أم الحبايب.. يا حبيبة!!
عهود سالم الخالدي

قبل ثلاثين سنة تقريباً كنا نردد مع الفنانة الراحلة فايزة أحمد أغنية عن الأم.. تقول كلماتها: ست الحبايب يا حبيبة.. يا ربي خليك يا أمي.. إلخ كلمات الأغنية التي أصبحت آنذاك (أغنية الأم العربية) وأصبح جميع الأبناء (الأولاد والبنات) يرددونها في كل مناسبة يرغبون فيها تكريم أمهاتهم بهدايا وغيرها ويطلبونها من جميع الإذاعات العربية في البرنامج المشهور: ما يطلبه المستمعون.. وكنت آنذاك طفلة محرومة من الأم وصدرها الحنون حيث ماتت والدتي بعد ولادتي بسنتين وقام والدي يحفظه الله بتربيتي تربية صحيحة وحاول تعويضي عن تربية الأم الراحلة إلا أنه بالرغم من كل محاولاته الجادة بتوفير كل احتياجاتي المعنوية والمادية.. إلا أن تربية الأم لا يعوضها شيء في الحياة وكنت آنذاك حينما أسمع تلك الأغنية أبكي مع الباكيات على أمهاتهن ونتمنى لو كانت أمهاتنا موجودات لطلبنا لهن أغنية (ست الحبايب.. يا حبيبة).
ومرت السنوات مرور البرق.. وتزوجت وأنجبت أطفالاً أولاداً وبناتٍ.. ولم أجد منهم ذلك الحماس الذي كنا نعيشه تجاه أمهاتنا وحرصنا الشديد في التحدث عنهن بالساعات الطويلة بالرغم من أن أبناءنا لا يكرهوننا إلا أنهم لا يهتمون ذلك الاهتمام الكبير بنا.. ولم نكن نحن الأمهات نحاول تذكيرهم بالأحاديث النبوية والحِكم والأمثال التي قيلت في الأم لأنهم لم ولن يفهموها بالرغم من أنني حريصة كل الحرص أن يتربوا أبنائي على حب والديهم.. وكنت أخبرهم عن الأحاديث النبوية التي يقول أحدهم: بر أمك.. بر أمك.. برأمك ..بر أباك.. وكذلك قول الشاعر:
الأم مدرسة إذا أعددتها..
أعددت شعبا طيب الأعراق
إلا أن الأبناء والبنات في هذا الزمن مشغولون بالإنترنت والكومبيوتر والتلفزيون وكرة القدم والأغاني العاطفية والفيديو كليب.. وكنت أقول لنفسي: (إن العيب ليس عيب أطفالنا ولكن العيب عيب وسائل الإعلام المختلفة التي لا تتحدث عن حب وأهمية الأم في حياة الأبناء).