Tuesday 11th May,200411548العددالثلاثاء 22 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

من الرياض إلى ينبع مروراً بمكة المكرمة ومدينة الرسول الكريم من الرياض إلى ينبع مروراً بمكة المكرمة ومدينة الرسول الكريم
عام مضى على أولى عمليات الإرهابيين الإجرامية
مجمع المحيا السكني ثم مبنى المرور كشفا زيف مبررات القتلة وأقاويلهم

على مدى عام كامل قام الإرهابيون من اصحاب الافكار الضالة بعدة عمليات إرهابية نتج عنها وقوع العديد من الضحايا والمصابين من مختلف الجنسيات الأجنبية والعربية والإسلامية ومن مختلف الاجناس والمراحل العمرية.
ولم يسلم من شرورهم لا طفل ولا امرأة.. وقد بدأت تلك العمليات باستهداف المجمعات والشركات التي تقطنها اغلبية اجنبية.. وإن كانت تضم أيضاً مواطنين، وآخرين عرباً ثم مالبثت أن تحولت إلى المجمعات الأقل تحصيناً بغض النظر عمن يقطنها ليصل بهم الامر في نهاية المطاف إلى تفجير مبنى المرور بالرياض بكل من فيه من موظفين ومراجعين بل وطالت اعمالهم المشينة رجال امن على الطرق البرية وآخرين في الصحراء.
وقد بدأت أول خيوط تلك العمليات الدنيئة تتكشف منذ أن انفجرت احدى العبوات الناسفة في حي الجزيرة بشرق الرياض وقتلت احد الإرهابيين الذي كان يقوم باعدادها لعمل إرهابي ما.. تلا ذلك الإعلان عن قائمة التسعة عشر التي اعلنت عنها وزارة الداخلية والتي شملت المطلوبين امنياً الذين رصدت تحركاتهم واعدادهم للقيام بعمليات إرهابية تستهدف الوطن ومقدراته.
وفي الحادي عشر من شهر مايو من العام الماضي 2003 الموافق 12 ربيع الاول عام 1424هـ قام الإرهابيون بعمليات تفجير لثلاث سيارات مفخخة يقودها انتحاريون مستهدفة مجمعات تجارية وسكنية في آن واحد في شرق العاصمة الرياض في احياء غرناطة والحمراء واشبيليا.. وتبع هذا العمل الإرهابي المشين العديد من عمليات الملاحقة الناجحة التي أوقعت عدداً من هؤلاء الإرهابيين في يد العدالة بينما تم تدمير عدد من اعضاء تلك الخلايا وهي في أوج الإعداد لعمليات أخرى وكانت أبرز محطات تلك الملاحقات ما تم في مكة المكرمة.
في مكة المكرمة
وقد بدأت عمليات مطاردة الإرهابيين في مكة المكرمة عندما تم اكتشاف احد أوكارهم في شقة قريبة من الحرم المكي الشريف حوت متفجرات وقنابل زرع بعضها في مصاحف كانت معدة للدخول إلى المسجد وهو ما يعكس فكر هؤلاء الإرهابيين الذين لم يسلم من رأيهم الضال حتى كتاب الله الكريم.
وقد تم في هذه العملية الغاء القبض على العديد من هؤلاء بينما فضّل البعض منهم الانتحار داخل شقتهم وهو الأسلوب الذي ساروا عليه في العديد من المواقع.
وفي يوم الاثنين الموافق 9-9- 1424هـ قام رجال الأمن باحباط عملية إرهابية كانت جاهزة للتنفيذ بمكة المكرمة من قبل مجموعة إرهابية لم تراع حرمة المكان ولا الزمان في هذا الشهر المبارك ولم تراع مشاعر المسلمين وما يمكن ان يتعرض له المواطنون والمقيمون وقاصدو بيت الله الحرام من اخطار من شأنها إلحاق الضرر بأرواحهم وأمنهم.
وبعد توفر المعلومات بوجود عناصر إرهابية في فلتين سكنيتين تقعان بمخطط الخضراء بحي الشرائع في العاصمة المقدسة وبعد تحديد ومعرفة الموقعين من قبل رجال الأمن ومحاصرتهما اتضح ان بهما مجموعة من الإرهابيين والذين بادروا على الفور باطلاق النار على رجال الأمن من اسلحة مختلفة مستخدمين قذائف (آر.بي.جي) وقنابل يدوية شديدة الانفجار واسلحة رشاشة وقنابل دخانية كثيفة لعمل غطاء ساتر لهم في الوقت الذي كان فيه رجال الأمن يطلبون من الإرهابيين تسليم انفسهم وعدم تعريض حياتهم وحياة المسلمين في البلد الحرام لافعالهم الإجرامية.
ولم يستجب الإرهابيون لذلك وحاولوا الهرب وبمطاردتهم من قبل رجال الأمن تم تعطيل سيارتين إحداهما من نوع كامري وجد بها احد الإرهابيين قد فارق الحياة ومثبت باحدى ساقيه مسدس كما عثر داخل السيارة على قذيفة (ار.بي.جي) وقنبلة يدوية شديدة الانفجار وبتمشيط المنطقة عثر على رشاش مع مخزنه وثلاث قنابل يدوية ومخزنين بحزام ناسف.
كما تم التعامل مع السيارة الأخرى (من نوع جيمس) يستقلها شخصان لم يذعنا للتوقف وقام أحدهما باطلاق النار بكثافة على رجال الأمن وتم الرد عليه مما نتج عن ذلك قتل قائد السيارة كما عثر على سيارة ثالثة من نوع فورد في احد المواقع.
وبمواصلة عمليات البحث والمطاردة للقبض على الهاربين تمكن رجال الأمن ولله الحمد من القبض على خمسة من الإرهابيين اربعة منهم سعوديو الجنسية والخامس نيجيري الجنسية، وكذلك ضبطت سيارة رابعة من نوع جيمس كان يستقلها اثنان من الإرهابيين.
ومن خلال المضبوطات وما بيّت له الإرهابيون من إجرام ثم ما قاموا به من عدوان يتبين مدى الأخطار والأضرار التي كانت ستحدث للبلد الحرام وقاصديه من مثل هذا العمل الإجرامي الذي كانوا ينوون القيام به، كما يتضح مدى الاخطار التي كانت ستلحق بالمقيمين الآمنين في المنطقة السكنية التي كان الإرهابيون يختبئون فيها في حالة انفجار هذه الكميات الكبيرة من المتفجرات التي حشدوها لتنفيذ عملياتهم الإجرامية - لا قدر الله - والتي لم ينتج عنها سوى إصابة طفيفة لأحد رجال الأمن ولله الحمد.
مجمع المحيا
ولم يكن ينتصف شهر رمضان المبارك بكل قدسيته وروحانيته حتى هزت الانفجارات الإرهابية مجمع المحيا السكني بالعاصمة الرياض والذي تسكنه أُسر عربية ومسلمة.
وعن هذا الانفجار اشار احد سكان المجمع وهو من الجنسية الأردنية الى أن الأوضاع قبيل الانفجار كانت هادئة وليس هناك ما يشير إلى حدوث هذا التفجير.
واستغرب استهداف هذا المجمع مشيراً إلى ان سكانه المسلمين العرب تتجاوز نسبتهم 95% وان اعداد الأجانب قليل وتساءل بأي عقيدة يؤمن هؤلاء وأين ضمائرهم وفي المجمع أطفال ونساء وكبار سن؟ أين هم من تعاليم الدين التي تحرم قطع شجرة في الحرب؟ فما بالك في شهر رمضان وفي اقدس أرض، أرض الحرمين وفي أجواء إيمانية عظيمة وسط سكان معظمهم مسلمون.. ومضى بمرارة يقول من حقنا ان نتساءل أين عقول هؤلاء؟!! هل غُسلت؟ أم ما زال هؤلاء يؤمنون بسلامة منهجهم الضال ألم تحن ساعة استيقاظهم من غفوتهم وضلالاتهم.
وابدى احد المقيمين المصريين دهشته وهو يرى آثار الانفجار والفزع على وجوه الجميع وقال ان الوضع الذي يهدف له هؤلاء خطير وقد انكشف مسعاهم الآن واصبحوا امام الرأي في صورة منبوذة خصوصاً وانهم بهذا العمل اثبتوا انهم انزلقوا نحو الهاوية ونحو مزالق الضلال الذي اعمى عيونهم وأصبحوا لا يفرقون بين شقيق لهم مسلم وبين شقيق لهم سعودي أو عربي ولكن كم بودي لو يقابلني أحدهم لأساله ما هو شعورك وأنت تستهدف طفلاً مسلماً بريئاً ؟ وما هو شعورك إذا اخبروك من الغد بأنه ابن عمك أو قريبك.
تفجير الوشم
وبعد ان انكشفت اقنعة الزيف والضلال وماكان يردده أولئك الإرهابيون بأنهم لن يستهدفوا بعملياتهم الإجرامية سوى الأجانب والرعايا المتواجدين بالمملكة جاءت عملية الوشم والتي وجهت مباشرة إلى ابناء الوطن وذلك من خلال تفجير مبنى المرور والذي وقع أواخر الشهر الميلادي الماضي ليستشهد في هذه العملية الإرهابية الجبانة عدد من رجال الأمن وليلحق بهم عدد من المراجعين وآخرون من سكان الأحياء المجاورة لمبنى مرور الرياض في شارع الوشم.
الإرهابيون في ينبع
أما آخر عملياتهم الإرهابية فكانت هذه المرة في ينبع الصناعية وكانت لها ابعاد اقتصادية هدفها العبث بخيرات هذا الوطن واقتصاده ورزق ابنائه.. الا انها - ولله الحمد - انتهت بفشل ذريع لمخطط اولئك الاجراميين الذين انتحر بعضهم بينما قضى آخرون تحت حزم وشدة وبسالة رجال الأمن وليحفظ الله بلادنا من كل سوء ومكروه ويرد كيد الاعداء والمغرضين في نحورهم.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved