وهي حصن الاسلام وموئل السنة وهي دار هجرة ومأرز ايمان. فأين تذهبون؟!
10- أقدم بهذا التصور الضال على ازهاق روحه بيده عمداً عاصياً لله ورسوله.. متعرضاً للوعيد الشديد.. ومنه ان من قتل نفسه بشيء لا يزال يعذب به إلى يوم القيامة فبئس ما صنع ويا وبال ما جنى على نفسه.
11- وهذه في الحقيقة مهمة جداً في كشف هؤلاء المجرمين حيث اسقطت الأقنعة المزيفة وأبطلت الشبه الداحضة التي كان يروجها هؤلاء الظالمون.
فيا ويح هذا الفاعل ومن على شاكلته! ويا ويل ثم يا ويل من سمم عقولهم وقلب مفاهيمهم وسول لهم امتطاء هذا المركب الخطير والارتطام بأهواله والتعرض لسخط الله وأليم عقابه.
أيها القتلة الحقيقيون من مفتين ومخططين وممولين ومشجعين وغيرهم، اعلموا أن لكم كفلا غير منقوص من كل جريمة ترتكب بسببكم وما جلد على النار بجليد فاتقوا الله في أنفسكم وتأملوا في وضعكم ونظفوا أفكارهم من الغلو الذي أهلك من كان قبلكم وعودوا إلى صراط الله الذي له ما في السموات وما في الأرض وإليه تصير الأمور وهو يتولى الصالحين جعلنا الله منهم.. وحسبنا الله ونعم الوكيل وخير الكلام ما قل ودل.. وهذا بمقتضى النصيحة التي أوجبها الله على المسلمين.. وخير دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved